Skip to main content

روجافا تبدأ محاكمة معتقلين من الدواعش

مخيم الهول
AvaToday caption
قامت قوات سوريا الديمقراطية في السنوات الأخيرة بتسليم العراق بضع مئات من أسرى داعش، بينما عبرت بغداد عن استعدادها لمحاكمة هؤلاء وفق لقانون مكافحة الإرهاب
posted onJune 11, 2023
nocomment

تعتزم الإدارة الذاتية للكورد في شمالي وشرق سوريا (روجافا)، محاكمة المئات من المقاتلين الأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابية المحتجزين لديها بعد أن رفضت بلدانهم الأصلية استعادتهم.

وتشكو الإدارة الذاتية للكورد من تحملها عبئا ماليا وأمنيا كبيرين بينما تحتجز الآلاف من مقاتلي داعش وعوائلهم وأبنائهم وبينهم نحو 2000 مقاتل أجنبي، في سجون وفي مخيمات للنازحين.

ودعت مرارا بلدانهم الأصلية لاستعادتهم، لكن حكومات هذه البلدان اكتفت فقط باستعادة بضع عشرات من أبناء الجهاديين الأجانب بينهم أيتام من مخيمات لجوء مكتظة تعتبر قنابل موقوتة للتطرف والإرهاب.

وقالت الإدارة الكوردية في بيان إنها لا تزال تتمسك بإنشاء محكمة دولية لمقاتلي التنظيم المتطرف المحتجزين لديها وأنها تجدد دعوتها في هذا الخصوص للبت في مصير هؤلاء المقاتلين، مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لمساعدتها في تسهيل محاكمة الأسرى من مقاتلي داعش.

ويشرف على السجون ومخيمات النزوح التي يحتجز فيها مقاتلو وعوائل التنظيم المتطرف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهي تحالف من المقاتلين العرب و الكورد تشكل وحدات حماية الشعب الكوردية عموده الفقري ويتلقى دعما أميركيا.

وتقول قسد إنها تحتجز الأسرى من مقاتلي التنظيم المتطرف في حوالي عشرين مركز احتجاز، بما في ذلك 2000 أجنبي رفضت بلدانهم الأصلية إعادتهم إلى أوطانهم.

وجاء في بيان الإدارة الذاتية للكورد أن المقاتلين من حوالي 60 جنسية دخلوا سوريا منذ سنوات وقد أسروا في المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة، مضيفة أن "التنظيم الإرهابي ارتكب جرائم مروعة ومذابح جماعية بحق شعوب المنطقة".

وقالت إن "مثل هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب"، مؤكدة أن المحاكمات ستكون "عادلة وشفافة وفقا للقوانين الدولية والمحلية المتعلقة بالإرهاب"، لكن السلطة التي يقودها الكورد لم تحدد المكان الذي ستجرى فيه المحاكمات بالضبط أو متى ستبدأ ولا كيف يمكن تأمينها في محيط مضطرب أمنيا.

ويتوقع أن تتم المحاكمات في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في روجافا، وهي المناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي من القوات الأميركية، مما يرجح أن تساعد تلك القوات في تأمين المحاكمات على الرغم من أن ذلك ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة.

وقامت قوات سوريا الديمقراطية في السنوات الأخيرة بتسليم العراق بضع مئات من أسرى داعش، بينما عبرت بغداد عن استعدادها لمحاكمة هؤلاء وفق لقانون مكافحة الإرهاب، في حين تعمل دول غربية على دعم فكرة إقامة سجون ومحاكم للتنظيم المتطرف في الأراضي العراقية وعبرت عن استعدادها لضخ التمويلات اللازمة للتخلص من هذا العبء.

وتتردد دول غربية في استعادة المقاتلين الأجانب خشية أن يتحولوا إلى مشاريع للتطرف والإرهاب بعد تأهيلهم ومحاكمتهم.

وقتل نحو 15 ألف من مقاتلي قوات 'قسد' في سنوات المواجهة الماضية مع التنظيم المتطرف في سوريا الذي انحسر نفوذه في العام 2019 بعد هزائم متتالية فقد معها الجهاديون آخر معقل كان تحت سيطرتهم، لكن خلاياه النائمة لا تزال تنشط بقوة خاصة في البادية السورية في المنطقة الحدودية الصحراوية مع العراق.

ويعتقد أن فكرة محاكمة الجهاديين الأجانب في منطقة سيطرة الكورد إما محاولة من هؤلاء للضغط على الدول الغربية من خلال إثارة المنظمات الحقوقية غير الحكومية للضغط على حكوماتها أو أنها فكرة مدفوعة من الغرب للتخلص من عبء ترى أنها في غنى عنه.