Skip to main content

الصين تعلن الأنتصار ولكن العالم تكافح

رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ لدى افتتاح جلسة الجمعية الوطنية الشعبية
AvaToday caption
أمام ثلاثة آلاف نائب يضعون الكمامات، أشار رئيس الوزراء إلى أنه لا تزال هناك "مهمة هائلة" يجب إنجازها في مواجهة تداعيات الفيروس على الاقتصاد الصيني الذي سجّل انكماشاً في الفصل الأول من العام، وهو أمر غير مسبوق.
posted onMay 22, 2020
nocomment

أعلنت الصين الجمعة انتصارها على فيروس كورونا المستجد الذي أثّر على اقتصادها بشكل كبير ويواصل تفشيه في العالم خصوصاً في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات عتبة العشرين ألفاً.

وإذا أصاب الوباء أكثر من خمسة ملايين شخص وأودى بحياة أكثر من 332 ألفا في العالم وفق الأعداد الرسمية المعلنة والتي تُعتبر أقلّ من الواقع بكثير، فقد تمكنت الصين حيث ظهر الفيروس في أواخر العام 2019، من احتوائه على أراضيها.

وتتهمها الولايات المتحدة بأنها تأخرت في التصدي للوباء ويقول ترامب إن الصين مسؤولة عن "عدد الوفيات الهائل في العالم".

وأعلن رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ لدى افتتاح جلسة الجمعية الوطنية الشعبية السنوية، "حققنا نجاحا استراتيجيا كبيرا في معالجتنا لأزمة كوفيد-19".

وللمرة الأولى في تاريخها المعاصر، تخلّت بكين عن تحديد أهداف النمو الاقتصادي للعام الحالي، لعدم تمكنها من تحديد تأثير تفشي الوباء.

وأمام ثلاثة آلاف نائب يضعون الكمامات، أشار رئيس الوزراء إلى أنه لا تزال هناك "مهمة هائلة" يجب إنجازها في مواجهة تداعيات الفيروس على الاقتصاد الصيني الذي سجّل انكماشاً في الفصل الأول من العام، وهو أمر غير مسبوق.

وتواصل أوروبا حيث حصد الوباء أرواح أكثر من 171 ألف شخص، تقدّمها على طريق تطبيع الوضع ببطء، لكن عبر تكثيف تدابير الوقاية.

في المملكة المتحدة التي تأثرت بالوباء كثيراً كما يعكس التراجع القياسي لمبيعات التجزئة بأكثر من 18% في نيسان/أبريل، أعلنت السلطات أنها ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على المسافرين القادمين من الخارج.

وهناك استثناءات نادرة لسائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود دائماً والعاملين في القطاع الطبي والإيرلنديين، لكن ليس للأشخاص القادمين من فرنسا، كما ألمحت لندن وباريس مؤخراً.

في فرنسا، التي تواجه انتقادات بسبب إجرائها الدورة الأولى من الانتخابات البلدية في 15 آذار/مارس رغم تفشي الوباء، أعلنت الحكومة أن الدورة الثانية ستُجرى في 28 حزيران/يونيو وأنه سيكون على الناخبين وضع أقنعة واقية.

وأوضح رئيس الوزراء إدوار فيليب أن "بعد مقارنة الإيجابيات والسلبيات، نعتقد أن الحياة الديموقراطية يجب أن تستعيد حقوقها".

وتؤجج تمضية عطلة نهاية الأسبوع على الشواطئ أو في الحدائق، المخاوف من موجة إصابات ثانية في البلاد.

وقال وزير الصحة أوليفييه فيران "الطقس جميل في الخارج، نعرف أن الوضع معقد والرغبة (بالخروج) قوية بعد أسابيع من العزل".

وأعلنت اليونان من جهتها، تمديد عزل مخيمات المهاجرين المكتظة حتى السابع من حزيران/يونيو.

وسُجّل عدد قليل جداً من الإصابات في صفوف طالبي اللجوء حتى اليوم. ودعت المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أثينا إلى "عدم المساس" بحقوقهم.

وبأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنكّس الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء من حيث عدد الوفيات بكوفيد-19، الأعلام فوق المباني الفيدرالية من الجمعة إلى الأحد تكريما لذكرى ضحايا الفيروس.

واقتربت حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة من 95 ألفاً بينما ما زالت الأرقام اليومية مرتفعة - 1255 وفاة خلال 24 ساعة حسب أرقام نشرتها الخميس جامعة جونز هوبكنز.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إنه سيكون من الضروري على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ آذار/مارس الماضي.

من جهتها، أعلنت روسيا الجمعة عن عدد وفيات قياسي خلال يوم واحد بلغ 150 لكن الوباء لا يزال مستقراً على أراضيها لجهة الإصابات الجديدة. وأعلنت السلطات أنها تترقب ارتفاعا لعدد الوفيات جراء كوفيد-19 في أيار/مايو.

لكن هذه ليست الحال في أميركا اللاتينية حيث يواصل الوباء تفشيه مع توقع عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.

بحسب الأرقام الرسمية، تضاعف عدد الوفيات في البرازيل، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في المنطقة حيث لا يزال يتسارع تفشي الوباء، خلال 11 يوماً فقط ليتجاوز العشرين ألفاً الخميس.

وفي مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.

وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية.

لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعا بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.

ويودي كوفيد-19 بعدد أكبر من الشباب في البرازيل التي تعدّ 210 ملايين نسمة، مقارنة بالدول الأخرى: وبحسب الإحصائيات الرسمية، تبلغ أعمار 69 في المئة من ضحايا الوباء في البرازيل 60 عاما أو أكثر، مقارنة بـ95 بالمئة في إسبانيا وإيطاليا.

ويشير عالم الأوبئة في جامعة برازيليا ماورو سانشيز في حديث لوكالة فرانس برس إلى أنه "بما أن لدى البرازيل تركيبة سكانية أكثر شبابا، فمن الطبيعي أن يكون عدد الإصابات أكبر في أوساط من هم دون الستين. لكن يعود الأمر كذلك إلى أن الشباب أقل التزاما بإجراءات العزل المنزلي".

في البيرو المجاورة، باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن الخميس مكتب "المدافع عن الشعب" المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.

روى الممرض في مستشفى "إيبوليتو اونانوي" في ليما ميغيل أرماس لفرانس برس أن الوضع "يشبه فيلم رعب، داخل المستشفى يشبه مقبرة للجثث، المرضى يموتون على الكراسي وعلى الكراسي المتحركة".

ورسم تقرير للجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي ومنظمة العمل الدولية صورة قاتمة جدا لعواقب الأزمة الصحية في القارة.

وقال التقرير الذي نشر الخميس في سانتياغو إن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع 11,5 مليون شخص بسبب الوباء في أميركا اللاتينية. وسيبلغ الانكماش في اقتصاد المنطقة هذه السنة 5,3 بالمئة وهو الأسوأ منذ 1930.

وفي تشيلي حيث ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 بالمئة في الساعات الـ24 الأخيرة، تحدى بعض السكان العزل في الأيام الأخيرة للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع في الأحياء الأكثر فقرا.