Skip to main content

اللاجئون على حدود أوروبا ليسوا من إدلب

لاجئون على الحدود اليونانية
AvaToday caption
يُذكر أنّ الجندرما قتلت مئات السوريين العُزّل على مدى السنوات الماضية في رحلة بحثهم عبر الحدود عن ملاذ آمن لهم، من ضمنهم ما يزيد عن 80 طفلاً دون الثامنة عشر، وأكثر من 50 امرأة.
posted onMarch 5, 2020
nocomment

بينما المُعارضة السورية صامتة دوما كعادتها تجاه الجرائم التي تواصل تركيا ارتكابها بحق السوريين، تُواصل أعداد الخسائر البشرية للاجئين الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي لهم ارتفاعها، إثر قتل مزيد من السوريين ممن حاولوا الهروب من الحرب فتلقَّفهم الموت برصاصات تركية.

في هذا الصدد، وفيما يخص أزمة اللاجئين بين أنقرة وأوروبا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ اللاجئين المُتواجدين بعشرات الآلاف على الحدود اليونانية- التركية، ليسوا من الذين تمّ تشريدهم من إدلب خلال الأسابيع والأشهر الماضية، بل هم في الأساس يُقيمون في تركيا، كما أنّ الغالبية الساحقة منهم ليسوا من الجنسية السورية.

وأوضح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري الذي يتمتع بموثوقية ومصداقية دولية وحقوقية عالية، ويتخذ من بريطانيا مقرّاً له، أنّ الذين يُهاجرون من تركيا إلى أوروبا عبر اليونان لا علاقة لهم بالمتواجدين في إدلب "هؤلاء لا يزالون تحت قصف الطائرات الروسية ونيران الحرب بينما تركيا تمنع دخولهم إلى حدودها".

وأشار إلى أنّ النزوح في إدلب يتم إلى المجهول حيث لا مكان يأويهم "تذهب العائلات إلى الحدود مع لواء إسكندرون ومناطق الاحتلال التركي في عفرين ويعيشون بالعراء ويدفعون كل ما يملكون للدخول إلى تركيا عبر المهربين والفاسدين من الضباط الأتراك".

واستنكر عبدالرحمن تنديد أحد قادة المعارضة السورية باستهداف الشرطة اليونانية لأحد اللاجئين السوريين على الحدود، بينما هو لا يجرؤ على التنديد بقتل الجندرما التركية أكثر من 450 مدنيا سوريا منذ العام 2016.

وعلى الرغم من وحشية حرس الحدود التركي (الجندرما) في التعامل مع اللاجئين السوريين، إلا أنّ الفارّين من معارك إدلب يُجازفون بحياتهم من أجل الهرب من كابوس القصف الجوي والبري.

يُذكر أنّ الجندرما قتلت مئات السوريين العُزّل على مدى السنوات الماضية في رحلة بحثهم عبر الحدود عن ملاذ آمن لهم، من ضمنهم ما يزيد عن 80 طفلاً دون الثامنة عشر، وأكثر من 50 امرأة.

وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.

وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها إنّ قوات حرس الحدود التركية تطلق النار عشوائيا على طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا، ويعيدونهم بشكل جماعي إلى حيث قدموا.

ونقل التقرير عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه قولها إن "السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء، يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة".

كما نقلت المنظمة الدولية عن لاجئين نجحوا بالعبور إلى تركيا قولهم إنّ حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم، وأنهم تعرّضوا للضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية.

واعتبرت المنظمة أنّ "على الحكومة التركية إصدار تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء"، مُشددة أنه "لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء".

وتقول ولاء (25 عاماً) التي تُصر على ضرورة الانتقال إلى تركيا هرباً من الحرب وبهدف علاج ابنتها  "السبب الرئيسي لخروجي هو طموحي لعلاج ابنتي (...) عدا عن الخوف والرعب من القصف وأجواء الحرب".

وتضيف "نخاطر بحياتنا وأرواحنا مقابل أن نصل إلى تركيا، ولا نتمكن من الدخول".