أكدت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الأحد، أنها تمكنت من السيطرة الكاملة على سجن الصناعة الذي حاول عناصر من تنظيم "داعش" الفرار منه، على عكس ما نقلته بعض وسائل الإعلام.
وذكرت "قسد" في بيان عبر فيسبوك "تداولت وسائل إعلام أنباء غير دقيقة حول سيطرة قواتنا الكاملة على سجن الصناعة. تلك الأنباء غير دقيقة، قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان داعش يحاول الاستفادة منه للفرار، ليس بإمكان مرتزقة داعش المتبقين في أسوار السجن الفرار الآن".
وأضافت "نحن في مرحلة متقدمة من القضاء النهائي على المرتزقة الذين هاجموا السجن وتحصنوا في الأسوار الشمالية وبعض المهاجع، عمليات التطهير مستمرة بدقة، والعشرات من المرتزقة قُتلوا وأُلقي القبض عليهم خلال اليوم".
وأشارت "قسد" إلى أن قواتها ألقت "القبض على إرهابيين اثنين من داعش في محيط سجن الصناعة"، مؤكدة أنها ستنشر صورا ووثائق مصورة بخصوص العملية في فترة لاحقة.
وقالت القوات في وقت سابق، الأحد: "تتعامل قواتنا مع خلايا إرهابية حاولت مؤازرة عناصر داعش المحاصرين في القسم الشمالي لسجن الصناعة انطلاقاً من حي غويران جنوب مدينة الحسكة".
وأضافت "بدأت قواتنا بعمليات مداهمة لمواقع محددة في الحي وملاحقة العناصر الإرهابية".
واستمرت الأحد لليوم الرابع المعارك بين مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والقوات الكوردية في شمال شرق سوريا (روجافا) إثر هجوم للمسلحين على سجن الصناعة، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 120 قتيلا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد أن المتطرفين هاجموا، ليل الخميس الجمعة، سجن غويران الكبير في مدينة الحسكة الذي يضم آلافا من عناصر التنظيم.
وتحاول القوات الكوردية احتواء هذا الهجوم الذي يعد الأكبر الذي يشنه تنظيم داعش منذ دحره في سوريا في مارس 2019.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت، في بيان: "اندلعت في ساعات الصباح الأولى من السبت 22 (يناير) اشتباكات عنيفة بين مقاتلينا ومرتزقة داعش من المهاجمين على سجن الصناعة - الغويران في الحسكة".
وأضافت "تمكنت قواتنا وقوى الأمن الداخلي من استعادة السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار السجن".
وأشار المرصد إلى اعتقال مئات السجناء "من داعش بينما لا يزال العشرات منهم فارين" من دون تحديد العدد الإجمالي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب.
ونددت الولايات المتحدة بالهجوم، مشيدة برد الفعل "السريع" لقوات سوريا الديمقراطية، ومشيرة إلى أن داعش يحاول تحرير معتقليه لدى هذه القوات منذ أكثر من عام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، السبت: "بفضل يقظتها وكفاءتها، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية من إحباط هجمات عدة خلال هذه الفترة، ونجحت في الحد من خطورة الهجوم الحالي".
وتبنى تنظيم داعش، عبر حساب وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق تلغرام "الهجوم الواسع" على السجن بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى".
ونشر التنظيم، السبت، مقطعا مصورا، عبر وكالة أعماق، يظهر متطرفيه يتسللون إلى السجن في بداية الهجوم، ويطوقون ما بدا أنه مجموعة من الحراس. ولم يتمكن من التحقق من صحة هذا الفيديو.
في مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي إسقاط "دولة الخلافة" التي أقامها تنظيم داعش على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد دحر آخر مقاتلي التنظيم الجهادي من آخر معقل له في بلدة الباغوز في شرق سوريا.
ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم لكنهم تجمعوا ضمن خلايا متعددة في البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص في وسط سوريا ودير الزور في الشرق على الحدود مع العراق.