Ana içeriğe atla

ميليشيات موالية لطهران تهاجم السعودية

قيس الخزعلي، زعيم ميليشيات عصائب اهل الحق
AvaToday caption
تعوّل العديد من المدن الشيعية الفقيرة في الوسط والجنوب الشيعي على الاستثمارات السعودية لإنقاذها من البؤس الذي تعيشه، بالرغم من أنها تطفو على بحور من النفط
posted onOctober 31, 2020
noyorum

تشن ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي هجوما إعلاميا واسعا على المملكة العربية السعودية، متهمة إياها بالتخطيط للاستيلاء على أراض واسعة ضمن أربع محافظات عراقية، فيما يسجل الجمهور الشيعي في العراق تفاعلا عكسيا مع هذه الحملة المدعومة إيرانيا، مطالبا بتوسيع الاستثمارات الخارجية لإنقاذ البلاد من أزمتها المالية التي ورطتها فيها أحزاب الإسلام السياسي.

يأتي ذلك في وقت بلغ فيه التنسيق بين بغداد والرياض مراحل متقدمة للغاية، استعدادا لبدء استثمارات سعودية في العراق بقيمة نحو 3 مليارات دولار، ستسهم في إنعاش اقتصاد البلاد وتوفر الآلاف من فرص العمل للعاطلين.

وتقول مصادر مطلعة إن السعودية تخطط لإطلاق مشاريع زراعية ضخمة في 4 محافظات عراقية هي الأنبار والنجف والمثنّى والبصرة.

ويقول خبراء إن السعودية، المتهمة من قبل الإعلام العراقي التابع لإيران بالإرهاب ومعاداة الشيعة، تفند بهدوء هذه المزاعم من خلال اختيار 3 مناطق شيعية من أصل 4 كي تستثمر فيها أموالها، حيث من المتوقع أن تتوفر فرص عمل حقيقية وتتحرك عجلة الاقتصاد.

لكن قيس الخزعلي، الذي يقود ميليشيا متورّطة في أعمال عنف طائفي منذ 2006، والمشمول بالعقوبات الأميركية بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، يتزعّم حملة إعلامية واسعة لإحباط خطط الاستثمار السعودي في العراق.

وأعلن الخزعلي “رفضه محاولات النظام السعودي للاستيلاء على مساحات كبيرة” في أربع محافظات عراقية.

وقال الخزعلي “نرفض محاولات النظام السعودي في الاستيلاء على المساحات الكبيرة من أراضي محافظات الأنبار والنجف والمثنّى والبصرة بدعوى الاستثمار، لما في هذا المشروع من تهديدات أمنية خطيرة للغاية من قبل نظام له سوابق عديدة في الإضرار بأمن العراق واستقراره في إصدار فتاوى التكفير وإرسال مئات الانتحاريين مضافا إلى الدعم المخابراتي والمالي”.

وتابع “مضافا إلى تزامن هذا المشروع مع مشروع التطبيع (…) الذي يقوده ويدعمه في الواقع النظام السعودي، مضافا إلى الأضرار الاقتصادية التي ستلحق بمخزون العراق الاستراتيجي من المياه الجوفية التي تحويها هذه الأراضي بسبب نوعية المزروعات التي يراد استغلال مياه العراق من أجلها”.

ودعا الخزعلي “كلّ النخب من الأكاديميين في مختلف المجالات وطلبتنا الأعزاء والفعاليات الاجتماعية وفي مقدّمتها شيوخ العشائر ووجهاؤها المحترمون وكذلك القوى والشخصيات السياسية الوطنية إلى رفض هذا المشروع الخبيث وعدم السماح به”.

ويتوقع مراقبون أن تنظم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران تظاهرات لرفض خطط الاستثمار السعودي في العراق.

ويتحدث نعيم العبودي، وهو نائب عن ميليشيا العصائب في البرلمان العراقي، عن “مشروع سعودي يقوم على الاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي العراق في الأنبار والنجف والمثنّى وكربلاء بحجة استثمارها”.

ويقول العبودي “لأننا نعرف النوايا جيدا وما يضمره هذا المشروع من خطر على العراق أرضا وشعبا، فإننا نرفضه وندعو العراقيين الغيارى على أرضهم إلى إفشاله بكل الوسائل الممكنة”.

لكن حديث الخزعلي وإيضاحات العبودي قوبلا بسخرية واسعة في أوساط الشبان الشيعة الذين ملّوا حملات الشيطنة الإيرانية لكل ما هو سعودي.

وتعوّل العديد من المدن الشيعية الفقيرة في الوسط والجنوب الشيعي على الاستثمارات السعودية لإنقاذها من البؤس الذي تعيشه، بالرغم من أنها تطفو على بحور من النفط.

ويقول مراقبون إن أخطر ما تخشاه إيران هو استثمارات سعودية ناجحة في العراق توفّر فرص العمل وتحرك الاقتصاد.

ولا تريد إيران للشبان الشيعة في الوسط والجنوب الاحتكاك بأيّ استثمارات عربية أو دولية ناجحة تقدم لتجربة الحياة البشرية تعريفا غير الموت في سبيل تحرير القدس أو حماية المذهب الشيعي.

ويقول مراقبون إن البؤس الذي تعيشه العديد من المناطق الشيعية في العراق مثالي للمشروع الإيراني، لأنه يسهّل عملية التجنيد ويحوّل العمل في ميليشيا مسلحة إلى حلم لدى كل شاب عاطل، تعاني عائلته لتوفير أبسط متطلبات الحياة.

وتدرك طهران أن مزاعمها بشأن الرياض لم تعد تنطلي على شيعة العراق، وهو ما تترجمه نوعية التفاعل مع حملة ميليشيا عصائب أهل الحق ضد الاستثمارات السعودية الواعدة في جنوب العراق الفقير.

واستغرب المدوّن علي مصطفى استخدام مصطلح “الاستيلاء” من قبل الخزعلي ونوابه في البرلمان العراقي في وصف الاستثمارات السعودية، داعيا إلى الاهتمام بمعرفة عدد الوظائف التي ستوفرها المشاريع السعودية، بدلا من العمل على تهييج الرأي العام ضدها.

ودعا المدون أحمد الهاشمي العصائب إلى تقديم أدلتها المزعومة على وجود نوايا سعودية سيئة في العراق، أو تجنب إطلاق “كلام مرسل”، مشيرا إلى أن العراقيين فقدوا الثقة “بالطبقة السياسية قاطبة”.

ويقول مراقبون إن الحملة الميليشياوية ضد الاستثمارات السعودية في العراق ربما تأتي بنتائج عكسية، نظرا للتململ الواسع في صفوف الشبان الشيعة إزاء حالة الهيمنة الإيرانية المطلقة على مقدرات بلدهم، وسوداوية المصير الذي ينتظرهم، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تعمق آثار جائحة كورونا.