توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت "طوفانا" من المخدرات واللاجئين والهجمات على الغرب إذا أضعفت العقوبات الأمريكية قدرة إيران على احتواء هذه المشكلات.
في وقت نفسه ينسى إن بلاده يعتبر من البلدان المصدرة لمواد المخدرة بكل أنواعها، عبر مهربيي ممولين من مسؤولي الجهات الأمنية و السياسية.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء "أحذر من يفرضون هذه العقوبات من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب... فلن تكونوا في مأمن من طوفان المخدرات والساعين للجوء والقنابل والإرهاب".
بعد أنسحب رئيس إدارة البيت الأبيض دونالد ترامب من الأتفاق النووي المبرم عام 2015 في أيار الماضي، فرضت عقوبات شديدة على النظام الإيراني، بحسب مسؤولي الولايات المتحدة، سبب العقوبات هي البرنامج النووي و تطوير صواريخ باليستية، وسياساتهِ المزعزة لمنطقة شرق الأوسط.
من ناحية أخرى، نقل عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن الولايات المتحدة تبيع أسلحة للشرق الأوسط بما يزيد عن احتياجات المنطقة مما يحولها إلى "برميل بارود".
منذ بداية شهر تشرين الثاني الماضي دخلت عقوبات واشنطن ضد قطاع النفط و البنك المركزي و المؤسسات المالية ضد طهران حيز التنفيذ، لكي يجبر النظام على أجراء مفاوضات شاملة، التي يعتبر من أهم قطاعات الحيوية للجمهورية الإسلامية.
وقال روحاني في خطاب متلفز إن "العقوبات الأميركية غير المنصفة وغير القانونية بحق دولة إيران استهدفت بلدنا في مثال واضح على الإرهاب".
وأضاف أن "الإرهاب الاقتصادي مصمم لنشر حالة ذعر في اقتصاد بلد ما وخوف في بلدان أخرى لمنع الاستثمار في البلد المستهدف".
وفي الداخل الإيراني من أجل تبرير فشل الحكومة، أقدمت طهران على تأسيس محاكم أقتصادية وأتهام أشخاص آخرين بزعزعة الأستقرار الأقتصادي و المالي المتدهور للبلاد.
وأدلى روحاني بتصريحاته في مؤتمر عن الإرهاب والتعاون الإقليمي حضره رؤساء برلمانات من أفغانستان والصين وباكستان وروسيا وتركيا.
وفي المؤتمر أراد الرئيس الإيراني أن يجس نبض الحاضرين و خاصة من تركيا و روسيا و الصين عندما أراد أن يربط مصير بلادهِ ببلادهم عندما قال " عندما يضغطون على التجارة الصينية نتضرر جميعا (...) عبر معاقبة تركيا، نعاقب جميعا. كلما هددوا روسيا، نعتبر أن أمننا في خطر".
ويؤكد إن أوروبا عارضت العقوبات الأمريكية و لكنه لم يكشف الجزء المهم من القضية وهي إن الأتحاد الأوروبي يريد أنقاذ ماتبقى من العقوبات شريطة أن تلتزم طهران بمضمون الأتفاقية و هي وقف تخصيب اليورانيوم وإبطال برنامج تطوير صواريخ باليستية .
والمؤتمر الذي تستضيفه طهران هو ثاني اجتماع إقليمي يعقد لمناقشة الإرهاب. وعقد الأول في كانون الأول/ديسمبر في إسلام أباد.
ويمثل تهريب المخدرات تحديا كبيرا أمام إيران إذ تقع على الحدود مع أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم، وكذلك مع باكستان التي تعد دولة رئيسية تمر من خلالها المخدرات.
وأظهر تقرير للأمم المتحدة عام 2014 أن الفضل يرجع لإيران في ثلثي ضبطيات الأفيون وربع ضبطيات الهيروين والمورفين على مستوى العالم في 2012.
وحذر ظريف من مخاطر صفقات السلاح الأميركية الكبيرة في الشرق الأوسط حيث تعد السعودية، المنافس الإقليمي لإيران، من كبار مشتري الأسلحة من الغرب.