غداة إفراج طهران عن الباحثة الأسترالية البريطانية كايلي مور-غيلبرت التي كان حكم عليها بالسجن عشرة أعوام لإدانتها بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، أعلنت تايلاند، الخميس، أنها قامت بإعادة ثلاثة إيرانيين كانوا موقوفين لديها لضلوعهم في تفجيرات فاشلة ضد دبلوماسيين إسرائيليين.
وكشفت تايلاند أنها أعادت ثلاثة إيرانيين كانوا محتجزين لديها بسبب تفجيرات فاشلة استهدفت دبلوماسيين إسرائيليين في بانكوك العام 2012. وقالت إدارة السجون التايلاندية، إن صداقت زاده ومرادي أفرج عنهما الأربعاء، بينما صدر عفو ملكي عن الثالث محمد خزاعي في آب/أغسطس الماضي.
وكان الإيرانيون الثلاثة مسجونين في تايلاند منذ محاولة فاشلة لاغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في 2012.
وأوضحت دائرة السجون التايلاندية أن صداقت زاده ومرادي نُقلا كسجينين إلى إيران بينما حصل خزاعي على عفو ملكي.
بينما أثارت الصور الأولى التي نشرت مساء الأربعاء وظهرت فيها أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة ملبورن الأسترالية، فرح عائلتها التي عملت منذ فترة طويلة من أجل التوصل إلى إطلاق سراحها.
ونشرت وكالة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB)، لقطات تظهر لور غيلبرت في مطار طهران إلى جانب السفيرة الأسترالية لدى إيران ليندال ساش.
كما أظهرت لقطات أخرى ثلاثة رجال أحدهم على كرسي متحرك، مع مراسم تكريم من قبل مسؤولين إيرانيين بينهم نائب وزير الخارجية عباس عراقجي.
وفقد مرادي ساقيه في الانفجار الفاشل الذي استهدف هؤلاء الدبلوماسيين.
يذكر أنه في رسائل سرّبت من السجن ونشرتها وسائل إعلام بريطانية في كانون الثاني/يناير، كتبت مور-غيلبرت أنها أمضت عشرة أشهر في الحبس الانفرادي، ما أدى إلى تراجع كبير في صحتها.
وفي رسالة بالفارسية إلى السلطات الإيرانية، أكدت مور-غيلبرت أنها رفضت "رسميا وبشكل قاطع" عرضا "للعمل لحساب جهاز استخبارات الحرس الثوري"، حسب صحيفتي "ذي غارديان" و"تايمز" البريطانيتين.
وتابعت "لن يتم إقناعي بتغيير رأيي في أي حال من الأحوال"، مؤكدة "لست جاسوسة ولم أكن جاسوسة في يوم من الأيام".
كما شكت مور-غيلبرت في الرسائل التي كتبت بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2019، من حرمانها من الزيارات في السجن أو إجراء اتصالات هاتفية، مشيرة إلى معاناتها من مشاكل صحية.
وحملت الرسائل توقيع "سجينة سياسية بريئة"، وأعربت فيها عن شعورها بأنها "متروكة ومنسية".
إلى ذلك، طلبت الباحثة في تلك الرسائل، نقلها إلى القسم العام للنساء في سجن إيوين في طهران، بعدما أمضت أشهرا في الحبس الإفرادي، فيما قالت إنها زنزانة صغيرة المساحة ومضاءة بشكل متواصل.
وتم لاحقا نقلها إلى القسم الذي تواجدت فيه أيضا الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فاريبا عادلخاه، والإيرانية البريطانية نازنين زاغري-راتكليف.
يشار إلى أنه لطالما اتهمت طهران باتباع "دبلوماسية الرهائن"، في إشارة إلى اعتقال مواطنين مزدوجي الجنسية، بغية تحصيل مكاسب من دولهم الثانية التي يحملون جنسيتها.
وبعد أكثر من 800 يوم في السجن، وصفت هذه المتخصصة في شؤون الشرق، الأوسط الخميس، اعتقالها "بالمحنة الطويلة والصدمة"، مضيفة أن الدعم الذي تلقته أثناء الاحتجاز "كان أكثر ما يهمها".
واعتقلت الباحثة البالغة من العمر 33 عاما، في 2018 من قبل الحرس الثوري بعد حضورها مؤتمرا في مدينة قم في وسط إيران، وقد وجهت إليها تهمة التجسس وحكم عليها بالسجن عشر سنوات.