في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مصير الجولة السابعة من مفاوضات فيينا حول النووي بين طهران والدول الكبرى، نشر موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مقاطع لجلسة سرية سابقة تعود إلى عام 2012 مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، وكان على رأسهم رئيس المجلس آنذاك، أكبر هاشمي رفسنجاني، وحسن روحاني، وكبار مسؤولي النظام، وذلك لبحث المفاوضات مع الولايات المتحدة حيث ظهر خامنئي بموقف المعارض للتفاوض.
وفي أحد المقاطع، وجّه خامنئي كلامه إلى رفسنجاني قائلا: "أنت وروحاني تحدثتما فقط عن فوائد المفاوضات، لكنكما لم تذكروا الأضرار".
فيما يرى العديد من المحللين أن نشر هذا المقطع في هذه الفترة بالذات ما هو إلا إشارة تمهيدية من المرشد إلى نيته إنهاء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا والتي علقت بعد 6 جولات من المحادثات.
كما أظهر المقطع رفسنجاني خلال الاجتماع السري، وهو يرد علي خامنئي بالقول إن السيد حسن روحاني الذي كان يشغل منصب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمجلس تشخيص مصلحة النظام في حينه، قد أعد مشروعاً من قائمتين شرح فيه مزايا وعيوب التفاوض. لكن خامنئي قاطعه وقال: "لا لم يقم بذلك، روحاني ذكر الإيجابيات فقط في 10 أو 15 نقطة، وأنتم أضفتم عليها المزيد من النقاط الإيجابية بقلمكم المبارك دون ذكر السلبيات".
وبحسب موقع خامنئي الرسمي، فقد تم تسجيل الفيديو في أبريل من عام 2012 خلال اجتماع مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام.
ويأتي نشر الفيلم الذي أطلق عليه عنوان "عبرة للمستقبل" قبل ثلاثة أيام فقط من حفل تنصيب ابراهيم رئيسي رئيساً جديداً.
بدوره، اعتبر محمد حسين صفار هرندي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في مقابلة مع القناة التلفزيونية الإيرانية الثالثة بعد عرض الفيلم، أن تصريحات خامنئي جاءت رداً على مقابلة مع رفسنجاني نشرتها مجلة فصلية مقربة من حكومة روحاني حول الحاجة إلى المفاوضات وإعادة العلاقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن خامنئي كان ينتقد رفسنجاني بسبب تصريحاته في تلك الفترة حول ضرورة العلاقة مع الولايات المتحدة.
كما اعترف عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام بأن الفيلم كان أثناء " اجتماع سري" لكن الظروف الأخيرة دفعت إلى نشره بعد تسع سنوات، على حد قوله.
الجدير ذكره أنه وبعد حوالي عام من هذا الاجتماع الذي كشف عنه الفيديو، رفض ترشيح هاشمي رفسنجاني من الانتخابات الرئاسية عام 2013.
وكان خامنئي قد رأى في كلمة الأربعاء الماضي خلال اجتماعه الأخير مع حكومة حسن روحاني، أن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء ضمانات لإيران بأنها لن تخرج مجددا من الاتفاق النووي إذا ما تمت العودة إليه، زاعماً أن سبب تعليق المفاوضات هو طلب الأميركيين إدراج ملف الصواريخ والقضايا الإقليمية في المفاوضات وهو ما رفضت طهران التوقيع عليه.