شدد وزراء الخارجية العرب الجمعة على سيادة سوريا على الجولان، رافضين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة المحتلة وذلك خلال اجتماع تحضيري للقمة العربية التي تعقد في تونس الأحد.
وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف في كلمة ألقاها لدى افتتاح الاجتماع الجمعة "أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة".
وتابع "الجولان أرض عربية سورية محتلة وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة... الإعلان مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة"، منبّها "الإعلان ستكون له آثار سلبية كبيرة على السلام في الشرق الأوسط".
وأشار الوزير السعودي إلى ما وصفه بالتهديد الإيراني باعتباره التحدي الرئيسي الذي يواجه العرب داعيا إلى تحرك لمواجهة طهران.
وقال "من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية وميليشياتها من الحرس الثوري في سوريا والعراق ولبنان واليمن والذي يحتاج منا التعاون لمواجهته".
وقال إنه ينبغي للعرب العمل على وقف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مضيفا أن الجمهورية الإسلامية تمد حركة الحوثي في اليمن بالصواريخ لمهاجمة مدن سعودية.
كما عبر عن دعم السعودية لوحدة أراضي سوريا والحل السياسي للحرب هناك على أساس الحوار بين المعارضة والحكومة، لكنه قال إنه ينبغي توحيد المعارضة قبل انطلاق أي حوار.
وقالت تونس إنها تنسق الجهود مع دول عربية أخرى لاحتواء أي تداعيات لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
وبدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعهم اليوم الجمعة للتحضير لمشاريع القرارات التي ستقدم للقادة العرب لإقرارها في القمة العربية التي تستضيفها تونس يوم الأحد.
وستكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات أعمال القمة الثلاثين لزعماء الدول العربية إضافة إلى الوضع في سوريا وليبيا واليمن والعراق وتطوير العمل العربي المشترك.
وقال العساف في الكلمة الافتتاحية للاجتماع "أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على القمة مسمى قمة القدس، مترجما ما توليه قيادة المملكة وشعبها من اهتمام بقضية العرب الأولى التي على رأس أولوياتها أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مجددا رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بوضعها التاريخي والقانوني"، مضيفا "نؤكد رفض المملكة القاطع لاعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وتابع "أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، مؤكدا موقف المملكة الثابت والمبدئي من أرض الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة من وفق القرارات الدولية".
وأضاف أن الإعلان "ستكون له آثار سلبية على مسيرة السلام في الشرق الأوسط والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكد وزير الخارجية السعودي التزام بلاده بوحدة اليمن وسيادته واستقراره من خلال دعم الحكومة الشرعية والترحيب بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك.
كما أكد أن الرياض تدعم سلامة الأراضي السورية والوصول إلى حل عبر الحوار بين المعارضة والحكومة، مشددا على دعم مؤسسات الدولة الشرعية في ليبيا والمحافظة على وحدتها وحمايتها من التدخل الأجنبي.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي "سنعمل مع بقية الدول العربية الشقيقة والمجموعة الدولية على تطويق كل التداعيات المحتملة لهذا القرار في مختلف المحافل الدولية والإقليمية".
وأدلى الجهيناوي بهذه التصريحات أثناء تسلم بلاده الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية قبيل القمة العربية السنوية في تونس والتي من المتوقع أن تركز على قرار الولايات المتحدة بشأن الجولان وقرارها السابق بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واحتلت إسرائيل الجولان والقدس في حرب عام 1967 ثم ضمتهما في خطوة لم تحظ باعتراف عالمي.
وقال وزير الخارجية التونسي بعد تسلمه رئاسة القمة الثلاثين "سيظل على رأس أولوياتنا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتوفير الدعم له من أجل استرجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف وفق القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين"، داعيا ودعا إلى مواصلة الجهود لتحقيق التسوية الشاملة في ليبيا وإعادة الأمن والاستقرار إليها والمحافظة على استقلالها ووحدتها.
وأكد على أهمية تحقيق تسوية سياسية للحفاظ على وحدة سوريا تنهي الأزمة وتضع حدا لمعاناة الشعب السوري، داعيا إلى تكثيف الجهود لدفع التسوية السياسية في اليمن لوقف الأعمال القتالية واستئناف الحوار. ويعقد الزعماء العرب قمتهم في تونس يوم الأحد المقبل.