Skip to main content

تظاهرات السليمانية تهدد وحدة إقليم كوردستان

جانب من مظاهرات السليمانية
AvaToday caption
يعاني إقليم كوردستان من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2014، بسبب تراجع سعر النفط والحرب مع داعش، لاسيما في ظل استثنائه من ميزانية الحكومة الاتحادية عام 2004 بقرار من رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي
posted onDecember 8, 2020
nocomment

يشهد إقليم كوردستان العراق، منذ يوم الأربعاء الماضي، تظاهرات تطالب بصرف رواتب الموظفين، سرعان ما تخللها اشتباكات بين المحتجين والقوات الأمنية، وصولاً إلى حرق مقار حزبية وتهديد بالتصعيد.

وفي هذا الإطار، بدأت بعض الأصوات بدأت تتعالى في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني للاستقلال الإداري عن الإقليم، والتمتع بصلاحيات أوسع، بحسب مصادر مطلعة، وهو الأمر الذي ألمحت إليه عضو مجلس النواب عن المكون الكوردي، آلا طالباني، في تغريدة لها عبر موقع "تويتر".

ودعت طالباني إلى أنّه لا بد من اتخاذ إجراءات جدّية لحل أزمة الرواتب مع الحكومة الاتحادية في بغداد وإنهاء العنف الذي رافق التظاهرات، وإلا "ّفسيكون لأصحاب القرار في محافظة السليمانية موقف آخر"، في إشارة منها إلى إنفصال السليمانية، بحسب المصادر.

ويعاني إقليم كوردستان من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2014، بسبب تراجع سعر النفط والحرب مع داعش، لاسيما في ظل استثنائه من ميزانية الحكومة الاتحادية عام 2004 بقرار من رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي.

وبالرغم من إعادة حكومة عادل عبد المهدي دعم الإقليم بمبلغ وقدره 450 مليار دينار عراقي شهرياً (378 مليون دولار أميركي)، يدفع على ثلاث دفعات، إلا أنّ رئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي قام بتخفيض المبلغ إلى 320 مليار دينار عراقي (270 مليون دولار أميركي)، لم يصل منه إلا ثلاثة دفعات، ما جعل الموظفين الكورد منذ شهور دون رواتب.

وكرّس  قانون العجز المالي، الذي أقره البرلمان العراقي، في نوفمبر الماضي، استثناء الإقليم من ميزانية الدولة، الأمر الذي ترفضه الحكومة الكوردية برئاسة، مسرور بارزاني.

" عضو حزب الديمقراطي الكوردستاني، محمد زنكنه، الذي ندد بحرق مقار تابعة لحزبه في محافظة السليمانية، اعتبر في حديث لمؤسسات أعلامية، أنّ التظاهرات ليست مطلبية فحسب.

وأكّد أنّ هناك خلافات قديمة بين التيارات الكوردية، وحركة التغيير وحركة الجيل الجديد وغيرها لفرض السيطرة من قبل طرف واحد على مدينة السليمانية، ما يفتح المجال أمام التدخل الإيراني.

وسأل زنكنه إذا كان المحتجون يفكرون بالسر وراء استقرار الإقليم، الخاضع لحكومة يسيطر عليها الحزب الديمقراطي، مشيراً إلى أنّ كل ما يحدث من تظاهرات لهدف واحد وهو إغماض بصيرة المواطن .

وشدد على أنّ إيراني تريد تقسيم الإقليم منذ عام 1996، ولاسيما أنّه هناك منطقة حظر جوي لطيرانها بموجب قرار أممي يحمل الرقم 688 تاريخ 1992، وهي تنوي الانتقام عبر بث الفوضى وخرق الأمن.

ولفت إلى أنّ "ما تسمي نفسها الحركات الوطنية داخل البيت الشيعي، من تيار حيدر العبادي، إلى التيارات الموالية لمقتدى الصدر، تنوي تدمير أي تقارب يحصل بين بغداد وكوردستان".

واتهم عضو حزب الديمقراطي "طالباني (حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني) بزج لاجئيين سوريين ونازحين عراقيين في التظاهرات، لكي تظهر بحجم كبير".

وعن أزمة الرواتب، اعتبر زنكنه أنّ الحزب الديمقراطي ليس مسؤولاً وحده، وقد ابدى استعداده للتعاون مع الحكومة الاتحادية، التي تقع عليها مسؤولية إنهاء كل ما يحصل.

قتل شخص في الأقل وأصيب آخرون في احتجاجات شهدتها مناطق متفرقة من محافظة السليمانية في إقليم كوردستان العراق، شمالي البلاد، الإثنين.

" أما عضو حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، طارق جوهر، فاقتصر في حديث لقناة "الحرة" الأميركية، على القول إنّ "التظاهرات خرجت للمطالبة بصرف الرواتب، في ظل تفشي الفساد في الإقليم وعدم وجود سياسة صحيحة لبناء اقتصاد قوي".

وأضاف أنّه "كما يحق للإقليم الاستقلال عن حكومة بغداد عملاً بالنظام الفدرالي، يحق للمحافظات المطالبة بالاستقلال إدارياً والتمتع بصلاحيات أوسع".

من جهته، قال المحلل السياسي، محسن الأديب، في حديث صحفي، إنّ "وضع الإنسان الكوردي والموظف صعب للغاية، فهل من المعقول أن يتلقى الموظف راتب سنة خلال خمس سنوات؟"، مضيفاً "هل يتحمل أي موظف في العالم أنّ يأخذ أربع رواتب خلال 12 شهراً".

وشدد على أنّ "الوضع المعيشي سيء، ومن الطبيعي أن يقوم المتظاهرون بحرق مقار الأحزاب السياسية والدوائر الحكومية، لاسيما في ظل غياب الديمقراطية وتداول السلطة في الإقليم".

ولفت الأديب إلى أنّ الاحزاب المكونة للحكومة لا تمثل نصف عدد المشاركين في انتخابات عام 2018، التي لم تكن نزيهة أساساً"، معتبراً أنّ "حل الازمة الحالية يكون بالانفصال عن أنقرة، والتقرب وتعزيز العلاقة مع بغداد، مركز الحكومة الاتحادية".