تعتزم إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، قبل المغادرة، ضم إسرائيل إلى القيادة العسكرية الأميركية الرئيسية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل بالإضافة إلى دول عربية، وذلك بهدف منع إسرائيل من الدخول في مواجهة شاملة مع إيران قد لا تتماشى مع الخيارات الأميركية.
يأتي هذا في الوقت الذي تستمر فيه تل أبيب في توجيه ضربات لمواقع عسكرية تابعة لإيران أو لميليشيات حليفة لها في سوريا، بهدف منع تهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية لأمن إسرائيل ومنع أي تمركز لهذه الصواريخ على حدودها.
وقال مسؤولون أميركيون، الخميس، إن ترامب أمر بتوسيع القيادة العسكرية الأميركية الرئيسية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل، في إعادة تنظيم في اللحظة الأخيرة لهيكل الدفاع الأميركي الذي دعت إليه الجماعات الموالية لإسرائيل منذ فترة طويلة من أجل تشجيع التعاون ضد إيران.
تعني هذه الخطوة أن القيادة المركزية الأميركية ستشرف على السياسة العسكرية الأميركية التي تشمل كلّا من إسرائيل والدول العربية، في خروج عن عقود من هيكل القيادة العسكرية الأميركية التي تم وضعها بسبب الخلاف بين إسرائيل وبعض حلفاء واشنطن العرب.
ويرى محللون أن واشنطن تسعى إلى إلزام إسرائيل بالتحرك ضمن أجندتها في التعامل مع إيران، وفيما يعتمد الأميركيون على العقوبات المشددة لمنع طهران من الحصول على الأموال الكافية لتمويل أنشطتها العسكرية وإنتاج الصواريخ الباليسيتة أو الإنفاق بسخاء على ميليشيات إقليمية مرتبطة بها، تنظر إسرائيل إلى الأمر بصورة مختلفة.
ويعتقد الإسرائيليون أن أسلوب العقوبات التي يسلطها ترامب على طهران، وكذلك الحوار الذي اعتمدته إدارة باراك أوباما السابقة، لا يردعان إيران عن بناء برنامج نووي وعسكري متطور، كما لا يوقفان أنشطتها الإقليمية المهددة لأمن تل أبيب، وأن الخيار العسكري هو الوحيد الذي يجبرها على مراجعة مواقفها.
واستفاد الإيرانيون من تراخي إدارة أوباما، ومن اكتفاء إدارة ترامب بالتهديدات، لتطوير الصواريخ والمُسيّرات كما وسعوا نفوذهم في المنطقة على نطاق واسع ما دفع إسرائيل إلى تكثيف عملياتها التي تستهدف الوجود الإيراني في سوريا.
وكانت مصادر مطلعة لصحيفة "العرب" اللندنية، كشفت أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق قريبة من الحدود بين سوريا والعراق رسالة واضحة لجهة تأكيد أن إسرائيل لن تقبل بوجود صواريخ إيرانية في سوريا في المرحلة المقبلة، وبالتالي في لبنان، بغض النظر عمّا إذا كانت إدارة جو بايدن ستنجح في إعادة الحياة إلى الاتفاق بشأن الملف النووي مع إيران أم ستفشل.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن إسرائيل تبدو من خلال الضربات، التي اتخذت شكل غارات يشنّها سلاح الجو، تعد لعملية كبيرة وواسعة إلى أبعد الحدود من أجل التخلّص من الصواريخ الإيرانية الموجودة في الأراضي السورية.
وكشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طلب إعداد ثلاثة بدائل عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، سيقوم المستوى العسكري بعرضها على المستوى السياسي قريبًا.
وتضيف الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إعداد خطة عملية جديدة تتعامل مع التهديدات في الشرق الأوسط، وتتطلب ميزانية إضافية لوزارة الأمن تقدر بعدد من المليارات.
ومن المقرر أن يزور رئيس الموساد، يوسي كوهين، واشنطن، حيث سيعقد اجتماعات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، وكذلك الإدارة المنتخبة حديثا.
ومن الواضح أن إسرائيل ماضية في تنفيذ تهديداتها ضد النفوذ الإيراني المتزايد، وأن التنسيق مع واشنطن لا يتعلق بوقف العمليات أو القبول باستمرار الأنشطة الإيرانية المهددة لأمن إسرائيل وأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أو أنشطة الميليشيات الحليفة لها في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وأعلنت إيران، الجمعة، انطلاق المرحلة الأولى من مناورات الرسول الأعظم في نسختها الخامسة عشرة بإجراء عمليات مشتركة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لقوات الجو – فضاء التابعة لحرس الثورة الإسلامية في منطقة الصحراء المركزية وسط البلاد.
وذكر المركز الإعلامي لقوات الحرس الثوري أن المناورات بدأت بالرمز المقدس (يا زهراء) حيث تم إطلاق أعداد كبيرة من صواريخ أرض – أرض الباليستية بالتزامن مع تسيير الطائرات المسيرة الهجومية الحاملة للقنابل.
وجرت المرحلة الأولى من المناورات صباحا بحضور القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي وقائد قوات الجو – فضاء التابعة للحرس العميد أمير علي حاجي زادة وجمع من قادة القوات المسلحة في إيران.
وتم في هذه المرحلة استخدام طرازات جديدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، حيث تمكنت الصواريخ والمسيّرات من تدمير أهداف العدو المفترضة.
يذكر أن صواريخ أرض – أرض الباليستية الجديدة مزودة برؤوس حربية منفصلة ، وبالإمكان توجيهها من الجو، كما أنها قادرة على اختراق دفاعات العدو المضادة للصواريخ.
وكانت إيران قد أجرت مؤخرا مناورات في بحر عمان في الثاني عشر من الشهر الجاري، وفي الأسبوع الماضي أجرت مناورات بطائرات مسيرة شرق البلاد، وسط تحليق قاذفات أميركية من طراز بي 52 وإرسال غواصة إلى منطقة الخليج.