شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اليوم الأربعاء على أهمية احتفاظ طهران بالقدرات التي وفّرها برنامجها النووي حتى في حال توصل مفاوضات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة لتفاهم يحيي الاتفاق النووي للعام 2015.
وكان شمخاني يشير على ما يبدو إلى ضرورة أن تحتفظ بلاده بالمكاسب النووية التي حققتها خلال الفترة الممتدة من تاريخ الانسحاب الأميركي من الاتفاق في 2018 إلى الأشهر الأخيرة وهي الفترة التي انتهكت فيها ايران قسما كبيرا من التزاماتها النووية في اتفاق العام 2015.
وخلال تلك الفترة رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67 بالمئة إلى 60 بالمئة وبدرجة نقاء عالية وركبت أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة نطنز تحت الأرض واقتربت بحسب تقدريات إسرائيلية وأميكرية من مستوى يمكنها من صناعة قنبلة ذرية.
وكتب شمخاني تغريدات على حسابه بتويتر "قدرات إيران النووية السلمية لا بد أن تبقى دائما كسيف ديموقليس فوق رأس الناكثين للعهود لتكون الضمان الحقيقي لتنفيذ تعهداتهم".
وديموقليس عاش في القرن الرابع قبل الميلاد وكان خطيبا مفوها وعضوا ببلاط ديونيسيوس الثاني حاكم سيراقوسة بصقلية وحكاية 'سيف ديموقليس' مفادها أنه كان متملقا مغاليا، فحسب شيشرون الخطيب الروماني "فإن ديموقليس غالى في وصفه لسعادة وحظ ديونيسيوس". ولتلقينه درسا، دعاه ديونيسيوس إلى حفل كبير وبعدما أخذ مقعده وجد سيفا معلقا بشعرة واحدة متدل فوق رأسه وظل ذلك يعبر عن الخطر المستمر الذي يواكب الثروة والسعادة المادية التي يهتم بها. وقد أصبح سيف ديموقليس مثلا يضرب للتهديد بالخطر.
وقال شمخاني "بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي عام 2018، كان من الأفضل إتباع هذا الضامن الذاتي الأكثر تأثيرا، طبقا لتوجيه قائد الثورة" المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد.
وبعد تصريحات الأمين العام للأمن القومي الإيراني أعلن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الأربعاء أنّ المباحثات مع القوى الكبرى والهادفة إلى إحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي بلغت مرحلة "حساسة"، لكن مع تبقي قضايا "مهمة" لم يتم حلّها بعد.
وأتت تصريحات أمير عبداللهيان على هامش استقباله في طهران نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي الذي أكد نقل رسالة خطية من السلطان هيثم بن طارق إلى الرئيس إبراهيم رئيسي.
وأضاف "حتى الآن نحن متفائلون جدا بشأن المباحثات في فيينا. نأمل في أن يتم خلال الأيام المقبلة، حلّ بعض القضايا الحساسة، المهمة والمتبقية في المفاوضات"، مشددا على أن هذه المسائل هي رهن إبداء الأطراف الغربيين "واقعية" حيالها.
وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات لإحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في 2018.
وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأميركيين إلى الاتفاق خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم وعودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي.
وشدد أمير عبداللهيان في تصريحاته الأربعاء، على أن مفاوضي بلاده "لن يتجاوزوا الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مباحثات فيينا"، من دون أن يحدد ما هي هذه الخطوط، مضيفا "بالنسبة إلينا، أهمية أي تفاوض مرتبطة بأن يعود بفوائد على الأمة الإيرانية".
وتشدد طهران على أولوية رفع عقوبات حقبة ما بعد الانسحاب والتحقق من ذلك عمليا، وضمان عدم تكرار خروج واشنطن.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.
وسبق لسلطنة عمان أن أدت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق النووي لعام 2015.