أظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن أكثر من 94.28 مليوناً أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و21 ألفاً و331. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وكشفت مصادر صحية رسمية في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي، أن الجهاز المُكلّف في المفوضية بتوزيع اللقاحات التي تنتجها شركة "فايزر" على الدول الأعضاء قد أبلغها أنه لن يتمكّن من تسليمها سوى نصف الكميات الموعودة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. وأعربت بعض الدول عن شكوكها من أن تكون "فايزر" قد وقّعت عقوداً لتسليم كميّات لا تملك القدرة الكافية على إنتاجها وتسليمها في الوقت المُتفق عليه، والتي على أساسها وضعت البلدان الجداول الزمنية لحملات التلقيح.
التطمينات التي كررتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مساء الجمعة الماضي من لشبونة، بأن التأخير في تسلم الكميات الموعودة من لقاح "فايزر" خلال الأسابيع المقبلة لن يؤثر على حملات التلقيح الجارية في بلدان الاتحاد الأوروبي، لم تقنع الحكومات التي أعرب معظمها عن توجّسه من عرقلة هذه الحملات في هذه المرحلة الحرجة، عشيّة مواعيد الجرعات الثانية التي تؤمن فاعلية اللقاح في ذروة الموجة الوبائية المتسارعة بسبب السلالات الجديدة المتحورة من الفيروس. واللافت أن نبأ انخفاض كميّات اللقاح التي ستوزّع على البلدان الأوروبية بدءاً من الأسبوع المقبل حتى مطالع الشهر المقبل، لم يصدر عن شركة "فايزر" المنتجة ولا عن المفوضية الأوروبية التي أبرمت معها عقود الشراء وتتولّى حصريّاً توزيع اللقاح على الدول الأعضاء في الاتحاد، بل عن معهد الصحة العامة في النرويج التي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي. وكان المعهد قرّر كشف الخبر بعد أن أبلغته الشركة بالتأخير، مشيراً في بيان إلى أنه سيشمل جميع البلدان الأوروبية.
من جانبها، أعلنت مجموعة "فايزر" الأميركية بالشراكة مع مختبر "بيونتيك" الألماني، أمس، عن خطة من شأنها أن تسمح بالحدّ من مدة تأخير تسليم اللقاحات المضادة للفيروس إلى أسبوع فقط، في وقت تخشى فيه أوروبا تباطؤ تسليم الجرعات لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع. وقالت الشركتان في بيان مشترك إن "فايرز وبيونتيك طوّرتا خطة ستسمح برفع قدرات التصنيع في أوروبا وتزويد عدد أكبر من الجرعات في الفصل الثاني من العام". وأضافتا "سنعود إلى الجدول الزمني الأساسي لعمليات التسليم في الاتحاد الأوروبي بدءاً من 25 الحالي مع زيادة عمليات التسليم بدءاً من 15 فبراير (شباط) المقبل". وأشارت المجموعتان إلى أنه "من أجل القيام بذلك، باتت بعض التعديلات على عملية الإنتاج ضرورية".
وكانت "فايزر" و"بيونتك" حذرتا الجمعة، بشكل غير متوقع من أنهما لن تتمكنا من تسليم دول الاتحاد الأوروبي، حتى مطلع الشهر المقبل، الكميات المتفق عليها أسبوعياً.
وفي بيانهما الأخير، أوردت الشركتان أن مصنعهما في بورز (بلجيكا) "سيشهد خفضاً مؤقتاً لعدد الجرعات المنتجة الأسبوع المقبل".
وأوضحت الشركة أنها ستجري تعديلات في مصنعها الرئيسي قرب العاصمة البلجيكية لتطوير عملية الإنتاج، وأن هذه التعديلات تحتاج لبعض الوقت ولموافقة الجهات الناظمة المعنيّة. وأضافت الشركة أن ذلك سيؤثر على إمدادات الأسابيع المقبلة، لكنه سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في الإنتاج اعتباراً من نهاية الشهر المقبل. وأفاد مصدر مسؤول في الشركة بأن الإنتاج المقدّر حالياً بحوالى 1300 مليون جرعة سنوياً سيرتفع إلى 2000 مليون جرعة بفضل التعديلات.
وتجدر الإشارة إلى أن اللقاح الذي طورّته شركة بيونتيك الألمانية وتنتجه شركة فايزر الأميركية، والذي يشكّل حالياً الرهان الرئيس في حملات التلقيح الأوروبية، يحتاج إلى جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع لاستكمال مناعته، وأن الدفعة الأولى من الجرعات الثانية تبدأ اليوم الأحد 17 يناير (كانون الثاني) في البلدان التي باشرت بتوزيعه أواخر الشهر الماضي.
في غضون ذلك، أفادت آخر بيانات منظمة الصحة العالمية بأن القارة الأوروبية انتقلت إلى مركز الصدارة في عدد الوفيّات الناجمة عن "كوفيد-19"، متقدمة للمرة الأولى على أميركا الشمالية. وفيما تجهد الدول الأوروبية لتسريع حملات التلقيح على وقع مزيد من الأرقام القياسية في عدد الإصابات والوفيات، نبه المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها أن بلوغ المليون الأول من ضحايا الفيروس استغرق أكثر من سبعة أشهر منذ ظهوره، لكن العدد تضاعف في أقل من ثلاثة أشهر. وجاء في التقرير الدوري الأخير للمركز أن المعدّل اليومي للوفيات خلال الصيف الماضي سجل خمسة آلاف، وارتفع الآن إلى 13 ألفاً. وكان خبراء منظمة الصحة العالمية قد أشاروا إلى أن سرعة سريان الفيروس في برد الشتاء قد تتجاوز ضعف سرعته في الصيف، ودعوا إلى تكثيف حملات التلقيح بعد أن صارت مواجهة الجائحة سباقاً مع الوقت.
وأعلن معهد روبرت كوخ في ألمانيا للأمراض المعدية وغير المعدية أن عدد من تلقى الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد في البلاد حتى الآن بلغ أكثر من مليون شخص، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع من بدء عملية التلقيح.
ووفقاً لموقع معهد "روبرت كوخ" فقد حصل حوالى مليون شخص و48 ألفاً من سكان ألمانيا على التطعيم حتى يوم الجمعة، وهو ما يعادل 1.26 في المئة من عدد السكان. وسجلت ألمانيا 13882 إصابة جديدة ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في البلاد إلى مليونين و33 ألفاً و518، بحسب ما أظهرت بيانات معهد "روبرت كوخ" للأمراض المعدية اليوم الأحد.
وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين الأحد تسجيل 109 حالات إصابة جديدة بالفيروس السبت، وذلك نزولاً من 130 في اليوم السابق.
وذكرت اللجنة في بيان أن 96 من الإصابات الجديدة حالات عدوى محلية 72 منها في إقليم خبي المحيط في العاصمة بكين و12 حالة أخرى في إقليم هيلونغ جيانغ في شمال شرقي البلاد.
وارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة الخالية من الأعراض إلى 119 مقابل 79 في الإحصاء السابق.
ولا تصنف الصين الإصابات الخالية من الأعراض حالات عدوى مؤكدة بالفيروس.
وفي بريطانيا، حيث تم السبت تسجيل أقل عدد إصابات يومية بفيروس كورونا المستجد منذ بداية العام، ما يعزز مؤشرات تفيد بأن إجراءات العزل العام على مستوى البلاد تبطئ انتشار السلالة الجديدة الأشد عدوى.
غير أن تأثير الارتفاع الأخير في عدد الإصابات لا يزال واضحاً في عدد الوفيات الذي بلغ ثالث أعلى مستوى على الإطلاق. وقال خبراء الصحة إن العدد سيزداد.
وأظهرت الأرقام الحكومية تسجيل 41 ألفاً و346 إصابة جديدة بالفيروس السبت نزولاً من 55 ألفاً و761 الجمعة. وتمثل إصابات يوم السبت أدنى مستوى للإصابات اليومية منذ 27 ديسمبر.
ومع ذلك، واصلت الوفيات الارتفاع بوتيرة سريعة إذ جرى تسجيل 1295 وفاة، ليصل العدد الإجمالي إلى 88 ألفاَ و590.
وسجلت بريطانيا أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا حتى الآن، على الرغم من وفاة عدد أكبر في إيطاليا وبلجيكا على أساس العدد إلى كل مليون نسمة. وحذر كريس ويتي كبير الأطباء في الحكومة البريطانية مواطنيه الجمعة من أن عدد الوفيات اليومية لم يبلغ ذروته بعد.
وتطبق بريطانيا إجراءات العزل العام منذ الخامس من يناير، إذ أغلقت المدارس والشركات غير الأساسية وطالبت الناس بالعمل من المنازل قدر الإمكان.
وقالت وزارة الصحة في البرازيل السبت إنها سجلت 61 ألفاً و567 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و1050 وفاة خلال 24 ساعة، وذلك في خامس يوم على التوالي تتجاوز فيه الوفيات حاجز الألف.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات في البلد الواقع في أمريكا الجنوبية ثمانية ملايين و455 ألفاً و59 حالة بينما سجلت الوفيات 209 آلاف و296 وفقاً لأرقام الوزارة.
وتشهد البرازيل حالياً ثالث أكبر انتشار للفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة والهند.
وفي إيطاليا أعلن السبت حظر الرحلات الجوية من البرازيل بسبب نسخة متحورة من فيروس كورونا رُصدت في هذا البلد.
وكتب وزير الصحة روبرتو سبيرانزا على "تويتر"، "وقّعتُ مرسوماً يمنع الرحلات الجوية من البرازيل، ويمنع الأشخاص الذين مكثوا هناك خلال الأيام الـ14 الماضية من دخول إيطاليا".
وأضاف "يجب على أي شخص موجود في إيطاليا وجاء من ذلك البلد، الخضوع لفحص والاتصال بالسلطات الصحية".
وأحصت إيطاليا، أكثر الدول الأوروبية تضرراً من الجائحة، ما يزيد عن 2.3 مليون إصابة بالفيروس، بينها 81 ألف وفاة.
وشهدت المكسيك أسوأ أسبوع في ظل جائحة فيروس كورونا حتى الآن بتسجيل رقم قياسي في عدد الإصابات الجديدة وأكثر من سبعة آلاف وفاة، وذلك وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الحكومة السبت.
وذكرت وزارة الصحة أنها سجلت 20 ألفاً و523 حالة إصابة جديدة و1219 وفاة، ليصل العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى مليون و630 ألفاً و258 في حين تجاوزت الوفيات حاجز الـ 140 ألفاً.
وتقول الحكومة إن العدد الفعلي للإصابات والوفيات أكبر بكثير من الرقم المُعلن وذلك نظراً لقلة عدد الاختبارات.
كذلك سجلت وزارة الصحة المصرية السبت 887 حالة إصابة جديدة بالوباء و54 وفاة، وذلك مقابل 879 إصابة و52 وفاة الجمعة.
وقال خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة إن "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى السبت هو 155 ألفاً و507 حالات من ضمنها 122 ألفاً و291 حالة تم شفاؤها، وثمانية آلاف و527 حالة وفاة".