Skip to main content

إيران تشحن وكلاءها في العراق ضد الوجود الأميركي

الميليشيات الشيعية
AvaToday caption
قيادة الميليشيات الإيرانية أعطت أوامر صارمة لقواتها من مختلف الجنسيات بالاستنفار الكامل على طول الشريط الحدودي في البادية السورية كبادية حمص ودير الزور
posted onNovember 1, 2023
nocomment

ينفتح المشهد العراقي على تصعيد غير مسبوق من قبل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران ضد الوجود العسكري الأجنبي، مع سيل من التهديدات والهجمات باستهداف القواعد والمصالح الأميركية وإعلان حركة النجباء ما أسمتها حرب تحرير العراق من القوات الأميركية، فيما يأتي هذا الضجيج على وقع رحى الحرب الدائرة في غزة.

وبينما يبدو العنوان الأبرز لهذه الجبهة التي قد تشتعل في أية لحظة، التضامن مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، لا يخلو الأمر من توظيف من قبل إيران في محاولة للضرب بأيدي وكلائها في المنطقة لتحقيق هدف إنهاء الوجود الأميركي في جوارها.

وأعلن الامين العام للمقاومة الاسلامية حركة "النجباء" الأربعاء، أن الفصائل المسلحة "قررت تحرير العراق عسكرياً" من تواجد القوات الأجنبية، في أحدث حلقة من سلسلة التهديدات التي أطلقتها الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق.

وقال أكرم الكعبي الأمين العام للحركة في بيان إن "المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم". وأضاف "لا توقف، لا مهادنة، لا تراجع".

واحتفى جمهور المقاومة بإعلان الكعبي على مواقع التواصل الاجتماعي مهللين لفصائل المقاومة ولإيران التي تدعمها، فيما شكك العديد من المتابعين بهذا الإعلان بسبب تبعية حركة النجباء للإطار التنسيقي المدعوم من الولايات المتحدة، وجاء في تعليق على موقع إكس:

وصعّدت الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لإيران في المنطقة من هجماتها على القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا والعراق بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر في فلسطين.

ورغم أن هذه الفصائل معروفة بولائها لإيران وتعتبر ذراعها العسكرية في المنطقة، إلا أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نفى علاقة طهران بالهجمات التي تشنها الفصائل، وقال إن الجماعات الي تهاجم القوات الأميركية في سوريا والعراق، تتصرف بشكل مستقل ولا تتلقى أوامر أو توجيهات من طهران.

وصرح عبد اللهيان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ “أنهم لا يتلقون أي أوامر، أو توجيهات منا. الجانب الأميركي يزعم أن هذه (الجماعات) مرتبطة بإيران. ولكن هذه الجماعات قررت بنفسها بشكل مستقل”.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم لا يمتلكون دليلاً على أن إيران أمرت صراحة بتنفيذ الهجمات، ولكنهم حملوا إيران المسؤولية لأنها تدعم الجماعات.

وتستمر الفصائل المدعومة من إيران في شن هجمات شبه يومية تستهدف قواعد عراقية تتواجد فيها القوات الأميركية، مثل قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة فيكتوريا بمطار بغداد الدولي وقاعدة حرير في أربيل، بالإضافة إلى بعض القواعد في سوريا، تحت شعار "الانتقام لغزة".

كما دخل الحوثيون في اليمن على خط التصعيد، بإعلان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي المدعومة من إيران الثلاثاء، إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.

وتوعد المتحدث العسكري يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون إن بمواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف "العدوان" على قطاع غزة، معلنا شنّ ثلاثة عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قيادة الميليشيات الإيرانية أعطت أوامر صارمة لقواتها من مختلف الجنسيات بالاستنفار الكامل على طول الشريط الحدودي في البادية السورية كبادية حمص ودير الزور، وأن يكونوا على أتم الجاهزية وبحال استعداد لأي جديد في المنطقة.

وأشار إلى أن قاعدة التنف التابعة لقوات "التحالف الدولي" ضمن منطقة الـ55 كيلومتراً عند الحدود السورية العراقية الأردنية، تعرضت لهجوم من طائرات مسيّرة تابعة للميليشيات الإيرانية، وذلك بعد ساعات من استنفار من قوات "التحالف الدولي" في القاعدة.

واتخذت هذه الفصائل إجراءات أمنية احترازية شملت حتى تحركات بعض قادتها وتنقلاتهم الداخلية والخارجية خشية من رد عسكري أميركي، بسبب استمرار قصف قواتها في العراق وسوريا من قبل الفصائل الحليفة لإيران.

ويبدو أن هذا التصعيد يحرج الحكومة العراقية التي وجدت نفسها لا تملك القرار السياسي  ولا السيادي في البلاد، وتخشى من تأثير هذه الضربات على مصالح البلاد بفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية.

وقال مسؤول عسكري في أحد الفصائل العراقية البارزة في تصريحات صحافية "أبلغ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعض قادة الفصائل المسلحة المنضوية في الإطار التنسيقي بأن الجانب الأميركي أبلغه بشكل واضح أن الإدارة الأميركية ستتخذ قرارًا بالرد على الهجمات ضد قواتها في العراق وسوريا قريبًا جدًا، ولا يمكن التغاضي عن تلك الهجمات بعد تصاعدها يوميًّا".

وأضاف المسؤول "اتخذ قادة الفصائل العراقية تحذيرات الجانب الأميركي بجدية، وبعد ذلك اتخذوا إجراءات أمنية احترازية على بعض مقراتهم الرئيسة في بغداد والمحافظات الأخرى، وقللوا من تواجد أعضائهم في تلك المقرات. كما اتخذت الإجراءات الأمنية الاحترازية تغييرًا في بعض مواقع إقامة قادة الفصائل المعروفين والمكشوفين، وستبقى هذه الإجراءات سارية حتى إشعار آخر".

وقال متابعون لا يوجد شك في أن الولايات المتحدة سترد على ضربات الفصائل العراقية التي تستهدف مصالحها وأهدافها في العراق وسوريا. وتأخير هذا الرد لا يعني عدم الرد، ولكن واشنطن تتجنب التصاعد في الوقت الراهن مع تصاعد الأحداث في غزة.

بدورها تسعى حكومة إقليم كوردستان إلى تجنب الدخول في الفوضى، حيث أكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، وسفيرة الولايات المتحدة في بغداد ألينا رومانوسكي، الأربعاء، على أهمية حفظ أمن قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، والبعثات الدبلوماسية الموجودة في أنحاء العراق كافة.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الاقليم، أن الرئيس بارزاني ناقش مع رومانوسكي مواصلة توسيع العلاقات بين العراق وإقليم كوردستان مع الولايات المتحدة الأميركية في إطار الاتفاقية الاستراتيجية الأميركية العراقية حيث أكد الجانبان على استمرارية التعاون المتبادل والمهم، والالتزام بحماية أمن قوات التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية في أنحاء العراق كافة.