قُتل 16 شخصاً بينهم ثلاثة جنود أتراك الخميس في تفجير سيارة مفخخة في بلدة رأس العين الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأورد المرصد أن السيارة انفجرت عند حاجز لـ"الشرطة المدنية" وأحد الفصائل المقاتلة عند مدخل رأس العين (سريكاني)، في شمال محافظة الحسكة ذو الكثافة السكانية الكوردية المحتلة من قِبل الميليشيات السورية والقوات التركية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أتراك ومدنيين إثنين و11 عنصراً من الشرطة وفصيل "السلطان مراد" المقاتل. كما أصيب نحو 12 آخرين بجروح.
وعدد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود 12 جريح بعضهم في حالات خطرة بينهم جنود أتراك، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.
وتشهد المنطقة تفجيرات عدة بالسيارات والدراجات المفخخة نادراً ما تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وغالباً ما تتّهم أنقرة المقاتلين الأكراد الذين تعدهم "إرهابيين" بالوقوف خلفها.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الأخير في سريكاني.
والشهر الماضي، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بانفجار سيارتين مفخختين في مدينتي الباب وعفرين الواقعتين تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا، وفق ما أحصى المرصد.
وفي مارس الماضي أدى انفجار سيارة شاحنة مفخخة في بلدة تل حلف بريف سريكاني عند أحد الحواجز العسكرية التابعة لفصائل “الجيش الوطني السوري”، إلى مقتل 5 عناصر وهم: 2 من القوات التركية و3 من الفصائل الموالية لتركيا، كما أصيب 8 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم جنود أتراك. فيما خلف التفجير دمارا كبيرا في المنطقة المحيطة.
وفي يناير الماضي ضرب انفجار أيضاً مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها بمنطقة شمال شرق سورية، حيث انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مقر لفصيل “فيلق الرحمن” الموالي لتركيا في قرية حويش الناصر بريف رأس العين.
وكانت تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية المسلحة قد نفذوا في أكتوبر 2019 توغلا عسكريا سُمّي عملية "نبع السلام" استهدف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكوردية السورية وسيطروا على شريط يمتد 120 كيلومترا على الحدود، بين مدينتي تل أبيض (كريسبي) (شمال الرقة) وسريكاني (شمال الحسكة).
وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الكورد، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الكورد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.
ووافقت موسكو وأنقرة في اتفاق لاحق على دفع وحدات حماية الشعب إلى مسافة تبعد 30 كيلومترا على الأقل جنوبي الحدود.
وتشهد مناطق الاحتلال التركي بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال لقياديين في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة، كما تشكل مسرحاً لتفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة تبنى تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عدد منها.
ولا تزال مناطق شمال سوريا التي وقعت في أكتوبر من العام الماضي تحت سيطرة القوات التركية والفصائل السورية التابعة لها، تشهد أوضاعا كارثية في ظلّ الانتهاكات المستمرة التي تنفذها الفصائل المسلحة التي تدعمها تركيا، ضدّ من تبقى من أهالي تلك المناطق سعياً لبثّ الرعب والفزع في قلوبهم وإجبارهم على الرحيل، فضلاً عن منع الخبز ومياه الشرب عنهم.
واتهمت منظمة العفو الدولية أنقرة والفصائل الموالية لها بارتكاب "جرائم حرب" في هجومها ضد المقاتلين الكورد، وقالت إن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة منها أظهرت تجاهلاً مُخزيا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدّية وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين".