بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

تركيا تتحرك ضد مشروع "بنات كوباني"

بنات كوباني
AvaToday caption
تقول هيلاري كلينتون عن سبب اختيارها مع ابنتها لهذه القصة: "تحكي قصة بنات كوباني، عن نساء استثنائيات شجاعات تحدين الصعاب وناضلن من أجل العدالة والمساواة بطريقة ألهمن فيها النساء ليس في تلك المنطقة فحسب بل في جميع أنحاء العالم"
posted onFebruary 20, 2021
noبۆچوون

ترى تركيا في جميع القوى العسكرية الكوردية السورية (وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد") على أنها فرع لحزب العمال الكوردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً منذ 40 عاماً، ضدّ الحكومة التركية من أجل الحصول على حقوق الكورد في تركيا.

وقد نجح حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية المتطرف، في تعزيز هذه الفكرة لدى غالبية المواطنين الأتراك، باستثناء الأقلية الكوردية، وذلك عبر السيطرة شبه التامة على كافة وسائل الإعلام في البلاد.

لذا لم يكن مُستبعداً وجود امتعاض تركي على الصعيدين الرسمي (الحكومة والمعارضة) والشعبي، ضدّ مشروع تحويل كتاب "بنات كوباني" للكاتبة والصحفية الأميركية غايل ليمّون إلى مسلسل تلفزيوني، والذي حصلت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، وابنتها تشيلسي، على حقوقه الحصرية.

وطالب قوميون أتراك حكومتهم بالتحرّك بقوة لمنع ذلك "يجب على تركيا تحريك اللوبي التركي بشكل أقوى للحيلولة دون تحقيق هكذا خطوة".

كما علّق فاتح أربكان - وهو نجل نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب "الرفاه الجديد" التركي - ممتعضاً في كلمة مصورة نشرها على صفحته في تويتر "انظروا، هذه هي طريقة تفكير شركائنا وحلفائنا الأمريكان، إنهم يخططون لإنتاج مسلسل عن مقاتلات في صفوف حزب العمال الكوردستاني، المصنف لديهم كحزب إرهابي، ومن قبل أعلى الجهات والشخصيات في أمريكا". وأضاف: "هذا دليل على أن الولايات المتحدة لا تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً".

ووفقاً لشبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإنّ الكتاب الصادر قبل أيّام، يُسلّط الضوء على حياة المقاتلات الكورديات وسرّ إرادتهن القوية التي كانت وراء تأسيس وحدات عسكرية خاصة بالمرأة في عام 2012، تحت اسم "وحدات حماية المرأة"، التي لعبت دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى.

وتنضوي "وحدات حماية المرأة" الكوردية و"وحدات حماية الشعب" تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تضم المقاتلين من جميع الخلفيات الدينية والقومية من عرب كورداً وسريان وغيرهم من أبناء المنطقة.

وتسعى هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، من خلال شركتهما "هيدن لايت برودكشن" إلى التركيز على قضايا المرأة بالدرجة الأولى بهدف تمكين النساء حول العالم حسب قولها.

ورغبة في إطلاق مشروعها بقوة، وقع اختيار كلينتون على تجربة المقاتلات الكورديات التي كانت بلادها تدعمهن بقوة في عام 2015 عندما كانت هي في منصب وزيرة خارجية بلادها.

وقالت كلينتون إنها اختارت تجربة هؤلاء النساء " لأنها قصة شاملة تحكي عن تمردهن ضد الواقع غير المنصف لهن، وحاربن جنباً إلى جنب مع الرجال على جميع الجبهات للدفاع عن أرضهن ضد الجماعات المتشددة أمثال جبهة النصرة وتنظيم الدولة، من أجل حرية المرأة والمساواة والعدالة" التي تعدها تلك الوحدات، الهدف الرئيسي لوجودها.

وبنات كوباني، لا يعني أن المقاتلات جميعهن ينحدرن من هذه المدينة، بل لأن الحرب في كوباني، كانت الأشرس على الإطلاق في تلك الفترة، حيث توجهت إلى هناك المقاتلات الكورديات ليس فقط من مدينة عفرين ومناطق الجزيرة في شمال شرق سوريا، بل انضمت إليهن النساء الكورد من العراق وإيران وتركيا وأوروبا، وانضمت لاحقاً إليهن شابات من جنسيات أوروبية أيضاً.

وبرزت صورة المقاتلات بصورة استثنائية بين عامي 2014 و 2016، أثناء تغطية معظم القنوات والمحطات التلفزيونية العالمية للحرب الضارية التي جرت في كوباني ولاحقاً المناطق المحيطة بها، والتي ظهرت فيها النساء بقوة في خطوط المواجهة الأمامية وهنّ يتصدين للهجوم الضاري على المدينة.

وزارت الكاتبة غايل ليمون، مرات عديدة شمال سوريا؛ مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حالياً، وعاشت معهن وأجرت العديد من المقابلات مع كثيرات منهن حتى باتت ملمة بأدق تفاصيل حياتهن وتفكيرهن وسر قوتهن.

وتقول ليمون: "بنات كوباني، هي نتاج مئات الساعات من المقابلات التي أجريتها مع المقاتلات ومع الشخصيات الخبيرة بتلك الوحدات التي درست نمط حياتهن بعمق عدا عن دراسات أخرى ذات صلة".

تقول هيلاري كلينتون عن سبب اختيارها مع ابنتها لهذه القصة: "تحكي قصة بنات كوباني، عن نساء استثنائيات شجاعات تحدين الصعاب وناضلن من أجل العدالة والمساواة بطريقة ألهمن فيها النساء ليس في تلك المنطقة فحسب بل في جميع أنحاء العالم".

وتتراوح أعمار المقاتلات بين 18 و40 عاماً، وتضم الوحدات نساء من خلفيات دينية واجتماعية وقومية متنوعة.

وتقول المؤلفة: "بصراحة، أشعر بالغيرة منهن نوعاً ما، ليس للرجال مشكلة معهن أو مع أدوارهن على الإطلاق، إنه أمر غريب حقاً".