Skip to main content

إيران توعز لوكلاءها بتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة

ميليشيات الحشد الشعبي
AvaToday caption
أضاف الحويت أن عمل سليماني المطلوب لدى واشنطن هو " توحيد الفصائل ضد التواجد الأمريكي و استهدافهم، لغرض تخفيف الضغوطات على إيران، والتي من المزمع أم تقام حرب قريبة قادمة"
posted onMay 18, 2019
nocomment

لم يفلح خطاب التهدئة والتمويه في استبعاد المواجهة مع واشنطن، الذي عمل مسؤولون إيرانيون كبار على ترويجه، في التغطية على خطط إيران لتنفيذ عمليات انتقامية لإرباك أمن الملاحة الدولية عبر ميليشيات تابعة لها في العراق واليمن ولبنان وغزة.

وذكر تقرير بريطاني أن الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري عقد اجتماعا في بغداد ضم الفصائل الحليفة في العراق إضافة إلى ممثلين عن حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ومجاميع سورية، وطالب قادتها بالاستعداد لخوض حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة، في وقت يحاول الإيرانيون توسيط أكثر من جهة لإقناع واشنطن بأن طهران لا تريد الحرب.

يأتي هذا في وقت تحشد الولايات المتحدة للحصول على تفهم دبلوماسي أوسع لأي عملية محدودة قد يتم الالتجاء إليها للرد على أنشطة إيران ووكلائها في المنطقة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر استخبارية أن الاجتماع عرف حضور جميع قادة الميليشيات، التي تندرج تحت مظلة وحدات الحشد الشعبي في العراق، على خلاف العادة.

فقد حث سليماني الميليشيات على التسلح، ما يكشف عن وجود خطة إيرانية لتحويل الأزمة مع واشنطن بشأن العقوبات إلى مواجهة عبر أدوات مختلفة، لكن في ما يبدو فإن العراق سيكون الملعب الرئيسي في حالة وقوع صدام.

ويمثل الاجتماع تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، كما يزيد من مخاوف تحول عقد من الصراعات بالوكالة إلى صدام مباشر بين واشنطن وطهران.

ورغم تصريحات أطلقتها فصائل من الحشد الشعبي، أول الأمس الخميس، ترفض فيها ما جاء في تقارير أميركية بشأن استعداد الميليشيات لاستهداف أهداف أميركية في العراق، فإن مواقف سابقة لنفس هذه الميليشيات، وبينها "عصائب أهل الحق" وحركة "النجباء" تكشف أنها تضع نفسها على ذمة إيران في أي مواجهة مع واشنطن.

وفي الأسبوع الماضي أكد متحدث بأسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، مزاحم الحويت " أبناء العشائر العربية الأبتعاد عن مقرات وأماكن تواجد فصائل الميليشيات الحشدي الشعبي"، خوفاً من استهدافهم من قِبل القوات العسكرية للولايات المتحدة لهذه المقار.

وقال في تصريح خاص لشبكة (AVA Today) الأخبارية " وصلتنا معلومات ومؤكدة بالنسبة لنا، بإن إيران زودت ميليشيات الحشد الشعبي صواريخ باليستية وستراتيجية".

أضاف الحويت أن عمل سليماني المطلوب لدى واشنطن هو " توحيد الفصائل ضد التواجد الأمريكي و استهدافهم، لغرض تخفيف الضغوطات على إيران، والتي من المزمع أم تقام حرب قريبة قادمة" .

ولم تخف حركة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، أنها تضع العراق كواجهة إيرانية في أي صدام مستقبلي مع واشنطن.

وقال حسن سالم النائب في البرلمان العراقي عن الحركة إن  "أي اعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل أميركا هو اعتداء مباشر على الدول الإسلامية، بغض النظر عن مواقف بعض الدول العربية والإسلامية من إيران".

وأضاف سالم أن "أميركا إذا ما حاولت الإقدام على إعلان الحرب على إيران فإنها ستقع في ورطة كبيرة وربما ستفقد هيمنتها على العالم كدولة عظمى".

وسبق وأن ذكرت مصادر رفيعة أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قدم للعراقيين "تصورا معززا بالأدلة، عن خطط إيرانية يمكن تطبيقها في أي لحظة لتصعيد التوتر في المنطقة"، مشيرة إلى أن "بومبيو قدم للمسؤولين العراقيين أدلة استخبارية تشير إلى تخطيط مجموعة عراقية على صلة بإيران لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية شمال بغداد، وآخر غربها".

وشملت المعلومات الاستخبارية أيضا "خططا تتعلق بمهاجمة مبنى السفارة الأميركية في بغداد عبر صواريخ قصيرة المدى".

 

ميليشيات حزب الله اللبناني

 

وأهم الميليشيات التي تدار من قِبل سليماني في منطقة الشرق الأوسط هم :

العصائب والنجباء في العراق

حزب الله في لبنان

الحوثيون في اليمن

الجهاد الإسلامي في فلسطين

ويسلط اجتماع بغداد بين سليماني وقادة ميليشيات حليفة الضوء على الأذرع الأخرى التي ترتهن بالولاء لإيران، خاصة في لبنان واليمن والأراضي الفلسطينية بعد أن أقدم الحوثيون في اليمن على تدشين أولى خطوات الحرب بالوكالة من خلال استهداف منشأة نفطية سعودية بطائرات مسيرة بصنع وتدريب إيرانيين.

ويمكن أن تلعب حركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية دورا في خيار الحرب بالوكالة، خاصة بعد خروج لقاء سيلماني بأمين عام الحركة زياد نخالة في بيروت إلى العلن، ومساهمة الحركة بشكل رئيسي في موجة الصواريخ التي أطلقت على أراض إسرائيلية في الأسبوع الماضي.

وسبق أن اعتبر دونالد ترامب أن حركة "الجهاد الإسلامي" الممولة من إيران وحزب الله اللبناني مسؤولة جزئيا عن وابل من الصواريخ التي أطلقت من غزة على إسرائيل.

وفيما يلازم حزب الله الصمت حيال دوره في الحرب بالوكالة، فإن مراقبين يعتقدون أن الحزب سيكون رأس حربة في أي تصعيد إيراني، وأنها تراهن على الترسانة من الأسلحة التي يمتلكها، كورقة أساسية في إثناء واشنطن عن التصعيد لقناعة إيرانية بأن واشنطن تضع حماية أمن إسرائيل أولوية قبل أي مواجهة.

ويعيش الحزب تحت ضغوط كثيرة داخله، وداخل لبنان بسبب مخلفات التدخل في سوريا، والعقوبات المسلطة عليه من واشنطن وارتداداتها على النظام المصرفي في لبنان، ما يجعل دوره في أي مواجهة مستقبلية أقل من المأمول الإيراني.

ونقلت الغارديان عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن قافلة من الإمدادات العسكرية والصواريخ الإيرانية مرت عبر غرب العراق إلى سوريا ووصلت إلى العاصمة دمشق، وقد تخطت الرقابة الغربية وأجهزتها الاستخباراتية التي لم تعلم بمرورها إلا بعد وصولها إلى العاصمة السورية، وهو ما يؤكد أن إيران تسابق الوقت للاستعداد لأي مواجهة.

وتميل دوائر رسمية أميركية إلى أن إيران كانت أكبر مستفيد من الحرب على تنظيم داعش، فمن ناحية، أصبحت الميليشيات الحليفة لها في العراق ذات نفوذ كبير خاصة بعد إدماجها في المؤسسة العسكرية، ومن ناحية ثانية، فقد استفادت من هزيمة داعش في تحقيق ممر بري من طهران إلى دمشق يسهل لها نقل الأسلحة والمقاتلين بحرية تامة.

وتكتفي واشنطن إلى حد الآن برصد تحركات إيران والميليشيات الموالية لها، وهو ما يقرأه الإيرانيون على أنه حالة ارتباك أميركية شبيهة بارتباك البيت الأبيض في الملف السوري خلاف فترة رئاسة باراك أوباما. كما يفهم في طهران على أنه مؤشر على العجز.