Ana içeriğe atla

"طوفان الاقصى" يكشف الزيف الإيراني

الشريط الحديدي
AvaToday caption
"حزب الله" والحوثي وباقي الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، منذ سنوات، ترفع شعارات "تحرير القدس" و"إزالة إسرائيل" و"الموت لأميركا" في سياق معاركها داخل الدول العربية
posted onOctober 20, 2023
noyorum

تكاد لا تخلو كل خطابات قادة الميليشيات التابعة للمحور الإيراني من شعارات "تحرير القدس" و"إزالة إسرائيل" و"الموت لأميركا"، وكثير من العناوين والشعارات التي تعبر عن رفض هذه الميليشيات الوجود الإسرائيلي في المنطقة، ورغبتها في القضاء عليها في أول فرصة ممكنة.

وكانت لافتة تصريحات القادة الإيرانيين بأن زمن "زوال" دولة إسرائيل بات وشيكاً، وهو أمر يردده بشكل دائم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وزعيم ميليشيات "الحوثيين" عبدالملك الحوثي، إلا أن مراقبين كثيراً ما وضعوا تلك الخطابات في سياق استخدامها المعارك داخل الدول العربية لا سيما في لبنان وسوريا والعراق واليمن، بهدف تأمين الغطاء "الدعائي" الديني والسياسي لمعاركها في تلك الدول وبناء روايات بأنها تأتي في سياق "المعركة الكبرى مع إسرائيل وموعد الزحف نحو القدس".

ومنذ أشهر وخلال كل إطلالة كان يتحدث نصر الله عن وحدة الساحات والتنسيق بين فصائل "الممانعة" والاستعدادات لشن هجوم واسع على إسرائيل من مختلف الجبهات، إلا أنه ومع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، التي شنتها "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، لم يتزامن ذلك كما كان متوقعاً مع فتح جبهات عدة ولا سيما من لبنان وسوريا، إذ يرى بعض الخبراء العسكريين أنه لو حصل ذلك حينها لكان عامل "المباغتة" أعطى فرصة لن تتكرر في تنفيذ المخطط في اقتحام الأراضي الإسرائيلية بعشرات الكيلومترات.

وعلى رغم استهداف "حزب الله" مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ وقذائف بشكل شبه يومي، فإن مراقبين يصفونها بأنها خطط لـ"اشتباكات مدروسة"، وهي لا تتخطى قواعد الاشتباك المعمول بها بين الجانبين بشكل شبه رسمي منذ حرب يوليو (تموز) 2006، في حين يعطي مقربون من الحزب أبعاداً كبيرة لتلك الاشتباكات، إذ برأيهم تخفف الضغط العسكري عن غزة وتبقي القوات الإسرائيلية "منشغلة".

وعلى المقلب الآخر في غزة، وجهت انتقادات لاذعة لـ"حزب الله"، وعبر عدد من القيادات في "حماس" عن امتعاضهم من التدخل المحدود والرمزي للحزب وعدم فتح جبهة ثانية من جنوب لبنان، كذلك طاولت الانتقادات ميليشيات "الحوثي"، وسأل البعض عن الصواريخ التي كانت تطاول "مكة المكرمة" والرياض، في وقت بررت بعض القيادات الحوثية عدم تدخلها بمسألة البعد الجغرافي.

والى جانب صمت نصر الله لم يخرج رئيس النظام السوري بشار الأسد بأي تصريح علني سوى بإدانة عبر بيان، وذلك على رغم استمرار استهداف الغارات الإسرائيلية، إضافة إلى مواقع الجيش السوري والميليشيات الموالية لإيران، عدداً من المطارات المدنية في دمشق وحلب، في حين ارتفع صوت بعض الفصائل العراقية التي استعرضت عسكرياً قرب الحدود، مهددة بمهاجمة إسرائيل إذا سمح لها عبور الحدود.

ويرى المحلل العسكري العميد جورج الصغير أنه عندما وصلت لحظة الحقيقة هرب أطراف "وحدة الساحات"، وانصرفوا لتبرير الأسباب التي أدت إلى عدم انخراطهم في المعركة الكبرى التي تحدثوا عنها وبنوا منظومتهم العسكرية والأيديولوجية على أساس تحقيقها. ولفت إلى أن حاملات الطائرات الأميركية والتعزيزات العسكرية الغربية كان لها وقعها على ذهول "الممانعة" وانضباطها وعقلنة تحركاتها، إذ برأيه، كانت تعتقد إيران أنها تملك تفوقاً عسكرياً إقليمياً في المنطقة من خلال ميليشياتها، إلا أن الحضور العسكري الغربي كسر المعادلة لصالح التفوق الغربي، مما يعزز فرص السلام في المنطقة واستسلام "ثلث" الممانعة أو اضطرار الغرب حينها إلى توجيه ضربات قاسية للفصائل التابعة لإيران.

وكانت لافتة الانتقادات العنيفة الموجهة إلى محور "الممانعة" من قبل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبروا عن غضبهم مما اعتبروه "تخاذلاً" وترك "حماس" وحيدة في معركتها، وشن الناشط الفلسطيني منير الجعبري عبر منصة "إكس" هجوماً لاذعاً على "حزب الله"، معتبراً أن شعارات "المقاومة" التي كانت ترفعها إيران وميليشياتها في الدول العربية سقطت و"تخلت عن دعم فلسطين ومقدساتها".

من ناحيته وضع الخبير الاستراتيجي والمحلل في شؤون الشرق الأوسط سامي نادر ما يحدث على الجبهة الشمالية لإسرائيل في إطار "التسخين"، مشيراً إلى أن الحزب يتجنب حتى الآن الاستدراج لعمل عسكري مكلف للغاية، بخاصة أن "لبنان فقد مقومات الصمود أمام عملية عسكرية واسعة أو حرب مفتوحة". وأكد أن قرار فتح الجبهة تتخذه إيران، ويمكن أن يحدث في حال توجيه أميركا ضربة مباشرة إلى إيران نفسها، مشدداً على أن ما نشهده الآن هو تسخين للجبهة للقول "نحن جاهزون"، وشركاء في الانتصار في حال حققته "حماس"، والمماطلة تحت ذريعة أن "حماس" قادرة على الصمود في المواجهة.

وأوضح الصحافي علي الأمين أن "حزب الله" والحوثي وباقي الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، منذ سنوات، ترفع شعارات "تحرير القدس" و"إزالة إسرائيل" و"الموت لأميركا" في سياق معاركها داخل الدول العربية، لا سيما في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهذا يثير سؤالاً جوهرياً اليوم: هل يمكن أن يستمر هذا المحور في مواصلة المواجهة حينما تقترب من حدود فلسطين وتكمل المهمة التي انبثق منها؟

وأكد أن الاعتبارات الإيرانية ليست غائبة ولها دور أساس في توجيه المواجهة مع إسرائيل "ويهدف نظام المصالح الإيراني إلى تقاسم النفوذ مع الإدارة الأميركية في المنطقة والتوافق مع مصالح إسرائيل، لذلك، أي مواجهة بين إيران وإسرائيل لن تخدم مصالح إيران بشكل كبير، بخاصة مع التحالف الدولي القائم حول إسرائيل وموقف الولايات المتحدة المؤيد لإسرائيل، فإذا اضطرت إيران إلى مواجهة إسرائيل بمفردها، فإنها ستواجه تحدياً كبيراً". وشدد على أن الهدف الرئيس لـ"حزب الله" وميليشيات الحوثي و"الحشد الشعبي" وكل ميليشيات المحور الإيراني هو السيطرة على لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو أكثر أهمية بالنسبة إليها من تحرير القدس، فهذه الدول التي تمثل نفوذاً إيرانياً هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى إيران، ولا يمكن لها أن تخاطر بفقدان مصالحها في هذه الدول من خلال مواجهة إسرائيل.

ورأى الأمين أن أي قرار حرب بين إسرائيل والمحور الإيراني ليس كأي حروب مع دول أخرى "هناك اعتبارات خاصة مرتبطة بالنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتقاطع المصالح مع الولايات المتحدة، من ثم لن يتحدوا إلى مواجهة تهدد وجودهم ومصالحهم، بل سيكون القرار في شأن الحرب في يد إسرائيل وليس في يد حزب الله في لبنان أو إيران".

من ناحيته كشف المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد يعرب صخر عن أن الغرب استخدم ثورة الخمينيين في إيران لتحقيق أهدافه الاستراتيجية. وقال "عندما رفضت فرنسا تسليم الخميني إلى إيران تدخل مدير الأمن للرئيس الأميركي جيمي كارتر للضغط على ضرورة ترحيله، ليتبين أن هدف التدخل كان بمثابة بداية لتنفيذ مخطط جديد للشرق الأوسط". وأشار إلى أن الغرب بدأ بتعزيز فكرة "الإسلام الإيراني" لإلهاء العرب عن القضية الفلسطينية وتحقيق أمن إسرائيل، وصلت هذه الجهود ذروتها، عام 2003 بعد الغزو الأميركي للعراق، مما سمح لإيران بالتأثير في المنطقة وتعزيز ميليشياتها وتوسيع قدراتها العسكرية وتأثيرها في الدول وزعزعة استقرار الدول العربية، وبرأيه، وبعيداً من الشعارات التي تطلقها إيران في القضية الفلسطينية، فإن الممارسات الميدانية، طوال السنوات الماضية، أسهمت في تثبيت مخطط الغرب في حماية أمن إسرائيل وزرع الفوضى في عديد من الدول العربية، ودفعت الشرق الأوسط نحو التفتيت والصراعات، معتبراً أن إيران وميليشياتها نفذت مصالح إسرائيل والغرب.

وأشار إلى أن التصريحات الأميركية الأخيرة بتبرئة إيران من هجوم "حماس" على المستوطنات الفلسطينية دليل على عدم الرغبة والجدية بمواجهتها، إنما تستخدم أميركا قدراتها العسكرية وتهديداتها بمنع إيران ومحورها من الخروج عن الحدود والخطوط الحمراء، وعلى رغم تصعيد الخطابات من جانب الميليشيات الإيرانية، "أستبعد انخراط حزب الله والحوثيين في مواجهة واسعة مع إسرائيل"، معتبراً أن المحور التابع لإيران يريد الاستفادة من المعارك "المحدودة" على الحدود الشمالية لإسرائيل للتجييش والشحن الشعبي والبروباغندا الدعائية من دون أن تكون هناك حرب شاملة في المنطقة. وقال إن اللحظة المناسبة لتنفيذ شعارات إزالة إسرائيل كانت متاحة في السابع من أكتوبر لو حدث تزامن في فتح الجبهات من الداخل مع سوريا ولبنان.

أضاف "لا أعتقد أن الفصائل المدعومة من إيران أو مفهوم توحيد الساحات سيحققان أهدافهما بالأساس لأنهما فقدا ميزة المفاجأة، ولأن إسرائيل مستعدة وتمتلك قوات كبيرة على الحدود الشمالية والجنوبية، ومن الواضح أن الولايات المتحدة والغرب غيرا مواقفهما ويبدو أنهما يدعمان حلاً يقوم على فكرة حل الدولتين كوسيلة للتوصل إلى سلام دائم والتطبيع في المنطقة".