تحدّث الكاتب الإيراني مازيار معتمدي عن ضغوط تُمارس على البنك المركزي الإيراني، لطبع المزيد من العملة المحلية، ما يؤدي إلى إضعاف الريال الإيراني، وأشار معتمدي إلى خلافات حاصلة بين هذا البنك من جهة، وبعض الوزراء في الحكومة من المدعومين من بعض نواب البرلمان الإيراني من جهة أخرى.
وفي مقال نشره موقع “المونيتور” الأميركي، ذكر معتمدي أنّ هذا الخلاف يظهر في اتخاذ إجراءات لتعديل قانون الميزانية السنوية للبلاد، وانتظار موافقة مجلس صيانة الدستور، معتبراً أن مرور هذا التعديل الذي يدعو البنك المركزي إلى دفع مبلغ كبير للحكومة كضريبة، سيزيد العرض النقدي من العملة الوطنية في السوق، وسيؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخّم، كما قد يؤثّر سلباً على أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال، الأمر الذي سيلحق الضرر بالمواطنين العاديين في نهاية المطاف، وفق الكاتب.
وأشار معتمدي إلى مسألة تحديد سعر الدولار الأميركي بـ 35 ألف ريال، وكان ذلك خلال صياغة قانون الموازنة السنوية قبل عام تقريباً، وهو ما أثار انتقادات حادة من الاقتصاديين، الذين لفتوا إلى أن هذا الرقم غير واقعي، وقد ثبتت صحة ذلك، خاصة بعد تحرّك الحكومة لتوحيد وتثبيت أسعار صرف العملات الأجنبية المزدوجة في البلاد والتي تتباين بين السوق الحرة والبنك المركزي، فحاولت الحكومة تثبيت سعر صرف الدولار عند حدّ 42 ألف ريال.
وفي هذا الإطار، أعاد الكاتب التذكير بأنّ أزمة العملة الإيرانية ترتبط أساساً، بالعقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على طهران، بعد انسحابه من الاتفاق النووي الموقّع مع السداسية الدولية عام 2015، فانخفضت قيمة العملة المحلية كثيرا ووصل الدولار الأميركي الواحد إلى 190 ألف ريال في وقت سابق.
وفي موضوع آخر، رأى المسؤول الأسبق عن التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية دنيس روس، رأى أنّ مؤتمر وارسو الأخير أوضح الاختلاف بوجهات النظر تجاه إيران، فالأوروبيّون مثلاً أعادوا التعبير عن تمسّكهم بالاتفاق النوويّ الإيرانيّ، في حين شددوا على ضرورة مواجهة السلوك الإيراني غير المقبول، كمسألة اختبارات الصواريخ الباليستية وفق مقال روس الذي نشره معهد واشنطن.
وأشار الدبلوماسي الأميركي السابق إلى أنّ المسؤولين العرب أعادوا على مسامع الأوروبيين اتهامات بحق إيران، تزعم عمل الحرس الثوري على زعزعة استقرار دول الخليج، من خلال إرسال الأسلحة والتحكّم ببعض الجهات الداخلية.
أما الكاتب الأميركي غالب دالاي فقد سأل في مقال على موقع مجلّة “نيوزويك” الأميركية إن كانت الولايات المتحدة وأوروبا تقتربان من الحرب على إيران.وأكد دالاي أن مؤتمر وارسو الأخير وإن كان البعض قد اعتبره فاشلًا، فإنه مجرّد خطوة في سياسة أميركية طويلة الأمد من أجل عزل إيران.
وفي السياق بيّن الكاتب الأميركي الفرق بين التوجهين الأميركي والأوروبي بشأن إيران، ففي حين يحبّذ الأميركيون العمل على تغيير نظام الجمهورية الإسلامية من خلال العقوبات الاقتصادية أو من خلال العمل العسكري، فإن الأوروبيین يفضلون النظر في تغيير سلوك النظام الحالي ليس إلا.
ولفت دالاي إلى أنه بالرغم من دعم الأوروبيين لبقاء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنهم سيقفون إلى جانب وجهة النظر الأميركية بشأن سلوك إيران الإقليمي في الشرق الأوسط، إن كان لجهة تطوير الصواريخ البالستية أو لجهة دعم مجموعات إقليمية مسلّحة.