إشارات متباينة بعد ضربات مختلفة المستويات في سوريا، تبعها تحذير واضح، ما يضع إيران وأمريكا على حافة تصعيد محتمل.
وليل الخميس/الجمعة، قُتل 14 مقاتلا موالين لإيران جراء ضربات جوية "دقيقة" أعلن الجيش الأمريكي تنفيذها في شرق سوريا، ردا على هجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة 6 آخرين.
واليوم السبت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة القتلى بصفوف الجماعات المتحالفة مع إيران إثر الضربات الأمريكية، إلى 19.
وكانت واشنطن كشفت قبل ضرباتها عن أن هجوما بطائرة مسيّرة استهدف، الخميس، "منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا"، ما أسفر عن مقتل "متعاقد وإصابة 5 عسكريين ومقاول آخَر، جميعهم أمريكيون".
وأعلن البنتاغون أنّ أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتبر الطائرة دون طيار "إيرانية المنشأ".
ونشرت واشنطن قواتها لأول مرة في سوريا خلال حملة دولية قادتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ضد تنظيم "داعش"، حيث شاركت هذه القوات إلى جانب قوات كردية محلية في مهمة دحر التنظيم.
ويوجد في الوقت الحالي، نحو 900 جندي أمريكي معظمهم في شرق سوريا.
ومساء الجمعة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن بلاده "ستتصرف بقوة" لحماية الأمريكيين والمصالح الأخرى، مؤكداً "أنه أمر القوات الأمريكية بتنفيذ الضربة في سوريا"، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة "لا تبحث عن صراع مع إيران".
في المقابل، قالت القوات المدعومة من إيران في سوريا، في بيان أمس الجمعة، إنها قادرة، إذا لزم الأمر، على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة وأهدافها.
وبحسب تقارير إعلامية، أطلق المسلحون بعد هذا البيان صواريخ على حقل "كونيكو" للغاز وحقل "العمر" النفطي، حيث توجد القوات الأمريكية وحلفاؤها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع مزيد من الهجمات يوم الجمعة، لكن الولايات المتحدة لم تقدم أي معلومات عن ذلك بعد.
لغة التصعيد في الخطاب الإيراني، استمرت اليوم السبت أيضا، حيث أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، إن طهران تعارض أي عمل تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية يهدد استقرار سوريا أو يستهدف القواعد الإيرانية في هذا البلد.
وقال خسروي في بيان: "تحاول أمريكا عرض العواقب التي يجلبها الاحتلال (الأمريكي) غير المشروع لجزء من الأراضي السورية على قواتها، وتوجيه اتهامات غير صحيحة لإيران"، فيما يبدو نفي لوقوف إيران وراء هجوم "المسيرة إيرانية المنشأ".
وأضاف خسروي أنه "لا يمكن لواشنطن أن تنسب المواجهة الطبيعية والقانونية للدول المحتلة مع القوات العسكرية الأمريكية إلى دول أخرى من خلال خلق أزمات مصطنعة وكذب"، مضيفا "أي ذريعة لمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا ستقابل على الفور برد فعل مماثل".
وزعم خسروي أن "إيران تكبدت الكثير من التكاليف للتعامل مع الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا وتعارض أي عمل يهدد استقرار هذا البلد".
وتابع المسؤول الإيراني: "خلال اليومين الماضيين، قامت طائرات مروحية أمريكية بعدة طلعات جوية بهدف زيادة عدم الاستقرار في سوريا، وتحريك إرهابيي داعش في البلاد، والتي يجب محاسبتها (أي واشنطن) عليها"، على حد زعمه.
ووفق مراقبين، فإن التوتر تزايد بين المليشيات المقربة من إيران في سوريا والقوات الأمريكية المتمركزة في نفس البلد، بعد الضربات الجوية التي نفذتها المقاتلات الأمريكية، ما يضع الطرفين على طرفي الأصابع.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن جماعة موالية لإيران في سوريا أعلنت أن لديها "ذراع طويلة" للرد على الهجوم الأمريكي الأخير على مواقعها.