طالب معارضون أكراد البرلمان الأوروبي بالتوصل إلى العدالة في واقعة اغتيال زعيم و المعارض الكوردي البارز ، عبدالرحمن قاسملو في النمسا قبل 30 عاما على أيدي عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وفي 13 يوليو/تموز عام 1989، اغتالت الاستخبارات الإيرانية رميا بالرصاص قاسملو الأمين العام الأسبق للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (معارض) ورفيقه عبدالله قادري، عضو اللجنة المركزية بالحزب إلى جانب شخصين آخرين لدى جلوسهما على طاولة مفاوضات تضم ممثلين عن نظام ولاية الفقيه في فيينا.
الفاعلون الأصليون لتلك الجريمة هربوا حينها تحت غطاء دبلوماسي بالتعاون مع السفارة الإيرانية لدى النمسا، في حين لم تباشر السلطات القضائية النمساوية إجراءات المحاكمة، غير أن معارضين من الكورد يعتبرون القضية نفسها لا تزال مفتوحة رغم انقضاء 3 عقود.
وفي هذا الصدد، طالب بيان صادر عن الآف المعارضين الأكراد المقيمين في بروكسل عاصمة بلجيكا (عاصمة الاتحاد الأوروبي أيضا) بالتزامن مع ذكرى اغتيال عبدالرحمن قاسملو، بضرورة تدخل الدول الأوروبية وعلى رأسها النمسا إزاء متابعة هذه القضية، ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين الضالعين في تنفيذها.
ووفقا لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الناطقة بالفارسية، تضامن عدد من نواب البرلمان الأوروبي إلى جانب معارضين إيرانيين من أطياف سياسية أخرى في دول المهجر مع مطالب المعارضين الأكراد الذين أكدوا أنهم ضحية لإرهاب نظام طهران بسبب نضالهم ضد سياساته التخريبية على مدار 40 عاما مضت.
وأكد الأمين العام للجزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني، مصطفى هجري، معارض كوردي مقيم في بروكسل، أن الإيرانيين يعانون جراء دعم نظام الملالي لسياسة الاغتيالات، لافتا إلى أن النظام الثيوقراطي لا يحترم المعاهدات الدولية، ويعتبر راعيا رئيسيا للإرهاب إقليميا.
ومن جانبهِ أوضح رحيم رشيدي، صحفي كوردي مقيم في واشنطن، أن سكان مناطق انتشار العرقية الكوردية داخل إيران من المرتقب أن يدخلوا في إضراب واسع النطاق، السبت المقبل، بالتزامن مع ذكرى اغتيال الرمز الوطني الراحل عبدالرحمن قاسملو، وفق قوله.
وفي حين لم تتبن السلطات الإيرانية حتى الآن واقعة اغتيال القيادي الكوردي البارز، حملت مذكرات للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني (1989 – 1997) إشارة صريحة إليها، لافتا في سياقها إلى أن محمود واعظي (مدير مكتب الرئيس الإيراني حاليا) كان مساعدا لوزير الخارجية الإيراني حينها، وأبلغه هاتفيا بعد جريمة اغتيال قاسملو أن سلطات فيينا تصرفت جيدا بعد إفراجها عن ضابط الاستخبارات الإيرانية وإعادته إلى طهران مجددا.
يشار إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة في المنفى و مقرها باريس، طالبت في مايو/ أيار الماضي، بضرورة ملاحقة حميد أبو طالبي، أحد مستشاري الرئيس الإيراني حسن روحاني، فضلا عن جنرال سابق بمليشيا الحرس الثوري، بسبب تورطهما في اغتيال معارضين بينهم عبدالرحمن قاسملو قبل سنوات.