دفعت الضغوط الدولية مؤخرا السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن مئات المعتقلين الأجانب بعدما تسلل فيروس كورونا إلى السجون الإيرانية مثيرا قلقا واسعا على حياة السجناء.
وفي هذا الإطار اُفرج عن أكثر من ألف معتقل أجنبي بشكل مؤقت في إيران بسبب تفشي الفيروس، وفق ما أعلن القضاء الإيراني الثلاثاء، بعدما وجه خبراء في حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة انتقادات لطهران بشأن الموضوع.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور عن 88 وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا المستجد في الساعات الـ24 الأخيرة و1297 إصابة جديدة.
وإيران التي تحاول احتواء الوباء، من الدول الأكثر تضررا بالفيروس في العالم مع 5297 وفاة و84802 إصابة مسجلة رسميا منذ الإعلان عن أولى الحالات في فبراير/شباط، فيما تتحدث تقارير أخرى عن أضعاف أضعاف ما هو معلن بشأن أرقام كورونا.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، "ما فعلته إيران عبر ضمان صحة السجناء ومنحهم أذون خروج هو خطوة مهمة"، مقارنة بما فعلته دول أخرى.
والأسبوع الماضي دعت مجموعة خبراء في حقوق الإنسان إيران، إلى توسيع لائحة المعتقلين الذين سيستفيدون من إذن الخروج، لتشمل "سجناء الرأي وحاملي جنسيتين والأجانب".
ورداً على ذلك قال إسماعيلي إن الخبراء يجب أن يتحدثوا "عمّا فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن المساجين".
وأضاف في مؤتمر صحافي "منحنا إذناً (بالخروج) لأكثر من ألف أجنبي بينهم رعايا لهاتين الدولتين"، من دون تحديد شروط الإفراج عنهم. ورأى أنه لا ينبغي أن تُتهم إيران بـ"سلوك تمييزي".
وتعرف من إيران بأنها من أكثر الدول التي تعتقل عددا كبيرا من الأجانب ضمن سياسية القمع التي يمتاز بها النظام الإيراني.
ومنذ مارس/آذار منحت الجمهورية الإسلامية تحت إكراهات كورونا أذون خروج لمئة ألف سجين، وقد تمّ تمديد الإفراج المؤقت عنهم حتى العشرين من مايو/أيار.
ورغم تصريحات إسماعيلي إلا أنه ينبغي في واقع الأمر على بعضهم وضع سوار إلكتروني على غرار الإيرانية البريطانية نازانين زغاري راتكليف التي أوقفت عام 2016 وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات للتحريض على "الفتنة"، وفق مزاعم السلطات في طهران.
وتمّ تمديد إذنها بالخروج حتى العشرين من مايو/أيار، وفق ما أعلن محاميها الثلاثاء لوكالة 'إرنا' الرسمية.
وكانت السلطة القضائية أعلنت أيضاً أنه يُفترض أن يستفيد حوالى عشرة آلاف سجين من عفو صدر بمناسبة العام الجديد (احتفل به يوم 20 مارس/آذار) من أجل "خفض عدد المساجين بالنظر إلى الوضع الحساس في البلاد"، وفق ما أعلن حينها اسماعيلي في إشارة واضحة إلى تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
ولا يزال آخرون قيد الاعتقال في إيران من حملة الجنسيتين على غرار الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه ورجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نامازي ووالده محمد باقر نامازي.
ولا تعترف الجمهورية الإسلامية بازدواجية الجنسية وتتهم حكومات أجنبية بالتدخّل في ما تعتبره ملفات متعلقة بقضاياها الداخلية.
وترى السلطات الصحية وخبراء في الجمهورية الإسلامية وفي الخارج أن عدد ضحايا الوباء في إيران قد يكون أكبر بكثير من الأرقام الرسمية.
وأعلن جهانبور أن إيران أجرت حتى الآن أكثر من 365 ألف فحص لكشف الإصابة.
وأضاف أن حوالي 61 ألف شخص دخلوا المستشفى وتماثلوا للشفاء مشيرا إلى أنه رقم "مهم".
وأجازت إيران إعادة فتح المحال التجارية المغلقة منذ منتصف مارس/آذار باستثناء الأماكن التي تمثل مخاطر أكبر كالمطاعم وصالات الرياضة.
ودعت السلطات الإيرانيين إلى تجنب استخدام وسائل النقل المشترك ورفعت بعض القيود على التنقل في العاصمة.
وبحسب معاون شؤون النقل في مجلس طهران البلدي محمد علي خاني توفي 19 سائق أجرة بوباء كوفيد-19 وأصيب 317 بالفيروس.
وأضاف أن 147 سائق حافلة و"بين 40 و50" موظف مترو أصيبوا أيضا بالفيروس.