Skip to main content

الأزمة الإنسانية تتفاقم في أوكرانيا

الحرب الأوكرانية
AvaToday caption
بالتوازي مع التصعيد العسكري، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليه أوستينكو، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير إذا تعطلت الزراعة هذا العام بسبب الهجوم الروسي
posted onMarch 19, 2022
nocomment

تواصل فرق الإنقاذ والإطفاء الأوكرانية، منذ الجمعة، من دون توقّف، جهودها للبحث عن ناجين تحت أكوام الحجارة والقضبان الحديدية الملتوية في ثكنة عسكرية تعرّضت لقصف روسي في ميكولايف جنوب أوكرانيا.

وفيما لم تعلن السلطات بعد عن حصيلة نهائية لعدد الضحايا، قال جندي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه أخرج 50 جثة على الأقل من تحت الأنقاض، ورجّح آخر أن يكون القصف قد أودى بحياة نحو 100 شخص.

وفي الأسبوع الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا، الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً فيما يبدو النزاع السياسي مرواحاً مكانه. عمليات الإجلاء مستمرة، وتأمل أوكرانيا إخراج المدنيين السبت، 19 مارس (آذار)، من مناطق على خط المواجهة عبر 10 ممرات إنسانية.

وفي مدينة ماريوبول التي أكدت القوات الروسية دخولها بعد أيام من الحصار، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، إنه تم الاتفاق على ممر للمدينة على الرغم من فشل جهود إجلاء سابقة، إثر تبادل طرفي النزاع الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، حذرت المخابرات البريطانية من أن روسيا، المحبطة من عدم تحقيق أهدافها منذ شنها الهجوم في 24 فبراير (شباط)، تتبع الآن استراتيجية استنزاف ربما تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال ميك سميث الملحق الدفاعي البريطاني لدى الولايات المتحدة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن روسيا فوجئت بالمقاومة الأوكرانية لهجومها، ولم تحقق حتى الآن أهدافها الأصلية. وأضاف في بيان "أُجبرت روسيا على تغيير نهج عملياتها وتتبع الآن استراتيجية استنزاف" من المحتمل أن تتضمن "الاستخدام العشوائي لقوة إطلاق النار مما سيؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين".

من جانبها ذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن القوات في منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا إنها صدت عشر هجمات اليوم ودمرت 28 دبابة وناقلة جنود مدرعة وغيرها من المركبات، وقتلت ما يزيد على 100 جندي. كما قال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم السبت إن 847 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 1399 في أوكرانيا حتى يوم أمس الجمعة. وقال مكتب المدعي العام الأوكراني اليوم إن 112 طفلا قتلوا منذ بدء الهجوم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

وبالتوازي مع التصعيد العسكري، قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليه أوستينكو، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير إذا تعطلت الزراعة هذا العام بسبب الهجوم الروسي.

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فاعتير أن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون خطأً بعد الهجوم على أوكرانيا.

وفيما أعلنت روسيا للمرة الأولى، السبت، استخدام صواريخ "كينجال" فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو من عواقب تستمر "أجيالاً عدة" في حال واصلت هجومها على بلاده، معتبراً أن الوقت حان لمناقشة السلام "جدياً".

وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على "فيسبوك" وتم تصويره في شارع مقفر ليلاً، إن "مفاوضات حول السلام والأمن في أوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها". وأضاف، "حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا"، محذراً من أنه "بخلاف ذلك فإن الخسائر التي ستتكبدها روسيا ستصل إلى حد يتطلب عدة أجيال لتتعافى منها".

وفيما حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف والتي تهدف لوقف الحرب في أوكرانيا، أعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، عن خشيتها من أن تكون هذه المحادثات مجرد "ستار دخاني" يستخدمه الكرملين قبل شن هجوم جديد.

وكان رئيس الوفد الروسي للمفاوضات مع أوكرانيا، والتي بدأت جولتها الرابعة الإثنين عن بُعد، أشار، مساء الجمعة، إلى "تقارب" في المواقف بشأن مسألة حياد أوكرانيا على غرار السويد والنمسا، وعن تقدم بشأن تجريد البلاد من السلاح، مشيراً في المقابل إلى "اختلافات" حول مسألة "الضمانات الأمنية" التي تطالب بها كييف. غير أن ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي والعضو في الوفد الأوكراني، قال إن "تصريحات الجانب الروسي ليست سوى مطالبهم في الأساس". وكتب في تغريدة، "موقفنا لم يتغير: وقف إطلاق نار وانسحاب القوات (الروسية) وضمانات أمنية قوية مع صيَغ ملموسة".