Skip to main content

الميليشيات تستعجل مساءلة الكاظمي

الكاظمي يخوض معارك على أكثر من جبهة
AvaToday caption
وصل التصعيد حدّ شتمه واهانته حين داس مسلحون من كتائب حزب الله العراقي صوره في الشارع واتهمه بالخيانة وباستهداف "فصائل المقاومة" في إشارة لميليشيات الحشد التي تشكلت بعد فتوى من المرجع الشيعي اية الله علي
posted onJuly 15, 2020
nocomment

تقدمت كتلة 'الفتح' البرلمانية العراقية التي يتزعمها هادي العامري والمقربة من إيران بطلب لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي لاستدعاء رئيس الوزراء للحضور في البرلمان لمناقشة ملفات لم تنجزها الحكومة وعلى رأسها "انتهاك الولايات المتحدة لسيادة العراق"، فيما يأتي الطلب بينما لم يمض على تولي الكاظمي مهامه أزيد بقليل عن شهرين وهي فترة ربما ليست بكافية لانجاز أي من الملفات التي تعهدت الحكومة بمعالجتها.

كما يأتي هذا الطلب في ذروة التوتر بين رئيس الوزراء وفصائل من الحشد الشعبي الموالية لإيران وأيضا قبل أول زيارة خارجية من المقرر أن يجريها الكاظمي لكل من واشنطن وعواصم أوروبية.

وطلب كتلة الفتح قد يكون مبررا في غير هذا السياق، إلا أن توقيته يشير إلى محاولات لتضييق الخناق على رئيس الوزراء الذي استهل مهامه بمواجهة الميليشيات الشيعية المسلحة التي تدين بالولاء لإيران، إلا أنها تعتبر تحركات الكاظمي استهدافا لها وخدمة للولايات المتحدة.

ونقلت وكالة 'شفق نيوز' العراقية عن النائب عن كتلة الفتح محمد البلداوي قوله "كتلة الفتح قدمت طلبا إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاستضافته في مجلس النواب للاستفسار ومناقشة عدة ملفات لم تنجزها حكومته"، مضيفا أن "الاستضافة ستتطرق إلى أبرز الملفات منها موقف الحكومة المتفرج إزاء انتهاك السيادة العراقية من  قبل القوات الأميركية والتركية وتوغلها في إقليم كوردستان".

وكان متوقعا على نطاق واسع أن تتحرك القوى السياسية الموالية لإيران لإرباك الكاظمي وكبح تحركاته والتشويش على جهوده حيث تعتقد غالبيتها أنه يعمل على الحدّ من النفوذ الإيراني.

وكان لافتا في الفترة الأخيرة أن ميليشيات إيران صعدت من خطابها ضدّ رئيس الوزراء واتهمته بالانحراف عن المهام التي يفترض انم يركز عليها وهي مقاومة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي ومعالجة الأزمة الاجتماعية.

ووصل التصعيد حدّ شتمه واهانته حين داس مسلحون من كتائب حزب الله العراقي صوره في الشارع واتهمه بالخيانة وباستهداف "فصائل المقاومة" في إشارة لميليشيات الحشد التي تشكلت بعد فتوى من المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وتم دمجها العام الماضي في القوات المسلحة لتحصينها من أي هجمات أميركية.  

وكان الكاظمي قد تعهد بإجراء إصلاحات والاستجابة لمطالب المتظاهرين بما يشمل تحسين الوضع المعيشي وتحقيق التنمية والتشغيل وتحسين الخدمات الصحية وحل أزمة الكهرباء،إلا أنه واجه منذ البداية صعوبات مع اجتياح فيروس كورونا للعراق ومع تراجع أسعار النفط وهو مورد أساسي لتغذية الموازنة فضلا عن توليه منصبة مثقلا بتركة من المشاكل عجزت الحكومات السابقة عن حلّها.

ومن المقرر أن يستكمل الكاظمي خلال زيارته لواشنطن النقاش مع المسؤولين الأميركيين حول جدولة الانسحاب من العراق وذلك ضمن الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي.

لكن الفصائل الشيعية ومن ورائها إيران تطالب برحيل القوات الأجنبية (القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن)، رافضة إعادة الانتشار أو تقليص عديدها.

وتعرضت قواعد عسكرية يتواجد فيها عسكريون أميركيون إلى عشرات الهجمات الصاروخية في الأشهر الماضية خلال فترة حكومة عادل عبدالمهدي السابقة وخلال تولي حكومة الكاظمي مهامها، من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا أو تدمير كبير، لكنها شكلت رسالة للولايات المتحدة.

وتتهم واشنطن الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات التي تصاعدت عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني والتي شكلت منعطفا حاسما في المواجهة المعلنة.