تزامناً مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، حذّر مراقبون من الاتفاقيات التي قد تصب في مصلحة إيران على حساب المصالح العراقية، فيما أطلق ناشطون عراقيون هاشتاغ #لا_لروحاني_في_العراق، لرفض النفوذ الإيراني المتزايد في العراق.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي غيث التميمي، في حديث صحفي إن "زيارة روحاني تحمل أكثر من رسالة، أهمها إعلان طهران بأن بغداد هي أرض الحصاد المهيمَن عليها"، مشيراً إلى أن "الاتفاقيات التي يبحث عن إتمامها روحاني ستضر بالعراق".
وأضاف التميمي: "إيران تبحث عن تعويض لهزائمها السياسية والاقتصادية في سوريا، والتي باتت ظاهرة للعلن، خاصةً ما خص خلافاتها مع الجانب الروسي".
كما اعتبر التميمي أن "هذه الزيارة تأتي لتبلور الخلاف السياسي الداخلي الإيراني بين خط الإصلاحيين وحضوره في العراق، مقابل خط الحرس الثوري المتمثل بزعيم فيلق القدس قاسم سليماني، الذي يتسبب في إفشال كل مشاريع الدولة الإيرانية في السياسة الخارجية".
يذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وصل صباح اليوم الاثنين إلى بغداد في إطار زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام والتقى الرئيس العراقي برهم صالح.
وكشف النائب السابق في مجلس النواب العراقي ورئيس حزب الأمة العراقية، مثال الألوسي في تصريح خاص لشبكة (AVA Today) الأخبارية " إن النظام الإيراني لاتثق بالقوات العسكرية والأمنية العراقية، لحماية الرئيس الإيراني حسن روحاني في زيارتهِ للعراق".
قائلاً "سخر قائد فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني ميليشياتهم في العراق لحماية موكب روحاني أثناء تواجده في العراق".
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث رعد هاشم، إن "زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني تشكل منعطفاً جديداً وقد يكون خطيراً في ميزان العلاقات بين بغداد وطهران، والتي تأتي في ظل ظروف واضحة من انعدام التوازن بين الطرفين".
وأضاف هاشم أن "ولاء معظم القادة السياسيين في الحكومة العراقية للجانب الإيراني يثير القلق لدى الشعب خاصة وأن الجانب الإيراني يضمر الانتقام إزاء حرب الثمان سنوات بينه وبين العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أن "ذلك بدا واضحاً على السياسة الإيرانية تجاه العراق في الأعوام الأخيرة".
وتابع هاشم أن "الانهيار الاقتصادي جراء العقوبات الأميركية التي وصلت إليه إيران، يدفعها إلى أن تملي على العراق اتفاقيات بخلاف مصلحة الشعب"، داعياً الحكومة العراقية للكشف عن جميع الاتفاقيات التي سيتم توقيعها مع إيران.
وحول موضوع إحياء "اتفاقية الجزائر" بين البلدين، أوضح هاشم أن "إيران تسعى لإعادة العمل بهذه الاتفاقية التي تم توقيعها في عام 1975 لتغيير الحدود بالإضافة إلى تغيير مسار شط العرب الملاحي بين الجانبين"، مشيراً إلى أن الإعلام الحكومي العراقي لم يركز على هذا الجانب من الزيارة.
كما طالب هاشم الحكومة العراقية بـ"توضيح مواقفها من الحقوق المصيرية والتاريخية للعراق وشعبه والإفصاح عن الاتفاقيات التي ستوقعها خلف الستار مع إيران، التي يجب أن لا تكون على حساب العلاقات مع عمق العراق العربي".
وكان مراقبون قد حذّروا من إعادة العمل بـ"اتفاقية الجزائر" مشددين على ضرورة وجود حلول دبلوماسية للعراق خلال المباحثات. وأشاروا إلى تضمن الاتفاقية لتفاصيل تعسفية يسعى روحاني لإحيائها بعد أن كان وقعها العراق في سبعينيات القرن الماضي مع إيران، متنازلاً عن جزء من حقوقه بالملاحة في شط العرب مقابل وقف دعم إيران لتمرد الكورد في شمال العراق.