Skip to main content

هجوم أربيل يكشف معضلة الانتشار العسكري الأميركي

هجوم أربيل
AvaToday caption
منذ اندلاع الخلافات مع إيران في ربيع 2019، حينما عطلت ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، حث القادة العسكريون في البنتاغون والقيادة المركزية الأميركية البيت الأبيض على تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط
posted onFebruary 17, 2021
nocomment

يسلط الهجوم الصاروخي الذي استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة في كوردستان بشمال العراق، الاثنين الماضي، الضوء على ما تصفها صحيفة "بوليتيكو" الأميركية بـ"مشكلة" الرئيس جو بايدن مع السعودية.

تقول بوليتيكو إن بايدن شن حملة لاتخاذ نهج أشد صرامة من سلفه دونالد ترامب تجاه السعودية، وتعهد بتحميل الرياض المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان، وإنهاء الدعم الأميركي للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويقاتل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.

لكن بعد أربعة أيام فقط من تولي بايدن منصبه، سافر الجنرال المسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط فرانك ماكنزي إلى المملكة للإعلان عن اتفاقية قاعدة جديدة، توسع التعاون العسكري بين البلدين.

تعكس هذه الخطوة، كما تقول بوليتيكو، المعضلة التي تواجه الرئيس الأميركي الجديد الذي يجب عليه الآن أن يوازن بين اعتماد الجيش الأميركي على الرياض كشريك في مكافحة الإرهاب وصد نفوذ إيران في منطقة.

وأضافت "المخاطر كبيرة، حيث تواصل القوات الأميركية والتحالف في العراق صد الهجمات المتكررة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

وأطلقت الميليشيات، الاثنين الماضي، 14 صاروخا على قاعدة جوية عراقية تتمركز بها القوات الأميركية في أربيل.

أصابت ثلاثة صواريخ القاعدة، مما أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة تسعة أشخاص آخرين، من بينهم خمسة أميركيين، في أدمى هجوم منذ نحو عام.

وتقول الصحيفة إن التوتر بدأ يظهر مع قيام وزارة الدفاع (البنتاغون)، بتوجيه من بايدن، بمراجعة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء تغييرات على الانتشار العسكري الأميركي في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على مواجهة التهديد المتزايد من الصين.

وترجح "بوليتيكو" أن تؤدي المراجعة، التي لا تزال في مراحلها الأولية، إلى نشوب صراع جديد على الموارد المحدودة بين القادة العسكريين الإقليميين.

ونقلت عن بلال صعب، وهو مسؤول دفاع سابق في إدارة ترامب، ويعمل حاليا في معهد الشرق الأوسط، قوله: "كان الهدف من هذا كله الإشارة إلى وجود رئيس جديد في البيت الأبيض يراجع كل ما فعله ترامب"، مشيرا إلى أنه لا أحد يرغب في أن تسوء العلاقات مع السعودية.

منذ اندلاع الخلافات مع إيران في ربيع 2019، حينما عطلت ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، حث القادة العسكريون في البنتاغون والقيادة المركزية الأميركية البيت الأبيض على تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نشبت خلافات في بعض الأحيان بين هؤلاء القادة ونظرائهم المدنيين الذين أرادوا تحويل الموارد العسكرية إلى آسيا، وفقا لما نقلته "بوليتيكو" عن خمسة مسؤولين سابقين وحاليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التخطيط العملياتي الحساس.

وتابعت "دق المسؤولون العسكريون ناقوس الخطر بشأن ضعف السعودية، لا سيما بعد هجوم سبتمبر 2019 على منشآت معالجة النفط التابعة لشركة أرامكو المملوكة للدولة في بقيق، مما أسفر عن إيقاف مؤقت لنصف إنتاج النفط السعودي".

في العامين الماضيين، نشر البنتاغون الآلاف من القوات، بالإضافة إلى مقاتلات وقاذفات وسفن حربية وبطاريات دفاع صاروخي في المنطقة.

في غضون ذلك، دفع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي للإبقاء على مجموعة ضاربة واحدة على الأقل لحاملة طائرات في الشرق الأوسط، بحسب ما قاله مسؤولون سابقون وحاليون. كما شهد أوائل العام الماضي تشغيل حاملتين في المنطقة.

إلا أن عدد القوات في المنطقة تذبذب منذ مايو 2019، فقد انخفض الوجود العسكري الأميركي، خلال الأشهر القليلة الماضية، وفقا للمتحدث باسم القيادة المركزية الكابتن بيل أوربان.

وبين 1 يونيو 2019 و1 ديسمبر 2020، قدر أوربان العدد بين 60 إلى 80 ألف جندي في المنطقة. لكن اليوم، انخفض عدد القوات الأميركية إلى أقل من 60 ألف جندي، حسبما تشير بوليتيكو.