Skip to main content

الغضب الإيراني يسعى لإسقاط خامنئي

كتابة جدارية ضد النظام
AvaToday caption
أظهر مقطع فيديو إضرام النار في نقطة تفتيش تابعة لقوات الشرطة في العاصمة الإيرانية، وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة حتى إن الشرطة في طهران قامت بنقل نقاط التفتيش من أماكنها في الشوارع
posted onOctober 9, 2022
nocomment

لليوم الثالث والعشرين على التوالي، يواصل الإيرانيون تظاهرهم ضد النظام في الوقت الذي تزايدت وتيرة فرار عناصر القوات الأمنية الإيرانية أمام المحتجين، وتواصلت ساعات الاحتجاج في عموم مدن البلاد لتصل الليل بالنهار، مؤكدة قرب نهاية النظام.

استمرت الاحتجاجات في أنحاء إيران، اليوم الأحد التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، على الرغم من حملة قمع شرسة تشنها السلطات، وقالت منظمة حقوقية إن 185 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، قُتلوا في الاضطرابات.

وتحولت المظاهرات التي اندلعت في 17 سبتمبر (أيلول)، يوم جنازة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) في بلدتها الكوردية سقز، إلى أكبر تحد للزعماء من رجال الدين في إيران منذ سنوات، مع دعوة المتظاهرين إلى إسقاط الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، في بيان أمس السبت، إن "185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد في أنحاء إيران. ووقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف العدد المسجل".

ونفت السلطات إطلاق الرصاص الحي، ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة من قبل أعداء البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة، واتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف قُتل فيها ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تواصل الاحتجاجات في عشرات المدن في أنحاء إيران في ساعة مبكرة من صباح الأحد مع مشاركة مئات من طالبات المدارس الثانوية وطلاب الجامعات، على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات والذخيرة الحية في كثير من الحالات، وفقا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان.

وأظهر مقطع فيديو نشره حساب (تصوير 1500) الناشط على "تويتر"، والذي يحظى بمتابعة واسعة، رجلاً يصيح "لا تضربوا زوجتي، إنها حُبلى" بينما كان يحاول حمايتها من نحو عشرة أفراد من شرطة مكافحة الشغب الذين انهالوا على الزوجين ضرباً في مدينة رفسنجان.

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى محتجين يغلقون بعض الشوارع في جنوب طهران. وأفادت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن متاجر أغلقت أبوابها في مدن عدة بعد دعوة من نشطاء إلى إضراب جماعي.

أغلق المحتجون أمس الشوارع بإشعال النار في الطريق في أكثر من مكان، ومن بينها مدينة شيراز التي بدأت تظاهراتها بإشعال النار في الطرق الرئيسة. وكذلك سنندج غربي إيران التي فر فيها رجال الأمن أمام المتظاهرين. كما تظاهر سكان حي لاله زار بالعاصمة الإيرانية طهران.

وأظهر مقطع فيديو إضرام النار في نقطة تفتيش تابعة لقوات الشرطة في العاصمة الإيرانية، وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة حتى إن الشرطة في طهران قامت بنقل نقاط التفتيش من أماكنها في الشوارع.

كما أظهر فيديو آخر حصلت عليه "إيران إنترناشيونال" أن انفجاراً في صهريج وقود، بوسط أصفهان، أدى إلى اندلاع حريق هائل، مما تسبب في اشتعال النيران بعدد من السيارات.

وفي السياق، انطلقت الاحتجاجات في محافظة لرستان وحاول الأمن الإيراني تفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات.

وقد كانت تظاهرات أمس حاشدة في أكثر من مكان مثل "نازي آباد" طهران، لدرجة أن أحد متابعي قناة "إيران إنترناشيونال" قال في شريط فيديو تظهر فيه تظاهرات نازي آباد "ما شاء الله على الشعب الإيراني، هذه آخر أيام الديكتاتورية في البلاد".

وفي تطور لافت، قامت مجموعة "عدالة علي" للقرصنة باختراق "أخبار التاسعة" مساء على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورة الفتيات القتيلات الثلاث في المظاهرات الأخيرة مع شعار "المرأة، الحياة، الحرية".

وفي كل هذه التظاهرات، نادى المحتجون بسقوط النظام وموت خامنئي وقرب نهاية المرشد وحاشيته، إذ هتف المحتجون في طهران "ستهلك يا مجتبى ولن تصبح مرشداً بعد أبيك خامنئي". فيما هتف طلاب جامعة "أمير كبير" بطهران "أخذوا منا شبابنا وسلمونا جثامينهم".

أما محتجو فرديس كرج، فهتفوا "هذا العام عام الدم، وسيسقط فيه المرشد خامنئي"، لكن أكثر الهتافات حماسة كانت تلك التي رددها المتظاهرون في العاصمة طهران مساء حين صاحوا "نحن في آخر أيام الديكتاتور خامنئي".

من جهة ثانية، واصل أصحاب المتاجر وباعة الأسواق في عدد من المدن الكوردية الإيرانية الإضراب السبت دعماً لانتفاضة الشعب الإيراني.

وبحسب مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد أغلق أصحاب المتاجر والباعة محلاتهم في مدن سنندج، ومريوان، وبوكان، وسقز.

وتظهر الصور المنشورة من مهاباد أن المواطنين أيضاً أضربوا في هذه المدينة استمراراً لانتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام.

وفي سوق تجريش بطهران انضم التجار إلى الإضراب العام في إيران.

كما أظهر فيديو إغلاق المحلات أبوابها في طهران، تضامناً مع الاحتجاجات العامة في إيران، وتلبية لدعوة الإضراب العام في البلاد.

وإضافة إلى الإضرابات، تم نشر مقاطع فيديو من سنندج تظهر فيها مرافقة المواطنين للاحتجاجات من خلال إطلاق أبواق سياراتهم في الشوارع.

وفي طهران، ‏أعلنت جامعة شريف بطهران أن فصول هذه الجامعة ستعقد عن بعد (أونلاين) هذا الأسبوع مع إغلاق جميع أبواب الجامعة باستثناء الباب الرئيس، بعد إعلان الطلاب عن نيتهم إقامة احتجاجات في الحرم الجامعي.

يأتي هذا على الرغم من أن وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيراني محمد علي زلف كلي خاطب طلاب جامعة شريف بقوله "أنتم تتلفون ميزانية بيت المال عبر الإضراب".

كما استمر إضراب طلاب المدارس والمعلمين عن حضور الفصول الدراسية، الحضورية والافتراضية (أونلاين) في الأيام الماضية.

ورداً على ذلك، قال وزير التربية والتعليم الإيراني يوسف نوري، السبت "اليوم يحاول العدو أن يكون التعليم في العالم الافتراضي"، واصفاً وجود الطالب في الفضاء الافتراضي بأنه "مخطط العدو لحرق الفرص".

وكذلك هتفت طالبات مدارس سقز كذلك، أثناء الوجود في محيط المدارس، بشعارات مثل "الموت للديكتاتور"، و"المرأة، الحياة، الحرية".

وبينما بدأ طلاب عديدون من الجامعات الإيرانية إضراباً منذ الأسبوع الماضي تماشياً مع انتفاضة الشعب الإيراني، واحتجاجاً على الجو الأمني في الجامعات، امتدت الإضرابات أيضاً إلى النقابات والطبقات الأخرى.

وفي هذا السياق، خرج طلاب جامعة "أمير كبير" بالعاصمة طهران وهم يهتفون ضد السلطات الإيرانية و"الباسيج" التابع للحرس الثوري المتهم بقمع الاحتجاجات الجارية.

وفي سياق مواز، قال أمجد أميني، والد مهسا أميني، لـ"إيران إنترناشيونال" رداً على تقرير الطب الشرعي حول سبب وفاة ابنته "أنا لا أصدق تقرير الطب الشرعي بأي شكل من الأشكال".

من جهة ثانية، أشارت معلومات إلى أن اعترافات عائلة سارينا إسماعيل زاده، تم انتزاعها تحت التهديد بقتل أبناء العائلة الآخرين، وأن منزلهم يخضع للمراقبة، حتى إنه عندما يدخل شخص ما إلى المنزل، فإن عناصر الأمن يتصلون بهم لمعرفة هوية الضيف.

ووفقاً للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن عائلة سارينا إسماعيل زاده، بما في ذلك أفراد الأسرة المقربون، يتعرضون لضغوط شديدة وتهديدات لكي يقولوا إنها انتحرت".

وكانت سارينا إسماعيل زاده، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، قتلت قبل أسبوعين أثناء الاحتجابات في كرج إثر تلقيها ضربة بالهراوات على رأسها.

إلى ذلك، كشفت منظمة "نت بلوكس" التي تراقب حرية الإنترنت في العالم، عن قطع الإنترنت في مدينة سنندج التي شهدت احتجاجات عارمة.

وطلب عدد من الشخصيات السياسية والفنية والأكاديمية البارزة في الخارج، إضافة إلى 400 كاتب ومترجم داخل إيران وخارجها، في إعلانات منفصلة، من مختلف المجموعات والنقابات بدء إضرابات حتى تثمر الحركة الاحتجاجية.

وبالتزامن مع الانتفاضة الوطنية ضد النظام الإيراني، أقام الإيرانيون مسيرات في بعض مدن العالم، بما في ذلك لندن وجوتنبرغ وبرلين.

وفي تصريحات للسيناتورة الجمهورية الأميركية مارشا بلاكبيرن، قالت "إيران تواصل استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرات المناهضات للنظام لإسكاتهن، وهن يناضلن من أجل حقوقهن الأساسية، ولهذا السبب قدمت مشروع قانون لدعم المتظاهرات الشجاعات".

وقتل عنصران من قوات الأمن على هامش تحركات ليلية شهدتها إيران السبت، وفق الإعلام الرسمي الأحد، ضمن سلسلة احتجاجات بدأت قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بعد وفاة الشابة مهسا أميني.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن عنصراً من قوات التعبئة "الباسيج" المرتبطة بالحرس الثوري، توفي ليل السبت "بعد معاناته من إصابة خطرة بالرأس جراء اعتداء مسلح" من مجموعة في جنوب طهران.

وأضافت أن أحد عناصر الحرس الثوري قضى السبت أيضاً على هامش احتجاجات ليلية في مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان التي تتحدر منها أميني.

وبذلك، ارتفعت إلى 14 على الأقل حصيلة عناصر قوات الأمن الذين قضوا منذ بدء التحركات الاحتجاجية، وفق أرقام وسائل إعلام محلية.

وكانت وكالة "فارس" الإيرانية أفادت في 27 سبتمبر أ(يلول) عن مقتل "زهاء 60 شخصاً" على هامش الاحتجاجات، بينهم 12 من عناصر قوات الأمن، علماً بأن الحصيلة لم يتم تحديثها بعد ذلك.

وأوضحت "إرنا" أن قوات الأمن "استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع في عشرات" الأماكن في طهران، مشيرة إلى أن المحتجين "رددوا شعارات وأحرقوا وتعرضوا لممتلكات عامة، منها نقطة مراقبة للشرطة وحاويات للنفايات".

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مقابلة صحافية نشرت، اليوم الأحد، إن بلادها ستعمل على ضمان قيام الاتحاد الأوروبي بتجميد أصول المسؤولين عن حملة قمع عنيفة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران وحظر دخولهم إلى دول التكتل.

وكان مصدر بوزارة الخارجية الألمانية قال الأسبوع الماضي إن ألمانيا وفرنسا والدنمرك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك قدمت 16 اقتراحاً لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب قمعها للاحتجاجات التي أشعلت شرارتها وفاة شابة في أثناء احتجاز الشرطة لها.

وتهدف تلك الدول إلى أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قراراً في شأن المقترحات في اجتماعهم يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول)، مع عدم توقع أية معارضة من الدول الأعضاء.

وتحولت الاحتجاجات، التي ركزت في البداية على حقوق المرأة، إلى أكبر استعراض لمعارضي السلطات الإيرانية منذ سنوات، مع دعوة كثيرين إلى إنهاء حكم رجال الدين الممتد منذ أكثر من أربعة عقود.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طالبات في طهران يرددن هتافات، أمس السبت، تقول "أغرب عن وجهنا"، تزامناً مع زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي لحرم جامعتهن التي دان خلالها احتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة الشابة مهسا أميني.

وقالت بيربوك لصحيفة "بيلد أم زونتاج"، "أولئك الذين يضربون النساء والفتيات في الشوارع ويخطفون ويسجنون تعسفياً الأشخاص ويصدرون أوامر بقتل الذين لا يريدون أي شيء سوى العيش بحرية يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ".

وأضافت "لهؤلاء الناس في إيران نقول: نقف إلى جانبكم وسنستمر في ذلك".

وواجهت بيربوك، التي تعهدت باتباع سياسة خارجية مدافعة عن حقوق المرأة، انتقادات في الداخل بسبب التزامها الصمت في البداية إزاء الاحتجاجات.