Skip to main content

أسواق الفن المعاصر تنجو من تداعيات كورونا

الباحثون عن شراء أعمال لبيكاسو بأسعار مخفضة يمكن أن يصابوا بخيبة أمل
AvaToday caption
بما أن دور المزادات العلنية لم تعد قادرة على تنظيم نشاطاتها على أرض الواقع، سرّع الوباء الانتقال إلى المبيعات عبر الإنترنت. وقال بيبيات "من حسن الحظ أن هناك مزادات إلكترونية"
posted onApril 20, 2020
nocomment

مع إغلاق قاعات البيع ووجود الموظفين في الحجر اضطرت دور المزادات العلنية إلى تسريع مبيعاتها عبر الانترنت من أجل الاستمرار في سوق الأعمال الفنية التي تقاوم أزمة كوفيد-19.

وأغلقت دار "سوذبيز" العريقة التي تتخذ في لندن مقرا لها، مكاتبها في لندن وهونغ كونغ ودبي وجنيف وميلانو وباريس ونيويورك، ما أدى إلى تأجيل مزاداتها التي كان من المفترض تنظيمها في مايو/أيار.

في الوقت نفسه، قالت منافستها الرئيسية "كريستيز" إنها "تعمل بسرعة" لإعادة جدولة المزادات المؤجلة.

وأوضح جايلز بيبيات مدير الفن الافريقي الحديث والمعاصر في دار "بونهامز" للمزادات ومقرها لندن لوكالة فرانس برس "انه تهديد لنا جميعا لكنني اعتقد اننا سنتجاوزه".

وبما أن دور المزادات العلنية لم تعد قادرة على تنظيم نشاطاتها على أرض الواقع، سرّع الوباء الانتقال إلى المبيعات عبر الإنترنت. وقال بيبيات "من حسن الحظ أن هناك مزادات إلكترونية".

وأضاف "عندما بدأت المبيعات عبر الإنترنت، اعتقد جميع المزايدين أنها ستقضي على المزادات الحية. لكن من المدهش أن أكثر ما كنا نخشاه في ذلك الوقت، سيصبح المنقذ".

وقالت جاين زاتورسكي رئيسة "كريستيز اميريكا" في مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن الشركة تصدت للوضع عبر تسريع عملية إعادة برمجة منصتها للبيع عبر الإنترنت باستخدام التكنولوجيا الخاصة بها التي طورتها خلال العقد الماضي.

وأوضحت "إن سوق الفن وزبائننا جاهزان ويرغبان في هذا النوع من التعامل الرقمي".

يرى خبراء أن تفشي الوباء يطرح تحديات مختلفة لدور المزادات بأحجامها المختلفة ولقطاعات عدة من السوق وفقا لخبراء.

وصرحت كلير مكاندرو الرئيسة التنفيذية لـ"آرتس إيكونوميكس" لفرانس برس "أعتقد أن دور المزادات الصغيرة ستكافح بجد للبقاء خلال هذه المرحلة لأنها لا تملك السيولة اللازمة لتجاوزها".

لكن بيرس نونان رئيس دار "ديكس نونان ويب" للمزادات في لندن ومديرها التنفيذي قال إن الشركات الصغيرة قد تزدهر إذا عملت بذكاء. وأضاف "أولا ستكون التكنولوجيا هي الوسيلة الوحيدة لتنظيم المزادات"، معتبرا أنها "لحظة حاسمة".

وتخطط داره المتخصصة في المقتنيات الصغيرة مثل الساعات والمجوهرات، لتنظيم عملية بيع مباشرة عبر الإنترنت الأسبوع المقبل، مع إدارة المزاد من المنزل، إذا لزم الأمر. وسيخصص جزء من العائدات لخدمة الصحة الوطنية (ان اتش اس) في بريطانيا.

وتابع "هناك حركة كبيرة على موقعنا الإلكتروني" موضحا أن الناس محصورون في منازلهم مع القليل من النشاطات لإنفاق أموالهم.

الفن ينجو

قد يصبح امتلاك أصول ملموسة أكثر جاذبية مع انهيار خيارات الاستثمار الأخرى.

وقالت خبيرة الاقتصاد الفني كاثرين براون من جامعة لوبورو البريطانية لفرانس برس إن "الحقيقة المحزنة هي ان الفن ينجو من الكوارث".

وأضافت "استمر الناس في شراء الأعمال الفنية خلال الحرب العالمية الأولى. يمكنكم إلقاء نظرة على المراسلات بين الشاعر (الفرنسي) غيوم أبولينير الذي كتبها من الخنادق إلى تاجر في باريس وإخباره بالأعمال التي يجب شراؤها".

وقال رئيس "كريستيز" جوسي بيلكانين إن الدار لم تشهد "انخفاضا في شهية المشترين".

وشرحت مكاندرو أنه قد تكون هناك مشكلة أكبر تكمن في العرض. وقالت "المشكلة هي أن الناس قد يعتبرون هذه الفترة وقتا غير مناسب للبيع".

لذلك، فإن الباحثين عن شراء أعمال لبيكاسو بأسعار مخفضة يمكن أن يصابوا بخيبة أمل.

ويبدو أن هذا ما يراه رئيس دار "كريستيز" في الولايات المتحدة مارك بورتر أيضا الذي أوضح "لم نر بعد أشخاصا يحتاجون إلى زيادة أموالهم بشكل فوري" من خلال عرض مقتنيات قمية.

يعتقد بيبيات أن تفشي الوباء قد يصيب أجزاء مختلفة من السوق بشكل أكثر حدة.

وقال مشيرا إلى السوق المعاصرة السائدة "إنها المجالات التي تكون فيها أموال السوق أكثر سخونة بمعنى أن هناك مضاربات أكثر، وقد تكون أكثر عرضة" لتلقي الضربات خلال هذه الأزمة.

وقد تتحول المزادات الحية إلى آسيا التي خففت من صرامة تدابير الإغلاق وبدأت تعود إلى طبيعتها تدريجيا.

وقال "طالما أنه يتم إعلام جميع الأشخاص المناسبين ويتمكن جميع الأشخاص الصحيحين من رؤية الأعمال، يفترض أن تحقق هذه الأعمال السعر نفسه".

ورغم تحول الأعمال التجارية إلى الإنترنت وإنشاء معارض افتراضية، سيبقى هناك دور حاسم للمزادات الحية بعد انتهاء الأزمة، وفقا لخبراء.

وقال بيبيات "ليس هناك شك في أنه مع المزاد المباشر، يميل المشترون إلى المزايدة بحرية أكبر لأنهم يكونون في "قلب الحدث".

وأضاف "أعتقد أنه بالنسبة للأعمال الفنية الكبرى - نتحدث عن تلك التي يتجاوز سعرها مئة الف جنيه إسترليني (120 ألف دولار)، يرغب الناس في محاولة الوقوف أمام الصورة بأنفسهم."