يبدو أن أذرع حكومة اردوغان الأمنية والاستخبارية صارت مكملة لدور السلطات الحاكمة في ايران في قمع النساء وترويعهن والقبض عليهن.
وفي الوقت الذي يتظاهر فيه الشعب الإيراني ضد السلطة الحاكم في طهران وسائر المدن الإيرانية فقد استجاب الإيرانيون المقيمون في تركيا لتلك الإحتجاجات وخرجوا في مظاهرات عفوية تنديدا لما تعرضت وتتعرض له المرأة في إيران.
وفي هذا الصدد أفادت وكالة أنباء ميزوبوتاميا أن الشرطة التركية اعتقلت 20 امرأة إيرانية في اسطنبول بسبب قيامهن بمظاهرة احتجاجا على وفاة محساء أميني البالغة من العمر 22 عاما والتي توفيت في معتقل شرطة الآداب الإيرانية الأسبوع الماضي.
وكانت اميني قد اعتقلتها شرطة الآداب الايرانية، التي تفرض قواعد صارمة في الجمهورية الإسلامية وتطالب النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة، بزعم ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق، وأصيبت أميني على اثر ذلك بنوبة قلبية، ودخلت في غيبوبة وتوفيت أثناء وجودها في المعتقل حسبما قالت وسائل إعلام تابعة للدولة.
تصر عائلتها على أنها لم تكن تعاني من مشاكل صحية سابقة، ويزعم النشطاء أنها ربما تعرضت للضرب على أيدي الشرطة.
أثار مقتل أميني، وهي امرأة كوردية من غرب إيران، غضبًا من تطبيق الحكومة الصارم على نحو متزايد لقواعد لباس النساء شديد التحفظ، وهو أمر إلزامي منذ ثورة 1979 الإيرانية.
بعد التطورات، نظمت النساء الإيرانيات في تركيا احتجاجات في اسطنبول وإزمير، حملن لافتات عليها صور واسم أميني ورددن شعارات "الحرية للمرأة" و "لا للحجاب الإجباري" و "نحن محساء أميني" بالفارسية.
وبحسب صحيفة ميزوبوتاميا، اعتقل ضباط الشرطة 20 متظاهرة في اسطنبول لمواصلة التظاهر حتى بعد تهديدهم بإلغاء تصاريح الإقامة.
على الرغم من أن حرية التجمع مكفولة في المادة 34 من الدستور التركي، كثيرًا ما يواجه الناس الحظر وتدخل الشرطة والاعتقال عندما يريدون تنظيم احتجاج.
وقالت ميزوبوتاميا إن الاحتجاجات في إزمير شهدت أيضًا مشاركة النائب موسى بيروغلو من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، والعديد من مديري المحافظات الآخرين وأعضاء المنظمات النسائية في الحزب.
في إيران، شرطة الآداب في كل مكان.
وبالتزامن دعا رئيس السلطة القضائية في إيران إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين بعد تسعة أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد على وفاة الشابة اميني أثناء توقيفها لدى الشرطة قُتل فيها 41 شخصا.
ووجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت سابق سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" بالعربية.
وشدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي على "ضرورة التعامل بدون أي تساهل".
ونُظمت تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة من بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق.
واندلعت الاحتجاجات في 16 سبتمبر، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في إيران.
وهذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ تظاهرات نوفمبر 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالى مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).
وتخللتها مواجهات مع قوات الامن وإطلاق شعارات مناهضة للنظام، بحسب وسائل اعلام وناشطين. ومنذ أيام عدة، تظهر مقاطع مصورة نشرت على الانترنت مشاهد عنف في طهران ومدن كبرى أخرى مثل تبريز (شمال غرب). وبدت قوات الأمن في بعض هذه المقاطع تطلق النار في اتجاه المتظاهرين.
وتنفي السلطات أي تورط لها في وفاة مهسا أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كوردستان (شمال غرب). لكن منذ 16سبتمبر، يخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلا للتظاهر.