Skip to main content

دراسة أمريكية تحذر من نهج إيراني هجومي

ميليشيات إيرانية
AvaToday caption
بدا أن النظام الإيراني يشكك في فعالية هذا النهج، خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقراره بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وما زاد من أجواء عدم اليقين الهجوم الإرهابي القاتل الذي نفّذه تنظيم داعش في الأحواز
posted onFebruary 10, 2019
nocomment

حذر مركز أبحاث أمريكي من اتجاه إيراني مستقبلي لاتباع نهج هجومي جديد في عملياته وتكتيكاته العسكرية، بعد تنامي الضغوط على نظام ولاية الفقيه، وتزايد الشعور بالقلق والضعف لدى قادة طهران.

وأكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في دراسة بحثية، أنه تم رصد مؤشرات توضح تصاعد اللهجة العدائية للقادة العسكريين الإيرانيين، فضلا عن الكشف عن عدد من الصواريخ الهجومية مؤخرًا، والتهديد باستخدامها؛ بسبب الشعور المتنامي بالضعف.

واقترح قادة بالحرس الثوري الإيراني على حكومة طهران الدخول في تحالفات مع قوى غير غربية، كروسيا والصين لمواجهة ما وصفه بالحرب الهجينة للولايات المتحدة وإسرائيل ضد النظام، بحسب دراسة للمعهد.

وكشفت إيران مؤخرا عن صاروخ "هويزة"، والذي يُزعم أن مداه يبلغ 1,350 كلم، حيث هدد قادة إيرانيون بنشره على غواصات أو سفن تجارية، بالإضافة إلى رصد اختبارات على أسلحة ذات دقة أكبر ومدى أبعد على غرار الصاروخ الباليستي "دزفول"، الذي تدعي طهران أن مداه يصل إلى 1000 كلم ويتمتع بقوة تفجيرية عالية.

الدراسة نفسها أكدت أن اختبارات الأسلحة الهجومية التي تجريها طهران تزامنت في الآونة الأخيرة مع تصريحات شديدة العدائية لعدد من القادة العسكريين الإيرانيين، مثل تصريحات اللواء يحيى رحيم صفوي، الرئيس السابق للحرس الثوري المستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي دعا فيها إلى الاستعداد لشن عمليات احترازية لحماية البلاد، رغم الصعوبات الاقتصادية والسياسية المحلية.

وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، تحدث رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري عن جيش بلاده أصبح يتبع نهجاً هجومياً جديداً في عملياته وتكتيكاته من أجل تعزيز إمكانيات الردع و"حماية المصالح"، رغم أنه لا يزال يعتمد استراتيجية دفاعية بشكل عام.

ليس هذا فقط؛ بل وصف قائد القوة البرية، العميد كيومرث حيدري، النهج الجديد للجيش الإيراني بأنه "مقاربة مؤسساتية جديدة لشن حرب هجومية تركز على الأهداف"، مؤكدًا أن الفرع التابع له قد أوشك على الانتهاء من تحويله إلى قوة أكثر خفة وذكاء مع وحدات قتالية جوالة من الفصائل تتميز بردّها السريع وبتجهيزاتها الميكانيكية بدلاً من الفرق العسكرية التقليدية الكبيرة.

وأقر العميد حيدري بأن الحرب التكتيكية غير المتكافئة أصبحت شيئًا من الماضي بما أن القوات الإيرانية المعهودة أصبحت تتبنى بثقة "تكتيكات هجومية لأغراض دفاعية".

وفي الوقت نفسه، حين نفّذ الجيش سلسلةً من المناورات العسكرية تحت اسم "اقتدار 97" في أواخر الشهر الماضي، لاحظ المراقبون بعض التغييرات التكتيكية، رغم أنها كانت مشوبةً بنواقص لا يستهان بها من حيث القوة البشرية والمعدات واللوجستيات.

ولفتت الدراسة إلى أنه عندما أجرى الحرس الثوري مناورات "الرسول الأعظم 12" في ديسمبر الماضي/كانون الأول، أفادت بعض التقارير بأنه اختبر تكتيكات هجومية بحرية وبرية جديدة، وأجرى تدريبات على الهجمات الجوية بعيدة المدى على جزر العدو، بالإضافة إلى عمليات إنزال برمائية على المناطق الساحلية للعدو، وعملية واسعة النطاق للاستيلاء على الأراضي أجريت للمرة الأولى.

ورغم أن مثل هذه التكتيكات قد يكون أداؤها متدنياً بوجه قوة تقليدية فعالة، إلا أن نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي، أوضح في 28 كانون الثاني/يناير أن إيران ستكثف استخدامها لتلك القوى الوكيلة "لمواجهة العدو متى قرر التحرك ضدنا".

وخلال حقبة التدخلات العسكرية الإقليمية، وتحديدًا ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، سعت إيران إلى ردع محاولات اجتياحها عبر تبني استراتيجية دفاعية ركزت على نقاط الضعف الخاصة بها والأساليب التي قد يلجأ إليها أعداؤها لاستغلالها، وتطوير وسائل ملائمة للكشف عن التهديدات الوشيكة والرد عليها.

ولكن مع مرور الوقت، بدا أن النظام الإيراني يشكك في فعالية هذا النهج، خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقراره بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وما زاد من أجواء عدم اليقين الهجوم الإرهابي القاتل الذي نفّذه تنظيم داعش في الأحواز، العام الماضي، والذي ألقت طهران مسؤوليته على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

دراسة المعهد الأمريكي أكدت أن خطابات طهران وأفعالها تشير إلى أن موقفها الدفاعي القائم على التهديدات ربما يتراجع تدريجياً ليفسح المجال أمام نموذج هجومي "يركز على الأهداف".

وسبق أن ألمح الجيش الإيراني إلى هذه الذهنية الجديدة على المستويين التكتيكي والعملياتي، وإذا استمر هذا التوجه -خاصة إذا أدّى إلى تحوّل استراتيجي أوسع- فقد يدفع القوات الإيرانية أو القوى الشريكة لها إلى زعزعة الوضع القائم في مسارح عملياتها مثل مرتفعات الجولان وغرب العراق واليمن (على سبيل المثال الحديدة ومضيق باب المندب).