كشفت السبت تقارير رسمية في إيران أن الممرضين يعملون منذ أشهر وسط تأخير متكرر في دفع رواتبهم وفي ظل نقص واضح في المعدات الطبية، فيما يستمرون في مباشرة عملهم على وقع الضغوط الملقاة عليهم بسبب الارتفاع السريع للمصابين بفيروس كورونا.
وتحدث موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' عن صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الممرضين والممرضات يحملون لافتات احتجاجا على التأخير في دفع رواتبهم، رافعين شعارات كتب عليها "لم نتقاض رواتبنا منذ 7 أشهر وسنهزم كورونا".
وأشارت مشاهد وفيديوهات تم نشرها من قبل ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن عددًا من الأطباء والكوادر الطبية في مستشفى 'سيد الشهداء' في منطقة كلوبندك، أضربوا عن العمل احتجاجًا على نقص الكمامات ومستلزمات السلامة وقاموا بترك مقر عملهم.
وفي هذا الإطار أفاد الموقع بأن عدد ضحايا الفيروس من الكوادر الطبية بين أطباء وممرضين بلغ 8 بالمستشفيات الإيرانية.
والسبت أفادت السلطات الإيرانية أن عدد وفيات الفيروس ارتفع إلى 145. كما أعلنت عن اكتشاف أكثر من 1000 حالة إصابة جديدة خلال يوم واحد ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 5800، فيما تؤكد مصادر متنوعة في إيران أن السلطات تتكتم عن الإحصاءات الحقيقية، مشيرة إلى أن عدد الضحايا تجاوز الـ600 شخص.
وتشهد إيران أزمة اقتصادية حادة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 وإعادة فرض عقوبات على طهران، ما سبب في تدهور القطاعات الحيوية، حيث كشف فيروس كورونا عدم قدرة القطاع الصحي على مقاومة الوباء الذي ينتشر يوميا بوتيرة أسرع بين الإيرانيين.
وكان عضو لجنة مكافحة الفيروس المستجد مسعود مرداني، قد رجح إصابة ما بين 30 إلى 40 بالمئة من سكان العاصمة طهران قبل الـ20 من مارس/آذار الجاري.
وفي سياق الأوضاع المزرية التي يعيشها قطاع الصحة في إيران، نقل 'إيران إنترناشيونال عربي' عن مفوض وزير الصحة الإيراني في محافظة كيلان (شمال) مهدي شادنوش قوله، إن "أوضاع المستشفيات مؤلمة"، داعيًا مؤسسات الإغاثة والجمعيات الخيرية إلى المساعدة في توفير احتياجات الفقراء لمواجهة كورونا.
كما أطلق مركز مكافحة أزمة كورونا في جامعة مشهد للعلوم الطبية حملة لجمع التبرعات النقدية والمساعدات من الشعب، لحماية المتدربين ومساعدي الأطباء في المستشفيات المتخصصة في محافظة خراسان الرضوية.
وتواجه المستشفيات في كل من مدن طهران وكرمان ونيسابور، نقصًا ملحوظًا في المستلزمات الأساسية من أجل العناية بمصابي كورونا.
ويواصل فيروس 'كوفيد-19' انتشاره السريع في إيران، حيث لم يستثني الفيروس لا وزيرا ولا مسؤولا في إيران، مستهدفا كل طبقات المجتمع، إذا تشير عدة تقارير أن عدد المصابين فاق 18 ألفا على عكس تقارير السلطات الرسمية التي تزعم أن عددهم لا يتجاوز 5000.
وفي سياق متصل ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية السبت أن فاطمة رهبر النائبة بالبرلمان الإيراني توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا في مؤشر آخر على أن المرض ينتشر داخل مؤسسات الدولة.
وإيران أحد أكثر البلدان تضررا من الفيروس خارج الصين وسجلت حتى أمس الجمعة 4747 حالة إصابة.
وتوفيت النائبة المنتمية للتيار المحافظ من طهران الجمعة. ولم تذكر الوكالة إن كانت أضيفت للعدد الرسمي المعلن للوفيات نتيجة الفيروس والذي بلغ 124 حالة حتى الجمعة.
وفي الثاني من مارس/آذار أعلنت وكالة تسنيم وفاة محمد مير محمدي عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام بعد الإصابة بفيروس كورونا. كما أصيب مساعد وزير الصحة وعضو آخر بالبرلمان بالفيروس.
وأثار كورونا هلعا واسعا خصوصا في ظل إخفاء السلطات لحقيقة الإحصاءات، ما خلف استياء بين الإيرانيين وقلقا من خطورة الفيروس.
وارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ في العالم إلى 101988 بينهم 3491 حالة وفاة في 94 دولة ومنطقة، وفق ما أفادت مصادر رسمية السبت.
وسُجّلت 1146 إصابة و35 حالة وفاة جديدة منذ التعداد السابق الجمعة. وتعدّ الصين القارية (من دون هونغ كونغ وماكاو) حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في أواخر ديسمبر/كانون الأول أكثر البلدان تسجيلا لإحصاءات كورونا، حيث بلغ العدد 80651 إصابة بينها 3070 حالة وفاة.
وأعلنت السلطات الصينية السبت عن 99 إصابة جديدة و28 حالة وفاة إضافية بين الجمعة عند الساعة (17.00 ت غ) والسبت عند الساعة (09.00 ت غ).
في سائر دول العالم بلغت السبت الحصيلة 21337 إصابة (1047 إصابة جديدة)، حيث تعتبر كوريا الجنوبية (6767 إصابة بينها 483 جديدة-44 وفاة) وإيران (4747 إصابة-12 وفاة) وإيطاليا (4636 إصابة-197 وفاة) وألمانيا (684 إصابة بينها 150 جديدة، من دون أي وفاة)، من بين الدول الأكثر تأثراً بعد الصين.