بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

ظريف يزور بغداد للتأثير على الكاظمي

جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني
AvaToday caption
لم يكن ممكنا للكاظمي التفكير في زيارة السعودية دون زيارة إيران أو بالعكس، بينما تبدو الولايات المتحدة مثل حجر الزاوية في السياسة العراقية الخارجية، لذلك ربطت بغداد بين هذه الزيارات عبر وضعها جميعا في سلة أيام متقاربة
posted onJuly 18, 2020
noبۆچوون

تعمل إيران على جذب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى صفها في ضوء ما أبداه من خطوات تظهر عزمه على الحد من نفوذ الميليشيات الحليفة لها في العراق، فضلا عن سعيه لبناء علاقات متوازنة مع إيران والسعودية والولايات المتحدة، وهي المحطات الثلاث التي ينتظر أن تكون ضمن جولته الخارجية الأولى المرجحة الأسبوع القادم.

وفي مسعى لاستقطاب ناعم  لحكومة الكاظمي، قررت إيران إرسال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى بغداد، قبيل توجه الكاظمي نحو طهران والرياض وواشنطن.

وقالت مصادر سياسية في بغداد إن زيارة ظريف ترتبط بالاتفاق على موعد زيارة الكاظمي إلى إيران، إذ تريد طهران إتمامها قبل زيارته إلى السعودية.

ولم تعلن بغداد رسميا حتى الآن عن نية الكاظمي إجراء أي زيارات رسمية إلى الخارج، ولم تتوفر أي معلومات عن توقيتات هذه الزيارات وسط ترجيحات قوية بأن المسؤول العراقي سيبدأ جولته الخارجية من الرياض أوّلا.

وتراجعت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” المقربة من الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي، عن خبر بثته في وقت سابق، عندما أكدت أن الكاظمي سيزور إيران قبل السعودية.

وتعول إيران بشدة على الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي إلى طهران الأسبوع المقبل لتعزيز أفضليتها في الملف الاقتصادي ضمن سياق العلاقة غير المتكافئة بين البلدين، في لحظة استقطاب دولي شديدة التعقيد.

ويتعين على الكاظمي أن يزور عاصمتين تقفان على طرفي نقيض، هما الرياض وطهران، خلال أسبوع واحد، قبل التوجه نحو الولايات المتحدة، فيما يقول مراقبون إن رئيس الوزراء العراقي يجب أن يتقمص دور السياسي الماهر كي يجني فائدة من هذه الزيارات معا.

ويكشف جدول أول جولة خارجية للكاظمي عن مستوى الاستقطاب الدولي الكبير خلال هذه المرحلة، كما يسلط الضوء على التصورات العراقية الحالية عن أهم عواصم المنطقة والعالم بالنسبة إلى بغداد.

ولم يكن ممكنا للكاظمي التفكير في زيارة السعودية دون زيارة إيران أو بالعكس، بينما تبدو الولايات المتحدة مثل حجر الزاوية في السياسة العراقية الخارجية، لذلك ربطت بغداد بين هذه الزيارات عبر وضعها جميعا في سلة أيام متقاربة.

لكن إيران تبدو متحمسة أكثر من السعودية والولايات المتحدة، وربما أكثر من العراق، لزيارة الكاظمي.

وكشف سلوك إيران الدبلوماسي عن حجم المصاعب التي تعانيها على مستوى السياسة الخارجية مؤخرا، وهي تلاحظ أن رئيس الوزراء العراقي الجديد ينظر غربا، بعدما اعتاد معظم أسلافه الاهتمام بالجارة الشرقية إلى حد الإفراط كما حصل مع نوري المالكي على سبيل المثال، أو إلى حد الاستسلام كما حدث مع عادل عبدالمهدي.

وبدا الدبلوماسي الإيراني أمير موسوي سعيدا وهو يتحدث عن زيارة الكاظمي إلى إيران الأسبوع المقبل، مؤكدا أنها تمثل “تطورا مهما في العلاقات الثنائية” بين البلدين، كاشفا عن أن “التعاون الاقتصادي والأمني من بين الأولويات” ضمن جدول زيارة الكاظمي إلى إيران.

ويعتقد مراقبون أن إيران لم يعد لديها ما تقدمه للحكومة العراقية، بعدما قررت النظر إلى هذا البلد من زاوية مجموعة ميليشيات مسلحة، يريد قادتها ترسيخ مفهوم اللادولة.

وتقر إيران بحقيقة تراجع مستوى التبادل التجاري مع العراق إلى حدوده الدنيا مؤخرا، بسبب ظروف جائحة كورونا، لذلك تخشى أن يجد العراق بدلاء معوضين لها في المنطقة، ما يضر بحجم تأثيرها السياسي الكبير في هذا البلد.

ويقول ساسة عراقيون إنهم يسمعون من نظرائهم الإيرانيين مؤخرا حديثا يشير إلى أن “عراقا قويا موحدا يقوده الكاظمي أفضل لإيران من عراق منقسم على نفسه ومشتت”.

وليس واضحا ما إذا كانت هذه النبرة تعكس شعور القيادة الإيرانية المتشددة التي تتحكّم في قرارات طهران، أم هي مجرد أصوات إصلاحية تعلو بين الحين والآخر، دون أن يكون لها أدنى تأثير.

وتعليقا على الجولة الخارجية المرتقبة للكاظمي بين السعودية وإيران والولايات المتحدة، يقول سفير طهران السابق لدى بغداد حسن دانائي فر، إن “الكاظمي يعمل على إيجاد التوازن في العلاقات مع إيران بحكم الجوار، كما أن إيران ترغب في تعزيز علاقاتها مع العراق في مختلف المجالات وتعمل على تنويعها ونأمل أن تستمر العلاقات القوية بينهما لتصل إلى ما يتطلع إليه البلدان”.

وبعيدا عن لغتها الدبلوماسية الناعمة، لا يبدو أن إيران تنوي تخفيف الضغط على الكاظمي في ملف علاقات العراق بالولايات المتحدة عسكريا.

ويؤكد ذلك، الإعلان الحديث الذي أصدرته ميليشيا النجباء العراقية التابعة للحرس الإيراني، عن “قرار موحد لدى قوى المقاومة (الميليشيات التابعة لإيران) بمواجهة القوات الأميركية” في العراق.

وقال نصر الشمري، نائب زعيم ميليشيا النجباء أكرم الكعبي، إن “القوات الأميركية في العراق هي قوات احتلال واستهدافها من قبل المقاومة سيتصاعد يوما بعد يوم”. مؤكدا أن “المقاومة تبتكر الأساليب المناسبة” لإجبار القوات الأميركية على مغادرة العراق، في إشارة إلى سلسلة هجمات طالت السفارة الأميركية ومعسكرات عراقية تستضيف قوات أميركية في البلاد مؤخرا.

وتابع أن “عمليات المقاومة تتسم بالسرية وهناك قرار موحد لدى قوى المقاومة بمواجهة القوات الأميركية”.

ويرى الشمري أن حكومة الكاظمي “لا يمكن لها ولا لأي جهة منع المقاومة من استهداف الأميركيين”، محذرا من أن “الأميركيين يريدون وضع قواتهم في مناطق يتوهمون أن المقاومة لن تستهدفهم فيها”، في إشارة إلى الخيار المتاح أمام الولايات المتحدة لنقل قواتها العسكرية إلى مناطق كردية وسنية داخل العراق.

وجاءت تصريحات الشمري في سياق التعليق على الحوار المستمر بين العراق والولايات المتحدة لتعزيز علاقات البلدين.

وتعزز تصريحات الشمري التصور السائد في أوساط المراقبين عن أن إيران تعبر عن سياستها تجاه العراق من خلال ميليشيات ترى نفسها فوق الدولة والحكومة والقانون، ما يفرغ كل محاولات التواصل بين البلدين عبر القنوات الرسمية من مضمونها، بما في ذلك زيارة الكاظمي إلى طهران.