قضت محكمة إيرانية بسجن عسكري أمريكي سابق 10 سنوات بدعوى إهانة المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك نشر صور خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد قرابة عام من احتجازه داخل سجن محلي سيئ السمعة في مدينة مشهد الواقعة شمال البلاد.
وذكرت إذاعة راديو فردا (ناطقة بالفارسية وتبث من التشيك)، الأحد، أن مصادر قضائية إيرانية أبلغت مارك زيد محامي أسرة مايكل آر وايت (46 عاما) بمعاقبة موكله بالسجن من قبل محكمة مشهد خلال جلستين عقدتا مطلع مارس/ آذار الجاري، بينما لم تؤكد جهات قضائية رسمية مدة الحكم الصادر بحقه حتى الآن.
وقبل أسبوع واحد، كشف مدعي عام مدينة مشهد غلام علي صادقي عن صدور حكم قضائي بالفعل ضد وايت الذي خدم سابقا في سلاح البحرية الأمريكية لنحو 13 عاما، دون أن يكشف تفاصيله بزعم عدم اطلاعه على فحواه في الوقت الذي أكد أنه يواجه أيضا اتهامات أمنية لم يفصح عن طبيعتها.
يشار إلى أن ملف قضية الأمريكي المعتقل لدى إيران منذ يوليو/ تموز الماضي ليس به ذكر لأية اتهامات سوى صورة فوتوغرافية خاصة له إلى جوار امرأة وصفت بأنها صديقته من قبل وسائل إعلام محلية.
واعتقل وايت فيما كان يستعد لمغادرة البلاد جوا بعد انقضاء رحلة لمقابلة صديقة إيرانية تعرف عليها عبر شبكة الإنترنت، وفق محاميه.
وأشار مارك زيد محامي أسرة وايت أن أفراد العائلة ومسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية يحاولون التوصل إلى أسباب واضحة لمعرفة خلفيات إصدار حكم قضائي ضده بالسجن 10 سنوات، خاصة أنه سافر بعد حصوله على تأشيرة دخول رسمية.
وذكرت والدة وايت مؤخرا أن نجلها تعرض للتعذيب بدنيا داخل محبسه في سجن "وكيل آباد" الذي يضم جناة خطرين في شمال إيران، في الوقت الذي تدهورت أوضاعه الصحية بسبب تاريخه المرضي السابق مع السرطان، حيث اتهمت السلطات الإيرانية بالضلوع في هذا الأمر.
واتهمت والدة أول أمريكي يعتقل في إيران منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة عام 2017، سلطات طهران بتعذيب نجلها داخل محبسه على خلفية اعتقاله خلال زيارة له إلى البلاد في الصيف الماضي.
يذكر أن حملة حقوقية مستقلة أعلنت دخول وايت إلى جانب معتقلين آخرين في إضراب عن الطعام منذ عدة أيام اعتراضا على غموض موقفهم قضائيا داخل محبسهم منذ عدة أشهر.
وذكرت حملة الدفاع عن السجناء السياسيين والمدنيين في إيران (تضم نشطاء ومعارضين في المهجر) عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، أن كلا من مايكل آر وايت (أمريكي الجنسية)، وفهد عبيد الشمري (كويتي الجنسية)، وإبراهيم منصور جمعة (بحريني الجنسية) دخلوا في إضراب كامل عن الطعام.
وأوضحت الحملة الحقوقية المستقلة أن السجناء الثلاثة طالبوا منظمات المجتمع الدولي بالتدخل بغية مساعدتهم في ظل مصاعب يتعرضون لها داخل زنزانة تضم جناة خطرين في سجن وكيل آباد الواقع بمدينة مشهد الإيرانية.
وتعرض وايت الابن لضرب مبرح عدة مرات داخل السجن، بينما لم يحصل على محام للدفاع عنه بسبب نفاد أمواله، فضلا عن مثوله أمام محكمة لمرتين لم يستطع خلالهما التعرف على الاتهامات الموجهة له بسبب عدم تحدثه باللغة الفارسية، وفقا لوالدته.
