Skip to main content

طه الياسين : أمريكا لو أرادت إسقاط النظام لما أنتظرت كل هذه السنين

طه الياسين، نائب رئيس منظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان
AvaToday caption
سياسة التمييز العنصري للعربي الأحوازي لا يقل بشاعة وعنصرية وتطهيرا عرقيا عن ما قام به النظام العنصري في جنوب أفريقيا آنذك
posted onFebruary 20, 2019
nocomment

منذ تأسيس الدولة الإيرانية الحديثة و الشعوب والأقليات الدينية و العرقية الدينية في إيران تعاني من التهميش و الإهمال المقصود، وأهم تلك الشعوب هم الكورد و الأحوازييون العرب " لا دستور إيران يحمى هذه الشعوب ولا قوانينها التي في الواقع وضعوها الملالي ليس لحماية الإنسان بل هي تحمي مصالحهم ونظامهم فقط"، كما يصفه نائب الرئيس منظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان.

طه الياسين في حواره مع شبكة (AVA Today) الأخبارية، في لندن يتطرق الى مواضيع عديدة عن الشعب العربي الأحوازي في إيران، و يضيف " تعمل السلطات الإيرانية منذ فترة ليست بقصيرة على تضييق الخناق على المواطنين غير الفرس الذين يسكنون الأحواز وبلوشستان وكوردستان وأذربيجان الجنوبية خوفا من تنامي الحس الوطني القومي لدى أبناء تلك الشعوب".

وشدد الياسين في حواره على إن " الولايات المتحدة الامريكية تريد فقط وضع حدود معينية لإيران يجب ان لا تخترقها ولا تريد اسقاط النظام الحالي"، ويشدد على ذلك إن واشنطن " فلو كانت تريد اسقاط النظام لما انتظرت كل هذه السنين".

حاوره عبر الهاتف : کارزان حمید

كيف تصفون وضع حقوق الإنسان حاليا في إيران بشكل عام ؟

طه الياسين: إن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني تؤكد أن طهران لا تلتزم بأي مادة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أُتخذ به العمل عام 1948.

في إيران الناس محرومون من حقوقهم الأساسية التي تكفلها لهم المواثيق وقوانين حقوق الإنسان الدولية، والنظام الإيراني مستمر في انتهاكاته الفظيعة لحقوق المواطنين.

دائماً ‏كلما اشتد الحراك المدني الثقافي السياسي وتحرك المواطن وطالب النظام الإيراني بحقوقه القانونية والشرعية في الأحواز العربية المحتلة وعند الشعوب الأخرى في إيران يرتفع عدد المختطفين الذين تختطفهم قوات النظام، نعم قلت مختطفين وليس معتقلين وذلك لأن النظام الايراني لا يطبق أبسط شروط الإعتقال وهي جلب التهمة او ورقة قضائية تشرُط اعتقال المطلوب للعدالة "هذا إذا فرضنا جدلاً ان هناك عدالة في ايران"، وعلى طريقة العصابات الرجعية و داعش و بهويات مجهولة وبدون اي إنذار يخطفون الأطفال و الشباب و النساء من بيوتهم او الشوارع او العمل والمدرسة ليصبح بعدها مصيرهم مجهول. ‏وبالتحديد الأحوازيين يرتفع عدد المعتقلين عندهم بشكل موسمي، مع أي تغيير في المنطقة أو الإقليم عليه أن يتوقع تفاقم المعاناة و إعداد نفسه للمزيد من الاعدامات و الاعتقالات، صار الضرب والتعذيب والتعنيف خلال الاستجوابات من الممارسات الشائعة في إيران.

السلطات تقييد حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع ومحاكمة عشرات الصحفيين ونشطاء الإنترنت والنقابيين بتهمة (العمل ضد الأمن القومي والدعاية ضد الدولة والتجمع والتواطؤ ضدّ الأمن القومي) لمجرد ممارستهم لحقوقهم المشروعة، منذ بداية العام المنصرم 2018 حتى الآن كانت هناك أكثر من 500 حالة إعدام بعضها تمت داخل سجون الأحواز و كوردستان وأذربيجان وبلوشستان، هذا ناهيك عن أكثر من 7000 معتقل لا يعرف مصير معظمهم حتى اللحظة وهناك أشخاص أخرين ماتوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم أثناء الإنتفاضة التي عمت كل خارطة إيران السياسية، أن الإعدامات العشوائية مستمرة والانتهاكات في تزايد ضد النشطاء والمعارضين والصحفين والقوميات والنساء والأطفال، بالإضافة لكل ما ذكرناه لم يسمح النظام الإيراني لأي من المقررين الأمميين بزيارة البلاد للإطلاع على السجناء والمحكومين بالإعدام منذ عام 2005، وواجه المدافعون عن حقوق الإنسان الذين اتصلوا بمنظمات حقوق الإنسان المدنية والتابعة للأمم المتحدة أعمالا انتقامية من قبل السلطات الإيرانية.

ماهي آخر تقديرات منظمتكم حول الأعتقال التعسفي و كم عدد المعتقلين حرية الرأي و الإعلام؟

طه الياسين: إيران حلّت في المرتبة التاسعة على قائمة الدول العشر الأسوأ عالمياً، وفق تقرير حرية الصحافة الذي أصدرته منظمة "فريدوم هاوس" Freedom House. ويأتي ذلك بسبب ممارسة الاعتقالات الواسعة للصحافيين الإيرانيين أو الأجانب.

إيران ”تمنع حرية التعبير منعًا باتًا، حيث استمرت السلطات في اعتقال الصحفيين والمدونين والناشطين الإعلاميين في شبكات التواصل على الإنترنت؛ لممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير“. طبعاً ليس لدينا عدد الإعلاميين المعتقلين ولا يوجد تصريح رسمي بعددهم من قبل النظام، لكن نحن نستطيع تعريف السبب في عدم دقة أعداد المعتقلين، السبب هو الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها أجهزة الأمن، فيما يصاحب الاعتقالات تهديدات بالإعدام، تطلقها السلطات الإيرانية للجم صوت الإعلام عن ذكر اسم أي معتقل إعلامي أو ذكر عدد المعتقلين ، وذلك كون الإعدام إحدى أهم الأسلحة التي اعتادت إيران على إشهارها بوجه معارضيها.

وفي أخر تقرير سنوي لمنظمة العفو الدولية قالت إن "السلطات الإيرانية شنت حملة قمع مشينة خلال عام 2018، فسحقت الاحتجاجات، واعتقلت الآلاف في حملة واسعة النطاق طالت المعارضة، وذلك بعد عام من اندلاع موجة احتجاجات ضد الفقر والفساد والاستبداد في جميع أنحاء البلاد، وكشفت منظمة العفو الدولية عن أرقام جديدة صاعقة تُظهر مدى القمع الذي قامت به السلطات الإيرانية على مدار العام الماضي، اعتُقل المحتجين الطلاب، والصحفيين، والنشطاء البيئيين، والعمال، والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومن بينهم محامون، وناشطات حقوق المرأة، ونشطاء حقوق القوميات ،ونقابيون، وقد اعتقل العديد منهم بصورة تعسفية. وحُكم على المئات بالسجن أو الجلد، وقُتل ما لا يقل عن 26 محتجاً خنقاً في أحواض السباحة.

 

طه الياسين

 

كثير من التقارير الدولية و المحلية تكشف عن قمع ممنهج للعرب وأعتقال كل من يمارس نشاط ثقافي أو أجتماعي في الأحواز، هل لديكم تفاصيل أكثر حول الموضوع؟

طه الياسين: تعمل السلطات الإيرانية منذ فترة ليست بقصيرة على تضييق الخناق على المواطنين غير الفرس الذين يسكنون الأحواز وبلوشستان وكوردستان وأذربيجان الجنوبية خوفا من تنامي الحس الوطني القومي لدى أبناء تلك الشعوب. وهذه الممارسات القمعية هي ليست بجديدة، بل ما هو جديد الإعدامات بالجملة لالعرب والأكراد والبلوش وبصراحة تامة أن النظام يمارس مثل هذه الجرائم بحق المواطنين العزل، واعتقد أن نظام إيران لا يتوقف عن جرائمه إذ لم يجد رادعا دوليا وأقليميا قويا يقف بوجهه.

دائماً يُعبّر المواطنون الأحوازيون العرب عن غضبهم إزاء ما يواجهونه من التهميش والبطالة وعقبات أمام التوظيف والحقوق السياسية في منطقة تمثل 95% من ثروة إيران وسلة غذائها، ونقل مياه الأنهر من المنطقة إلى أقاليم فارسية مثل أصفهان وقم ويزد وغيرها.

تتربع إيران على عرش الدول الأكثر إعداماً لمواطنيها وارتفاع عدد هؤلاء المعدومين من الصحافيين والمفكرين أصحاب الآراء والمناضلين من جميع الشعوب المحتلة إيرانيا، أما حصة الأحوازيين من مجازر إيران التي قام بها نظام الملالي هي حصة الأسد دائما، لا توجد إحصائية دقيقة والجثث لا تسلم لذويها بعد الإعدام ولا يعرف أين تدفن، ولا يسمح لذوي المعدوم بإقامة مجلس عزاء ، ومثال على ذلك أنا طه أعدم النظام والدي ياسين محمد عيسى في بداية الثمانينات ولم يسلمنا الجثة ولا نعرف أين دفن حتى الآن.

كل ما ذكرته هو غيض من فيض ومع كل هذا التنكيل والإجرام الممنهج بحق الشعب الأحوازي، لكن مازال هذا الشعب المقاوم البطل مستمر بمطالباته وإحتجاجاته في الأحواز والتي عمت العديد من مدن الإقليم العربي هناك.

سياسة التمييز العنصري للعربي الأحوازي لا يقل بشاعة وعنصرية وتطهيرا عرقيا عن ما قام به النظام العنصري في جنوب أفريقيا آنذك. بطبيعة الحال كثيرة هي الانتهاكات والكثير منها يرتقي إلى مستوى الجريمة كالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري للسكان الأصليين لهذه الأرض العربية التي يضرب عمق حضارتها في جذور التاريخ. الإعدامات الدائمة والمستمرة داخل السجون وأمام الملأ، وتدمير البيئة والتلويث المتعمد للمياه ونشر السموم وظهور أمراض جديدة لم تعرفها الناس من قبل ومن خلال تجفيف الأنهر والأهوار في الأحواز يحدث كل هذا ،وكذلك حرمان هذا الشعب من كافة حقوقه السياسية والإنسانية والمدنية . كذلك نهب الثروات الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن والمياه فالأحواز تؤمن 85% من إجمالي صادرات إيران، فبالمجموع الاقتصاد الإيراني يعتمد على ثروات الأحواز بنسبة 95% . هذه الجمهورية الإيرانية (الإسلامية) جمهورية قمعية ديكتاتورية وفي الواقع يجب أن تسمى جمهورية الأعدامات ، لأن حسب تقارير لمنظمات حقوقية إيرانية ودولية خلال فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني هناك حتى الآن أكثر من 5000 ألف حالة إعدام ، ومازالت مشانق الملالي في إيران تحصد أرواح الكثير من أبناء الشعوب في إيران، أعدم الكثير من السجناء سراً داخل السجون من هذه السجون سجن كرج وسجون أخرى في كوردستان والأحواز العربية وبلوشستان.

مايقارب مليوني من عرب أحواز يعيشيون في إيران، هل بأمكانكم وصف طبيعة حياتهم و ووضع الأجتماعي و السياسي في ظل النظام الملالي؟

طه الياسين: أولا دعني وقبل كل شيء أن أصحح المعلومة لحضرتك أخي الكريم أن الأحوازيين ليس عددهم مليوني شخص بل هم لا يقل عددهم عن 12 مليون نسمة وخارطة الأحواز هي من عيلام إلى باب السلام و أرضنا الضفة الشرقية للخليج العربي حتى جبال زاغروس التي هي الحد الفاصل للمحتل الإيراني لأرضنا الأحواز العربية.

ثم نعود لسؤالك أخي الفاضل، انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الأحوازيين العرب كثيرة جدا، ومن أبرزها تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح المستوطنين الفرس، الذين تجلبهم السلطات الإيرانية من المحافظات والمدن الفارسية، كذلك البطالة والفقر والحرمان وسرقة الثروات والاعتقالات العشوائية بحق النشطاء، والإعدامات غير القانونية التي نفذت بحق العديد من السياسيين الأحوازيين، سياسات ومشاريع الاحتلال الإيراني تنفذ على قدم وساق بحق الأحوازيين، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وتطهير عرقي لا يقل بشاعة عن التطهير العرقي الذي حدث في جنوب أفريقيا آنذاك.

طيلة العقود المنصرمة، واجه النظام الإيراني مطالب الأحوازيين بطرق أمنية، ورفض كامل لمطالب الشعب العربي الأحوازي، حتى السلمية منها، ولم يطبق حتى المواد الدستورية التي أدرجت في الدستور الإيراني بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وتم قمع كل المظاهرات السلمية وإضراب عمال الشركات وقمع وسجن وإعدام أعضاء مؤسسات ثقافية ومنع أبناء هذا الشعب من التعلم والتدريس بلغته العربية، وبناء مستوطنات لتوطين الفرس بغية تفريس الأحواز لصالح المحتل.

أما السجون فإنها مليئة بالأحوازيين الأسرى عند المحتل ولا يقل عدد الذين هم في سجون المحتل الإيراني من 30000(ثلاثين ألف) بينهم رجال ونساء وأطفال.

 

طه الياسين

 

كثير من بلدان أوروبية غضت النظر عن القمع الممنهج لنظام الإيراني خلال سنوات القليلة الماضية من أجل إنجاح عقود تجارية و أقتصادية، هل تخلت أوروبا بشكل عام عن مبادئها الإنسانية لصالح المال؟

طه الياسين: يبدو أن العلاقات بين إيران والإتحاد الأوروبي قد دخلت منحنى جديد، مع إعلان الإتحاد فرض عقوبات جديدة على إيرانيين متورطين بهجمات إرهابية مخطط لها لاغتيال أحوازيين ومعارضين إيرانيين في الدنمارك وفرنسا كما نقلت بعض المصادر، هذه التطورات بحسب بعض المراقبين يمكن أن تسهم خلق مشكلات إضافية قد تؤثر سلباً على طهران، التي تحاول إيجاد مخرج من أزمتها الاقتصادية الحالية بسبب العقوبات الأمريكة، وقال وزير الخارجية الدنماركي أنديرس سامويلسين، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على المخابرات الإيرانية، بسبب مؤامرات اغتيالات على أراض أوروبية، في إشارة قوية من جانب الإتحاد الأوروبي، على أننا لن نقبل بمثل هذا السلوك في أوروبا، التي يرى البعض أنها تحاول ومن خلال هذه العقوبات الضغط على إيران من أجل الحصول على مكاسب اضافية في علاقاتها التجارية خصوصا وأن بعض الدول ماتزال متمسكة بالاتفاق النووي، كما إنها تحاول أيضا استرضاء الولايات المتحدة الأمريكية التي هددت بإتخاذ اجراءات عقابية ضد من يتعامل مع إيران، وحذرت الاتحاد الأوروبي من مغبة الالتفاف على عقوباتها ضد طهران، بعد التحذير الأمريكي، عبّر الاتحاد الأوروبي عن مخاوفه المتزايدة إزاء برنامج طهران للصواريخ البالستية، وكذلك سجل حقوق الإنسان لديها، بالإضافة إلى تدخلها في صراعات الشرق الأوسط والهجمات الأخيرة التي شنتها على قادة حركة أحوازية والمعارضة الإيرانية في أوروبا.

كيف ترون العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني، وماهي تأثيراتها على مسؤوليها؟

طه الياسين: فرضت الولايات المتحدة على إيران حزمتين من العقوبات واستهدفت الحزمة الثانية نوفمبر العام الماضي قطاعات حساسة فى إيران، مثل قطاعي النفط والقطاع المصرفي. ويرجح أن تؤدى العقوبات إلى تراجع عوائد مبيعات النفط، والتي تعتمد عليها طهران في المقام الأول لتأمين احتياجاتها من العملة الصعبة، لكن طهران تتحايل على العقوبات وقالت إنها ستلتف عليها وستبيع نفطها، وإن باعت وتحايلت وإلتفت على العقوبات فلا يكون هناك اختلافا كبيرا في حال ووضع المواطن المتدهور أصلا، لأن الاقتصاد الإيراني يعاني جراء الفساد وسوء الإدارة، لكن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي زاد من هذه المعاناة، ما أدى إلى انهيار سعر العملة الإيرانية المحلية، ووصل سعر الدولار إلى 118 ألف ريال إيراني في السوق.

لا ننسى أن الحرس الثوري الإيراني وعبر أنشطة المالية بدأ بتزوير الوثائق والمعاملات بستار من شركات عميلة لدول مجاورة مثل تركيا، ويقوم الحرس الثوري بتصيد شبكات صرف العملات الأجنبية لصالحه، بالإضافة إلى شبكات غسيل الأموال التي تعيد ضخ المال للحرس الثوري. أبرز هذه النشاطات مؤامرة حاكها الحرس الثوري مع الحاكم السابق للبنك المركزي الإيراني ولي الله سيف لتمويل حزب الله في لبنان ودول أخرى، فبالنهاية هو الشعب المتضرر الأكبر من الحصار لكن للحرية ثمن، لا ننسى أن الشعب لم يكن قبل ذلك ينعم بعيش كريم ولا أعتقد سيختلف الأمر كثيرا عند الحصار أو بدونه، لأن النظام لم يترك شيء من ثروات الشعب للشعب، بل نهب كل الثروات لتمويل الإرهاب في سورية والعراق ولبنان واليمن، واستثمار أموال الشعب في الغرب لصالح عوائل المسؤولين الكبار في الحرس الثوري والمقربين من خامنئي.

كثير من الخبراء و المختصين يرون العقوبات الأمريكية تؤثر بشكل أساسي على المواطنين أكثر مما يؤثر على مسؤولي الدولة مثل (الحرس الثوري، حكام الصف الأول)، هل تتفقون على ذلك أم للحرية ثمن؟

طه الياسين: المواطنون في إيران متضررون في كلتا الحالتين ففي ظل عدم تعرض إيران لعقوبات تضرر المواطنون واستفادت السلطة والمنتسبين لها نتيجة للفساد والسرقات واهدار الاموال العامة وصرفها لزعزعة استقرار المنطقة. وفي ظل العقوبات أيضا تضرر المواطنون حيث وجد النظام المبرر للتهرب من أداء واجبه تجاه المواطنين. لكن بحجة تضرر المواطنين من العقوبات لا يجب ان يتقاعس المجتمع الدولي عن أداء واجبه في التصدي لهذا النظام المتطرف الذي لا يحترم القانون الدولي ولا يعير اهتماما لحياة المواطنين ويخترق سيادة الدول المجاورة ويتسبب في عدم استقرارها.

والاحداث السابقة تثبت أنه كلما انفتح العالم على هذا النظام نتيجة صفقات أو اتفاقات استغل النظام هذا الانفتاح لبناء المزيد من المشاريع العسكرية وتمادى أكثر في انتهاكاته ضد المواطنين في إيران وضد الدول المجاورة. بشكل عام لا أحد يؤيد فرض القيود واجراء العقوبات ضد أي بلد من بلاد العالم لكن عندما لا توجد طريقة أخرى لإيقاف مثل هذا الدمار الذي يسببه النظام في إيران غير الحصار، هنا يجب على الجميع تحمل مسؤولياته سواء كانوا مواطنين او مجتمع دولي أو الدول العظمى المعنية أكثر بإيجاد الاستقرار المطلوب في العالم حفظا لمصالحها واحتراما لمصداقيتها. ومن المؤكد لو كان المجتمع الدولي جادا في وضع حد لهذا النظام مثلما فعل لغيره لما استمرت معاناة المواطن الايراني الى يومنا هذا.

 

طه الياسين

 

كيف ترون مستقبل إيران و هل أمريكا جادة بإسقاط النظام الحالي؟ أم واشنطن ليس لديها خطة معينة؟

طه الياسين: بناء على الاحداث التي شهدتها العلاقات الأمريكية الإيرانية منذ استلام النظام الحالي الحكم في إيران الى يومنا هذا، من خطف مواطنين أمريكيين الى التدخل في شؤون الصديقة والحليفة للولايات المتحدة والكثير من الازمات التي خلقها النظام الحالي في إيران ومشروع تصدير الثورة الذي تسبب في قتل وتشريد الملايين من ديارهم وتسبب في اهدار الكثير من الاموال الايرانية وغير الايرانية التي لو صرفت على التنمية في المنطقة لتسببت في احداث تغيير كبير في حياة المواطنين في الشرق الاوسط.

والكثير من الخروقات الأخرى مثل البرنامج النووي والمشروع الصاروخي وغيرها. بناء على ذلك يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية تريد فقط وضع حدود معينية لإيران يجب ان لا تخترقها ولا تريد اسقاط النظام الحالي. فلو كانت تريد اسقاط النظام لما انتظرت كل هذه السنين وهذا النظام لم يترك حجة ومبرر لأمريكا ولا لمجلس الامن كي يتم اسقاطه عبر تحالف للمجتمع الدولي مثلما حدث لأنظمة أخرى لم تصل خروقاتها لنصف ما تفعله إيران اليوم من خروقات وانتهاكات اضرت بشكل مباشر بالأمن والسلم العالمي. واضرت بالمصالح الغربية والأمريكية

تعيش في إيران كثير من الأقليات العرقية و الدينية، كيف يمكن محافظة عليهم ؟ هل القانون يكفي لحمايتهم أم يجب أتخاذ أجراءات أخرى ؟

طه الياسين: الشعوب التي ترزح تحت احتلال إيران ليست أقليات بل هي شعوب احتلت أرضها وتناضل لتحرير الأرض والإنسان، الحقيقة المغيبة عن الجميع أن الفرس هم الأقلية في ما تسمى إيران ومع الأسف يحكمون الشعوب التي تشكل الأكثرية، هذه الشعوب منها الشعب العربي الأحوازي والشعب الكوردي والشعب البلوشي والشعب الأذري وشعب التركمن وشعوب أخرى جميعها تقاوم المحتل الإيراني بكل الوسائل المشروعة لمقاومته حتى التحرير.

لا دستور إيران يحمى هذه الشعوب ولا قوانينها التي في الواقع وضعوها الملالي ليس لحماية الإنسان بل هي تحمي مصالحهم ونظامهم فقط، وأعتقد يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ إجراءات عملية ليحمي هذه الشعوب المتضررة من هذا النظام ومن الدولة الإيرانية بشكل عام، نعم أقول من الدولة الإيرانية وأفهم ما أقول لأن الدولة الإيرانية هي سبب معاناة هذه الشعوب، منذ احتلال نظام البهلوي لبلدان هذه الشعوب وبعد ذلك تغيير تسمية بلاد فارس لتسمية إيران عام 1935 بدأت مأساة هؤلاء في خارطة لم يعرفونها من قبل تسمى إيران، وفرض عليهم اسم الشعب الإيراني ولا يوجد فيهم إيراني واحد ولا تربطهم أي صلة وصل بهذا الكيان المخترع الذي يسمى إيران، وبعد ذلك أتى نظام الخميني وإستمرت المأساة، أعتقد إذ لم تفتت إيران وتفكك وتحصل هذه الشعوب على حريتها وأراضيها المحتلة سيستمر هذا الظلم وفي حال تغيير النظام ووصول نظام جديد مثل مريم رجوي أو غيرها من المعارضين لأنهم جميعهم يرفضون قبول الأخر ولا يعترفون بوجود الشعوب المحتلة في خار طة ما تسمى إيران ،التحرر والحرية هي الحل الوحيد الذي تقبل به الشعوب وتناضل من أجله.

ما هي رسالتكم للداخل الإيراني بشكل عام و العرب الأحواز بشكل خاص؟

طه الياسين: رسالتي لشعبي الأحوازي المناضل أننا أصحاب حق وقضية عادلة وصاحب الحق لا يخاف لومة لائم، فعلينا أن نواجه المحتل الإيراني بكل الوسائل الشرعة التي تكفلها لنا القوانين الوضعية والسماوية لتحرير الأرض وعودة السيادة المغتصبة، وهذه المهمة ليست مهمة سهلة بل تطلب منا المقاومة والتضحيات والصبر والاستمرار بالمواجهة حتى نيل حقوقنا لنعيش عيشا كريما على أرضنا وفي وطننا الأحواز .

أما رسالتي للشعوب في إيران أقول لهم نحن أخوة بالإنسانية أولا فتعالوا نتعاون لنقهر عدونا المشترك الذي احتل بلداننا كي نعيش أحرارا في أوطاننا، جيران نحترم بعضنا بعضا، ثانيا أقول لهم بُركتم وبُرك نضالكم ورحم الله شهدائكم وأنا كلي ثقة أننا سنكون أحرارا على أراضينا المحررة في المستقبل الذي نراه قريبا ويرونه بعيداً.