Skip to main content

لقاء تميم وروحاني؛ دلائل تفضح المؤامرة

تميم بن حمد وحسن روحاني
AvaToday caption
كان لافتا احتفاء تميم الكبير بروحاني، وجلوسه إلى جانبه في انكسار، في تأكيد جديد على ارتهان النظام القطري بمصالح نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران
posted onJune 16, 2019
nocomment

3  أمور لافتة في اللقاء الذي جمع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس إيران حسن روحاني، السبت، ترتبط بتوقيته ومضمونه، تفضح التآمر القطري الإيراني على أمن واستقرار المنطقة.

فمن حيث التوقيت يأتي اللقاء بعد يومين من استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، وتوجيه اتهامات مباشرة لإيران بالمسؤولية عنه، وهو الهجوم الذي سبقه استهداف المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لمطار أبها السعودي. 

أيضا يأتي اللقاء بعد نحو 10 أيام من إجراء تميم اتصال هاتفي بروحاني دعا فيه إلى توسيع العلاقات بين البلدين في كل المجالات، كما يأتي بعد أسبوعين من تحفظ الدوحة على بياني قمتي مكة (الخليجية والعربية) الطارئتين لإدانتهما الجرائم الإيرانية وتدخلها في شؤون المنطقة.

ومن حيث مضمون اللقاء، كان هناك أمران لافتان، الضحكات العالية التي تبادلها الجانبان والتي ظهرت في الصور والفيديوهات التي تم التقاطها لهما، وذلك خلال بحثهما الهجمات على ناقلات النفط، الأمر الثاني توجيه تميم الشكر لروحاني.

 في وقت تتوجه فيه أصابع الاتهام لطهران بالمسؤولية سواء عن الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، أو عن الهجوم على مطار أبها عبر ذراعه الإرهابية في اليمن ممثلة في الحوثيين، وهو ما يعد دعما قطريا صريحا ومباشرا لإرهاب إيران.   

والتقى تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، رئيس إيران حسن روحاني على هامش انعقاد القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" بمدينة دوشنبه، السبت.

ورغم أن وكالة الأنباء القطرية الرسمية كشفت عن أنه تم خلال اللقاء بحث مجمل الأحداث الأخيرة في المنطقة، لا سيما التصعيد في منطقة الخليج، في إشارة إلى الهجوم على ناقلات النفط، فإنه كان لافتا في الصور والفيديوهات التي تم بثها للقاء تعالي الضحكات بين الجانبين عند تبادل موضوع كهذا، الأمر الذي يثير الشبهات حول المباحثات وطبيعتها.

كما كان لافتا احتفاء تميم الكبير بروحاني، وجلوسه إلى جانبه في انكسار، في تأكيد جديد على ارتهان النظام القطري بمصالح نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران، كما تكشف واقع الانبطاح الواضح من قبل تنظيم "الحمدين" لنظام ولاية الفقيه.

ونعت تميم العلاقات القطرية الإيرانية بأنها "علاقات عميقة وتاريخية"، وشكر روحاني على موقف إيران الداعم لبلاده بعد مقاطعة دول الرباعي العربي لبلاده لدعمها الإرهاب، وأكد مجددا استعداد الدوحة لتعزيز علاقاتها مع طهران في جميع المجالات.

من هنا، يبدو أن قطر -التي افتضح أمر إرهابها بعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لها في ٥ يونيو/حزيران عام 2017- لا تزال تصر على تقديم فروض الولاء والطاعة لنظام حليفتها طهران المتورطة بتنفيذ مخططات تخريبية إقليمياً ودولياً، كان آخرها الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وإلى جانب مضمون اللقاء، فإن إجراءه في هذا التوقيت يعد دعما علنيا وصريحا مباشرا من قطر لإيران في مواجهة أمريكا ودول الخليج والعالم، الذي يتحرك لوقف إرهاب إيران، لا سيما بعد تزايد الأدلة على تورطها في الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، وسط دفاع من إعلام الحمدين عن إيران وموقفها.

وتعرضت ناقلتا نفط، الخميس الماضي، لهجوم في خليج عمان؛ الأولى ترفع علم جزر مارشال واسمها "فرنت ألتير"، والأخرى اسمها "كوكوكا كاريدجس" وترفع علم بنما.

والحادثة الجديدة هي الثانية التي وقعت على بُعد نحو 45 كم (25 ميلاً) قبالة الساحل الإيراني ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الاستراتيجية، وسط تصاعد مستمر للتوتر بين طهران وواشنطن.

ووجهت واشنطن أصابع الاتهام لإيران في حادث خليج عمان، بعد تعرض 4 سفن بينها 3 ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات في 12 مايو/أيار الماضي.

ونشر الجيش الأمريكي تسجيلا مصورا يثبت تورط إيران في استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان.

ويظهر التسجيل الأمريكي عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين، فضلا عن صورة تظهر لغما فيما يبدو قبل إزالته. 

أيضا من حيث التوقيت يأتي اللقاء بعد 3 أيام من العملية الإرهابية التي نفذتها المليشيا الحوثية –المدعومة من إيران- على مطار أبها الدولي، الأربعاء، الأمر الذي أسفر عن إصابة 26 مدنيا من جنسيات مختلفة.

العملية الإرهابية التي لاقت إدانات دولية وإقليمية وعربية، قوبلت بتهليل قطري يكشف عن حقد دفين على المملكة العربية السعودية، ووجدت فيه الدوحة ضالتها، حيث عكفت قناة "الجزيرة" التي باتت البوق الإقليمي للانقلاب الحوثي، على استضافة قيادات حوثية عسكرية لتبرير تلك العمليات الإرهابية.

وأشار خبراء إلى أن قطر تحاول تصوير الحوثيين كقوة عسكرية كبرى، وكأنهم أصبحوا ذراعا لقطر، أكثر مما هم مليشيا تابعة لإيران.

أيضا يأتي اللقاء بعد 10 أيام من اتصال هاتفي بين تميم وروحاني، طلب فيه تميم من الرئيس الإيراني توسيع العلاقات بين البلدين في كل المجالات.

وهاجم روحاني في الاتصال الهاتفي مع تميم، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، القمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا نهاية مايو/أيار الماضي في مكة المكرمة، معربا عن تأييد بلاده سياسات الدوحة التي تطالبها منذ عامين دول الرباعي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) بالتخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية والأنظمة السياسية المعادية لدول الجوار.  

ورحب روحاني بموقف الدوحة الذي وصفه مراقبون بـ"المتخاذل" بعد تراجعها عن تأييد بنود القمتين (الخليجية والعربية) التي أجمعت على ضرورة وجود ردع عالمي للسلوك الإيراني العدائي إقليميا ودوليا.

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن تميم قوله خلال حديثه الهاتفي مع روحاني أن الدوحة لديها وجهات نظر متقاربة فيما يخص عددا من القضايا الإقليمية، لافتا إلى وجود اتصالات نعتها بـ"المستمرة" و"البناءة" بين قطر وإيران، على حد قوله. 

كل تلك الدلائل تعد مؤشرات قوية على وجود تآمر إيراني قطري على أمن واستقرار المنطقة من جانب، كما يؤكد دعم قطر لإيران وأذرعها ومليشياتها في تهديد الملاحة الدولية وتهديد أمان إمدادات الطاقة، عبر استهداف ناقلات النفط وسفن التجارة في الخليج العربي وبحر العرب، خصوصا أن تنظيم الحمدين سبق أن أعلن صراحة رفضه العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بما فيها تشديد الحظر على صادرات النفط الخام التي تراجعت بشدة مؤخراً.

كما سبق أن كشفت الدوحة عن دعمها لسلوك البلطجة وتهديد الملاحة الدولية في الخليج العربي، بعد تهديده أكثر من مرة بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، كان آخرها في 28 أبريل/نيسان الماضي، حين هدد النظام الإيراني بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، إذا واجه مزيدا من العقوبات الأمريكية على طهران.

ولا يمكن إغفال أن هذا التهديد أيدته قطر علنا على لسان الكاتب القطري عبدالعزيز آل إسحاق، الموالي لتنظيم الحمدين خلال مشاركته في منتدى الجزيرة، قبل عدة أسابيع حينما أساء للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأكد عدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية أو الجيوش العربية الدفاع عن نفسها في وجه إيران، من وجهة نظره، في تسويق واضح لسياسة الانبطاح والانهزامية التي تنتهجها بلاده مع طهران.

وقال آل إسحاق في كلمته: "أمر مهم، إيران لو قررنا الدخول في حرب معها، لا الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على حمايتنا منها ولا كل جيوشنا قادرة على حمايتنا من إيران".

وكشف التآمر القطري الإيراني المتواصل على أمن المنطقة عن دعم موقف دول الرباعي العربي في استمرار مقاطعتها للدوحة لدعمها الإرهاب، كما يكشف لأمريكا والعالم حجم الخطر الذي يمثله تنظيم "الحمدين" ونظام الملالي على الأمن والاقتصاد الدولي.