Ana içeriğe atla

الأحواز ثورة حق قومي مسلوب

الأحواز
AvaToday caption
سياسة النظام الإيراني في تحويل مياه الأنهار، والتحكم بتوزيعها دون عدالة في التوزيع، ستؤدي إلى تحويل إقليم الأحواز إلى صحراء غير قابلة للحياة، ويضطر سكانه اما إلى الهجرة أو تحمل المزيد من المعاناة التي لا تحتمل
posted onJuly 28, 2021
noyorum

عبدالرحمن جعفر الكناني

انتفاضة يخوضها الشعب العربي في الأحواز، إقليم قطعه الاستعمار البريطاني بثرواته وأنهاره وسهوله من امتدادات أرض عراقية، ومنحه هبة لشاه إيران الباحث عن واردات أكبر وتمدد جغرافي في عمق الوطن العربي، وأخضع سكانه لميز عنصري تحاربه القوانين والشرائع السماوية والإنسانية.

انتفاضة عربية تزداد حدتها يوما بعد يوم، تجاوزت شعاراتها المطلبية بخدمات تليق بالحياة البشرية الفاقدة لمستلزمات عيشها، إلى مطالب باسترداد حقوق الهوية المسلوبة وتطبيق شروطها، في دولة تعددت فيها الأعراق والأديان والمذاهب الداعية إلى احترام حقوقها في وجود يحفظ كرامتها.

شعار "بالروح بالدم نفديك يا أحواز" شعار قومي يعود بمردديه إلى ترسيخ أصلهم العربي وما يترتب عليه من حقوق مشروعة في تعزيز منطق الهوية والاعتراف بجوهرها الإنساني، أمام سياسة التمييز العنصري الممتد من تاريخ قطعه عن أرضه الأم.

ما أدرك نظام شاه إيران، وخلفه نظام الجمهورية الإسلامية، أن تجريد القوميات من حقوقها، بفرض سياسة الحرمان والتميز، لن يجعلها خانعة إلى الأبد، وهي تتحين الفرصة التاريخية لاستعادة هويتها.

إقليم الأحواز العربي أردأ الأقاليم في إيران على مستوى الخدمات والبنى التحتية، تربويا صحيا اقتصاديا اجتماعيا، وسكانه العرب بأغلبيتهم "الشيعية" يئنون تحت خط الفقر، والطفولة لا تتمتع بأبسط حقوقها التي تنادي بها شرائع الأمم المتحدة، مع أن كل الثروات الإيرانية من طاقة ومياه وزراعة وممرات تجارية تكمن في الأحواز.

لا يتمتع شعب الأحواز المضطهد إنسانيا، ولو بجزء بسيط من حجم ثرواته التي تعيش بها القومية الفارسية على حساب القوميات الأخرى، ويوظفها النظام الحاكم في مشاريعه التوسعية وتغذية أذرعه المسلحة العابثة بأمن الشعوب ووحدتها.

ثورة شعب الأحواز كانت أمرا حتميا، اليوم أوغدا، فصبر الشعوب على اضطهادها له حدود، ثورة تنشب بمجرد توافر عوامل اندلاعها، في ظل دعم دولي يؤمن بشرعيتها، وأوضاع داخلية لا تعرف الاستقرار مع حصار اقتصادي وصراع مفتوح مع المجتمع الدولي قابل للتطور بأشكال أخرى.

داخليا.. سياسة النظام الإيراني في تحويل مياه الأنهار، والتحكم بتوزيعها دون عدالة في التوزيع، ستؤدي إلى تحويل إقليم الأحواز إلى صحراء غير قابلة للحياة، ويضطر سكانه اما إلى الهجرة أو تحمل المزيد من المعاناة التي لا تحتمل. وقمع الاحتجاجات بأبشع الوسائل لن يؤدي إلى وأدها، مع تزايد الغضب المتراكم نتيجة التمادي في سلب أبسط الحقوق الإنسانية.

إجراء لا إنساني تنفذه السلطات الحاكمة في طهران، بتنفيذ مشروع تحويل الأنهار المعروف بـ "بهشت أباد" لتحجيم تدفق المياه في سهل الأحواز الخصب ونقلها للهضبة الإيرانية في أصفهان لتبريد مصانع الفولاذ فيها.

قمع وحشي رفضته بعض الشخصيات الإيرانية، في مقدمتها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي اتهم الأجهزة الأمنية بإرسال تقارير مبالغ فيها إلى القيادة الحاكمة، وإجبارها على السماح بممارسة أخطر أنواع القمع المؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بإصابات بليغة، من قبل أكثر الأجهزة فتكا وقسوة "الباسيج" وملحقاتها.

السلطات الإيرانية التي تراهن على احتواء ثورة الأحواز في زمن قريب، لم تدرك أن تلك الثورة هي الحافز الأكبر لقوميات هدها الاضطهاد العرقي، وفي داخلها ثورة ستتهيأ ظروف اندلاعها، لن توقفها كتائب الفتك والقمع.