Skip to main content

مخاوف من اندلاع أعمال عنف في سنجار

سنجار
AvaToday caption
اتفقت حكومة بغداد مع حكومة إقليم كوردستان في أكتوبر 2020 على إدارة مشتركة في سنجار تستند الى تواجد قوات من الحكومة الاتحادية فقط وإخراج كل الفصائل المسلحة وبينها قوات حزب العمال الكوردستاني المعارض لحكومة كوردستان
posted onFebruary 27, 2021
nocomment

يقول فيصل صالح، وهو يزيدي في السادسة والأربعين يسكن إحدى قرى سنجار، ذات أغلبية كوردية في شمال غرب العراق، مع والدته وثلاثة من أشقائه، لفرانس برس "ظروفنا صعبة نعيش وسط تهديدات مختلفة".

ويعمل صالح بأجر يومي، ويسعى لإيجاد منزل خارج القضاء للجوء إليه في حال تدهور الأوضاع.

ويقول لفرانس برس "أكثر ما يخيف أهالي سنجار هو وقوع مواجهات بين قوات تركية من جهة والفصائل الشيعية وحزب العمال الكوردستاني" من جهة أخرى.

ويقول قائممقام سنجار محما خليل الذي يسكن خارج القضاء حاليا "وجود عناصر حزب العمال الكوردستاني بمباركة بعض فصائل الحشد الشعبي، يُعرقل ويعيق عودة النازحين وإعمار سنجار واستقرارها".

ويضيف "يجب التوصل الى حل من أجل استقرار سنجار(...) يجب الاستفادة من دروس الماضي".

بعد ست سنوات على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من سنجار في شمال غرب العراق، يهدد التوتر المستمر بسبب تدخلات إقليمية لتصفية حسابات بين خصوم، بأعمال عنف جديدة تشكل خطرا على الأقلية الأيزيدية التي يتركز وجودها في المنطقة.

ويقع قضاء سنجار الذي تسكنه غالبية أيزيدية كوردية بالإضافة الى عرب وأقليات بينها تركمان، على بعد 80 كيلومترا شمال مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى. ويشكل هذا القضاء مثلثا يجمع العراق بتركيا شمالاً وسوريا غرباً ما يجعله منطقة استراتيجية مهمة.

وكانت سنجار قبل عام 2014 منطقة تتنازع عليها الحكومة المركزية وإقليم كوردستان، ثم سقطت في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وتعرضت آلاف الفتيات والنساء الأيزيديات للخطف والاغتصاب والسبي، بينما قتل مئات الرجال وجند أطفال بالقوة.

ورغم طرد الجهاديين على يد قوات كوردية بدعم من التحالف الدولي في نوفمبر 2015، ما زالت البلدة تعيش عدم استقرار يقطع الطريق أمام عودة النازحين لمناطقهم.

وسيطر مقاتلون من كوردستان العراق على المنطقة في 2015 بمساندة مقاتلين كورد سوريين وبدعم من تحالف دولي بقيادة واشنطن.

في المناطق المحيطة بالقضاء، انتشرت فصائل من قوات الحشد الشعبي الذي ساهم في معارك تحرير العراق من تنظيم الدولة الإسلامية الى جانب القوات الحكومية. وأدى تواجد هذه التشكيلات المسلحة إلى عرقلة عودة النازحين الى سنجار حيث لا يوجد تواجد كبير للحكومة الاتحادية ومنظمات الإغاثة الدولية.

ويقول المحلل السياسي ياسين طه الذي يسكن القضاء "سنجار اليوم بؤرة لتجمع الأجندات المتضاربة والأطراف المتخاصمة".

ويضيف لوكالة فرانس برس "سنجار تعيش حالياً وضعاً معقداً وتوتراً يمكن أن يؤدي الى انفجار الأوضاع في أي لحظة".

واتفقت حكومة بغداد مع حكومة إقليم كوردستان في أكتوبر 2020 على إدارة مشتركة في سنجار تستند الى تواجد قوات من الحكومة الاتحادية فقط وإخراج كل الفصائل المسلحة وبينها قوات حزب العمال الكوردستاني المعارض لحكومة كوردستان.

لكن طه يقول إن "الواقع على الأرض أقوى من هذه الاتفاقات، وكل طرف في سنجار يرفض التخلي عن النفوذ الذي حصل عليه".

وتعتبر حكومة إقليم كوردستان سنجار جزءا من مناطق الحكم الذاتي الخاضعة لسيطرتها، لذلك لا تنظر بارتياح الى تواجد حزب العمال الكوردستاني فيه.

ويتخذ هذا الحزب معاقل له في جبال أقليم كوردستان في شمال العراق، ما يثير غضب أنقرة التي تعتبره منظمة "إرهابية"، داعمة لحرة التمرد التي يخوضها الحزب منذ عقود داخل تركيا، ما دفع أنقرة لعبور الحدود ومهاجمة معاقله هناك مرارا.

ويشير طه الى أن "تركيا تراقب وضع سنجار وتزايد نفوذ حزب العمال فيه".

في يناير، صعدت أنقرة تهديداتها بقصف منطقة جبلية قرب سنجار مهددة بغزو المنطقة.

كما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام قائلاً "بخصوص إخراج الإرهابيين من سنجار: لدي وعد دائم يمكننا أن نأتي فجأة ذات ليلة".

وأضاف "نحن مستعدون دائما للقيام بعمليات مشتركة، لكن هذه العمليات لا تتم بالكشف عنها".

وتعطي هذه التهديدات ذريعة لفصائل الحشد الشعبي للتمسك بالبقاء في سنجار.

ونقل بيان لحركة "عصائب أهل الحق"، وهي فصيل في الحشد، استعداد الحركة "للتصدي لأي سلوك عدواني" من جانب تركيا.

ويفسر طه الأمر بأن "الفصائل الشيعية تعتبر سنجار محطة مهمة للوصول الى سوريا" حيث توجد فصائل أخرى شيعية موالية لإيران تقاتل الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.

وأكد مسؤول أمني عراقي رفيع في سنجار لفرانس برس أن الجميع يبحثون عن مصالحهم في المنطقة.

ويوضح "تركيا تقول إن عناصر حزب العمال يتواجدون في سنجار (...)، والكورد يدعون عدم استقرار سنجار بهدف العودة مجدداً إلى هناك، والفصائل تقول نريد الاستقرار لسنجار".

وحاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نزع فتيل التوتر، وفق مسؤول كبير في رئاسة الوزراء أشار الى وجود اتصالات مستمرة بين بغداد وأنقرة لمنع أي توغل تركي في المنطقة.

وتقول الباحثة في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" نسيبة يونس إنه إذا وقع نزاع في سنجار فسيخسر الكاظمي كثيراً.

وتتابع يونس أن النزاع "سيقوض الانتصار السياسي الذي حصل عليه الكاظمي من اتفاقية سنجار وسيلمع صورة باقي الميليشيا (الحشد) كمدافعين عن العراق، على حساب الحكومة المركزية".

في هذا الوقت، يدفع النازحون الأيزيديون المغلوبون على أمرهم، الثمن، وفقا ليونس.

وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس لفرانس برس عن استمرار وجود حوالي 90 ألف عائلة مهجرة من سنجار، 90% منها لجأت إلى إقليم كوردستان.