يعتقد مسؤولو المخابرات الأميركية أن إيران تسعى للحصول على مساعدة من روسيا لتعزيز برنامجها النووي، حيث تبحث طهران عن خطة بديلة في حالة فشل التوصل لاتفاق نووي دائم مع القوى الغربية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مصادر مطلعة على الأمر القول إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران طلبت مساعدة روسيا في الحصول على مواد نووية إضافية وتصنيع وقود نووي.
وأضافت الشبكة أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا قد وافقت على تقديم المساعدة أم لا، على الرغم من أن موسكو كانت قد عارضت منذ فترة طويلة حصول إيران على سلاح نووي".
وقال مسؤولون أميركيون للشبكة إن الاقتراح الإيراني جاء في ظل شراكة موسعة بين إيران وروسيا تضمنت في الأشهر الأخيرة إرسال إيران طائرات بدون طيار ومعدات أخرى إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وأضافوا أن من المحتمل أيضا أن تقدم موسكو المشورة لطهران بشأن كيفية قمع الحركة الاحتجاجية التي تجتاح إيران منذ نحو شهرين.
لذلك، تبين الشبكة، أن البيت الأبيض يراقب بقلق أي مجالات جديدة للتعاون بين إيران وروسيا، مشيرة إلى أن أي مساعدة روسية سرية لإيران يمكن أن تعزز جهود طهران الرامية لإنتاج سلاح نووي وتشكل أيضا تحولا كبيرا في السياسة الروسية.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لشبكة "سي إن إن" إن الولايات المتحدة ستكون "حازمة في مواجهة أي تعاون يتعارض مع أهدافنا المتعلقة بعدم الانتشار النووي".
ولم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الروسية على طلبات للتعليق.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار الأسبوع الماضي إلى أن إيران تتطلع إلى روسيا للحصول على مساعدة في برنامجها النووي مقابل المساعدة العسكرية التي قدمتها لموسكو.
لكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الولايات المتحدة لا تشير إلى وجود مقايضة صريحة بين الجانبين، وفقا للمصادر.
وتقول الشبكة إنه "بدلا من ذلك، يبدو أن انفتاح إيران تجاه روسيا مدفوع جزئيا على الأقل باعتقاد كبار المسؤولين الإيرانيين بصعوبة التوصل لاتفاق نووي جديد أو ربما عدم إمكانية استمراره طويلا في حال تم التوصل إليه".
وقالت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخبارية الأميركية إن مخاوف إيران المتعلقة بالاتفاق النووي كانت أكثر جدية خلال الصيف الماضي، حيث بدا أنها تقترب من التوصل لصفقة نووية جديدة مع الولايات المتحدة.
وكانت مخاوف إيران تتعلق باحتمال انسحاب أي إدارة أميركية مستقبلية من الصفقة، كما فعلت إدارة ترامب في 2018، لذلك سعت إلى عقد اتفاق جانبي مع روسيا يسمح لها بإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة إذا لزم الأمر.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الشراكة المتنامية بين إيران وروسيا عاملا في خروج محادثات الاتفاق النووي عن مسارها، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن "من الواضح أن الصفقات الجانبية بين روسيا قوضت بشكل أساسي هيكل الاتفاق النووي لعام 2015 وقللت من إمكانية العودة لهذا الاتفاق".
وهناك جمود حاليا في المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق، وقال مسؤولون إن نقطة شائكة مهمة تعرقل تلك المساعي وهي مطلب إيراني بإنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقا في آثار يورانيوم عثر عليها في مواقع غير معلنة.
وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في أبريل 2021. وتعثر التفاوض سبتمبر 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء".
وخلال الأسابيع الماضية، تراجع التركيز على الملف النووي في العلن بينما تشهد إيران منذ 16 سبتمبر، احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.