ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مئات اللاجئين الأفغان يتدفقون إلى تركيا يوميا مرورا عبر إيران وذلك في رحلات شاقة تستمر 18 يوما يعبرون خلالها الجبال.
وقبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس جو بايدن في 31 أغسطس لسحب القوات الأميركية من البلاد، لا تزال حركة طالبان تتقدم في أجزاء متفرقة وتهدد المدن الرئيسية بأفغانستان.
ومع تزايد سيطرة طالبان على الأراضي الأفغانية، يفر عدد متزايد من المهنيين وأفراد الطبقة الوسطى من الحرب، وفقا لباحثين عن اللاجئين.
ومن بين هؤلاء الفارين من العنف، مدرسون وضباط شرطة وموظفون يخشون على حياتهم تحت حكم الجماعة الإسلامية المتمردة.
وتخشى الأمم المتحدة من مقتل أو إصابة أعداد لم يسبق لها مثيل من المدنيين هذا العام في أفغانستان إذا استمر القتال الذي اشتد منذ أن بدأت حركة طالبان هجوما على عدة جبهات مايو الماضي.
وتقول بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (أوناما) في تقريرها عن الخسائر المدنية خلال النصف الأول من عام 2021، إنها تتوقع أن تسجل هذا العام أكبر عدد من الضحايا المدنيين منذ عام 2009 عندما بدأت بتسجيل الحصيلة السنوية.
تقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألف أفغاني فروا من ديارهم منذ يناير ومعظمهم نزحوا داخل البلاد.
وتقول مجموعات إغاثة المهاجرين إن أعدادا متزايدة من الأفغان يفرون من ديارهم بسبب تزايد أعمال العنف، حيث يتجه الكثير منهم إلى تركيا.
وفقا لرئيسة جمعية "سرحات" لأبحاث الهجرة، حنيفة جوزيل، فإن عدد الأفغان القادمين إلى تركيا عبر إيران بلغ خمسة أضعاف عما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي.
وتقدر جوزيل أن 500 إلى 1000 من المهاجرين الأفغان يصلون إلى تركيا كل يوم، فيما ترجح أن يرتفع العدد مع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
لكن استمرار وصول اللاجئين إلى تركيا، يضع تحديا على بلد يستضيف أساسا 3.6 مليون لاجئ سوريا فروا من الحرب الأهلية.
وبينما يقول سياسيون أتراك معارضون إن اللاجئين السوريين يشكلون عبئا على الاقتصاد، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى سوريا.
كانت تركيا بمثابة العازل للاجئين عن الوصول لأوروبا بعد توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 لوقف تدفق المهاجرين مقابل دعم مالي بمليارات الدولارات. في عامي 2015 و2016 وصل أكثر من مليون شخص، معظمهم من السوريين والعراقيين والأفغان، إلى أوروبا هربا من الحرب والفقر.
