ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم السبت أن وزير النفط وافق على إحياء مشروع مد خط أنابيب لضخ الغاز الإيراني إلى سلطة عمان بعد توقف دام نحو عقدين وذلك قبل يومين من زيارة مرتقبة للرئيس إبراهيم رئيسي الى مسقط وفي ظل استمرار العقوبات الاميركية على قطاع النفط والغاز الايراني مع عدم التوصل بعد الى اتفاق نهائي بشان الملف النووي.
كما يأتي القرار في خضم أزمة طاقة يشهدها العالم بسبب الاجتياح الروسي لاوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي حيث تتصاعد العقوبات الدولية تجاه قطاع الغاز والنفط الروسي.
ويزور رئيسي مسقط الإثنين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، في ثاني محطة عربية له منذ توليه مهامه.
كما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" السبت أن رئيسي سيزور مسقط "على رأس وفد رفيع المستوى لتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية".
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني السلطان هيثم، على أن يوقع الجانبان اتفاقات تعاون، وفق "إرنا".
وستكون هذه الزيارة الثانية لرئيسي الى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في آب/أغسطس 2021، بعدما زار قطر في شباط/فبراير حيث التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد وشارك في مؤتمر للدول المصدّرة للغاز.
ويؤكد رئيسي أن تعزيز العلاقات مع دول الجوار يشكّل أولوية في سياسة حكومته الخارجية.
وكانت الرئاسة الإيرانية أكدت في شباط/فبراير تلقي رئيسي دعوة من السلطان هيثم لزيارة عمان، وذلك على هامش استقباله في طهران وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وسبق لسلطنة عمان أن أدت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني الى مسقط في وقت تبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة الى إحياء هذا الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018.
وسعيا لإعادة تفعيل هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في نيسان/أبريل 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وعلّقت المباحثات رسميا في آذار/مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن جمد طهران في 12 أيار/مايو الحالي، حيث أكد أن الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن، تعمل على دفع المباحثات المتعثّرة قدما.
وخلال زيارة الى ألمانيا الجمعة، أكد الشيخ تميم أن قطر متفائلة بامكان ابرام تفاهم بهذا الشأن.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الأمير شدد على "أهمية التعاون بين كل من إيران وأوروبا والولايات المتحدة"، معربا عن "تفاؤل دولة قطر بالحوار بين هذه الأطراف".
كذلك أبدى الشيخ حمد "استعداد دولة قطر للوساطة بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة في حال طُلب منها ذلك"، وفق ما أوردت الوكالة.