أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء اليوم الخميس أنّ سفينة عسكرية أميركية كانت تبحر في مضيق هرمز الخميس أسقطت طائرة إيرانية مسيّرة بعدما اقتربت منها لمسافة خطرة.
وقال ترامب إنّ الطائرة الإيرانية المسيّرة اقتربت من السفينة "يو أس أس بوكسر" أقلّ من ألف ياردة، مما دفع بالسفينة الحربية إلى القيام "بعمل دفاعي" أسفر عن تدمير الطائرة المسيّرة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الخميس إن السفينة الحربية الأميركية بوكسر اتخذت إجراء دفاعيا ضد طائرة مسيرة بعدما اقتربت "إلى مدى يشكل تهديدا" في مضيق هرمز.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان في بيان "اقتربت طائرة مسيرة من السفينة بوكسر ووصلت إلى مدى يشكل تهديدا"، لكن البيان لم يذكر جنسية الطائرة.
وأضاف هوفمان أن الحادث وقع نحو الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي مع عبور السفينة بوكسر مضيق هرمز، موضحا "اتخذت السفينة بوكسر إجراء دفاعيا ضد الطائرة المسيرة لضمان أمن وسلامة السفينة وطاقمها".
وتتحسب الولايات المتحدة بالفعل لأي طارئ في بحر العرب في ظل تفاقم التوتر مع إيران وعلى ضوء اعتداءات إرهابية وتخريبية طالت في الفترة القليلة الماضية ناقلات نفط في الممر المائي الحيوي لإمدادات الخام العالمية.
وضمن الاستعدادات لمواجهة أو صد هجوم إيراني محتمل تنطلق مقاتلة أميركية من طراز هاريير من السفينة الهجومية البرمائية الأميركية بوكسر في بحر العرب في الوقت الذي تمر فيه ناقلة نفط على مبعدة ميل بحري.
وهذه الدورية عادية إلا أن الموقف ليس عاديا في ضوء التوتر المتنامي بين الولايات المتحدة وإيران. وعقب اختفاء أزيز الطائرة هبطت طائرتا هليكوبتر حربيتان وطائرتان من طراز أوسبري لا تخطئهما العين بمراوحهما القلابة على سطح السفينة.
ويقول الكولونيل فريدريك فريدريكسون قائد الوحدة الحادية عشرة الخاصة من مشاة البحرية "نريد التأكد من طمأنة الحلفاء في المنطقة وضمان حرية الملاحة وحرية تدفق التجارة".
وكانت هجمات على ناقلات قرب مضيق هرمز اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنها قد أربكت مسارات الملاحة الحيوية التي تربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بالأسواق في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.
وتنفي طهران تورطها في الهجمات غير أنها هددت بالرد على العقوبات الأميركية التي أعقبت قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي وافقت إيران بمقتضاه على تقييد نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات.
وعمدت واشنطن إلى تعزيز وجودها العسكري وبدأت تطلب من الحلفاء المساعدة في حماية الممرات الإستراتيجية بين إيران واليمن. ويقول الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين إن دول الخليج العربية كثّفت دورياتها.
وقال الكابتن جيسون بيرنز قائد السفينة بوكسر وهي السفينة الرئيسية في المجموعة البرمائية، إن السفينة أبحرت من سان دييغو في مايو/أيار في مهمة في الشرق الأوسط تم التخطيط لها قبل عام تتعلق "بشراكاتنا العادية مع حلفائنا في المنطقة".
وتضم المجموعة السفينة جون بي. مورتا والسفينة هاربرز فري والوحدة الحادية عشرة الخاصة من مشاة البحرية التي تضم حوالي 4500 من البحارة ومشاة البحرية.
وعلى ظهر السفينة بوكسر يقف ضباط في دهليز للمراقبة أصبح يعرف باسم صف الجوارح مستخدمين نظارات مكبرة يراقبون مركبا تقليديا من مراكب الدو العربية وهو يمر بالقرب منها وينقلون تحركاته.
وفي حظيرة الطائرات في الطابق الأسفل يختبر مشاة البحرية مدافع رشاشة. وتقف ثلاث حوامات على كل منها ثلاث عربات مدرعة خفيفة على أهبة الاستعداد وتصطف خلفها شاحنات وعربات همفي ومعدات أخرى.
ويقول البريغادير جنرال ماثيو ترولينجر قائد قوة البحرية البرمائية الحادية والخمسين التابعة للأسطول الخامس إن التدريب اليومي يغطي الأدوار الرئيسية في السفينة "سواء الطيران أو القتال البري أو الدعم القتالي".
ويصر بيرنز على أن هذا الانتشار لا يتجاوز المعتاد، قائلا "نحن نؤدي عملياتنا العادية ونوفر الاستقرار للمنطقة مثلما تفعل البحرية منذ الحرب العالمية الثانية".