Skip to main content

من الذي سيفشل إيران أم أميركا؟

روحاني و ترامب
AvaToday caption
الى جانب عدم تمكن الميليشيات والاحزاب الخاضعة للنفوذ الايراني في العراق من إصدار قانون يتم بموجبه طرد القوات الاميركية من العراق، وعلى الاغلب فإن عودة البغدادي له علاقة بهذا الامر أيضا
posted onMay 7, 2019
nocomment

منى سالم الجبوري

بعد فترة طويلة نسبيا من الرهان الايراني على الدور الاوربي للتخفيف عن العقوبات الاميركية وإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار، وبعد أن بدأ الاحباط وخيبة الامل يظهر على القادة والمسٶولين الايرانيين من الدور الاوربي.

بدأت تظهر معالم مسار جديد في الموقف الايراني تجاه الولايات المتحدة وعقوباتها على إيران، هذا المسار يركز على نقطتين رئيسيتين؛ أولها سياسة واشنطن للضغط على إيران ستفشل عمليا، كما أكد ذلك الرئيس الايراني والثاني، إن إيران ستلجأ الى تصدير نفطها ولها طرقها ووسائلها الخاصة التي ليس بإمكان واشنطن من السيطرة عليها والحد منها.

هذا المسار الجديد، الذي يقترن بتطورين مهمين، الاول الظهور الجديد والمفاجئ لخليفة داعش البغدادي وإطلاقه تهديداته والثاني هو عزم إرسال الولايات المتحدة على إرسال حاملة طائرات الى الخليج معززة بقطع بحرية بما يمكن القول إنه جيش متكامل لتستقر قبالة المياه الايرانية وذلك بعد صدور الكثير من التهديدات من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين.

وبطبيعة الحال فإن ظهور البغدادي الذي لا يستبعد إطلاقا علاقته بالتطورات الجارية فيما يتعلق بالعقوبات الاميركية المفروضة على إيران والمواقف السعودية والاماراتية المٶكدة على إستعدادها لسد النقص الحاصل في تصفير تصدير النفط الايراني.

الى جانب عدم تمكن الميليشيات والاحزاب الخاضعة للنفوذ الايراني في العراق من إصدار قانون يتم بموجبه طرد القوات الاميركية من العراق، وعلى الاغلب فإن عودة البغدادي له علاقة بهذا الامر أيضا، خصوصا إذا ما تذكرنا بأن طهران كانت أكثر من استفادت من دور داعش منذ عام 2013 ولحد الان ويبدو إنها تنسق مع البغدادي لمرحلة جديدة لكي يقوم الاخيرة بتنفيذ الحرب الايرانية بالوكالة ضد السعودية والامارات وضد القواعد الاميركية في المنطقة ولاسيما في العراق.

الثمار الإيجابية المختلفة التي جنتها طهران من الدور الذي قام به داعش خلال الاعوام 2013 و2014 و2015، قد صادف ظروفا وأوضاعا إقليمية ودولية خاصة تختلف تماما من مختلف الاوجه عن الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية الحالية من كل الاوجه.

ولا يمكن لداعش أن يلعب سابق دوره حتى ولو ساعدته الميليشيات وفيلق القدس سرا (وهو إحتمال وارد)، أما بشأن ما يٶكد روحاني من إنهم سيصدرون النفط وإن الولايات المتحدة لا تتمكن من منعهم وإنها لاتملك القوة لذلك، فإن واحدة من المهام الموكلة بحاملة الطائرات الاميركية القادمة الى الخليج في غضون الاسبوعين القادمين هو منع بيع النفط الايراني ولاسيما من جانب الدول التي تريد شرائه والملاحظ إن هناك عزوفا متزايدا من جانب أهم مصادر شراء النفط الايراني بهذا الصدد.

لكن إيران التي تعيش ظروفا وأوضاعا عصيبة جدا ويقف النظام السياسي القائم على أرض متزلزلة قد تميد بهم في أية لحظة خصوصا وإن الضغوط الاقتصادية المتزايدة والتي تعمل طهران بصورة تجعل من الشعب يتحمل تبعاتها وآثارها لأنها لاتريد صرف عملاتها الصعبة من أجل الشعب، وهو أمر سيساهم بالتعجيل من إنتفاضة حاسمة طال إنتظارها!.