دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان اليوم الأربعاء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لفرض حظر شامل على إسرائيل بما في ذلك النفط، في وقت تواصل فيه طهران الحشد دوليا ضد عدوها اللدود من خلال حثها على استنساخ القرار الذي اتخذته دول عربية خلال حرب أكتوبر 1973 بوقف ضخّ الخام إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة للدولة العبرية.
وأكد عبداللهيان خلال لقائه مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في مدينة جدة على ضرورة تشكيل لجنة حقوقية ضمن التعاون الإسلامي بهدف توثيق جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، تمهيدا لمحاسبة المسؤولين في المحاكم الدولية.
كما طالب دول المنظمة بفرض حظر شامل على إسرائيل وطرد سفرائها من عواصم تلك الدول، كاشفا "تبادلت اليوم رسائل مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حيث أكدنا على ضرورة الوقف الفوري لجرائم الحرب الصهيونية في غزة وفتح ممر لإيصال المساعدات الإنسانية ومواجهة التهجير القسري للشعب الفلسطيني"، وفق وكالة "روسيا اليوم".
وتابع عبداللهيان "إننا متفقون على إصدار بيان قوي لدعم فلسطين في اجتماع جدة".
وقالت أربعة مصادر من "أوبك" إن "المنظمة لا تعتزم عقد اجتماع استثنائي أو اتخاذ أي إجراء فوري وذلك بعدما دعا عبد اللهيان اليوم الأربعاء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لمعاقبة إسرائيل وفرض حظر نفطي عليها".
وذكر أحد المصادر أن المنظمة التي تنتج ثلث النفط العالمي وتضم عدة دول إسلامية من بينها إيران "ليست سياسية".
والثلاثاء، رد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على سؤال عما إذا كان يتعين على الدول العربية خفض إنتاج النفط ردا على تصرفات إسرائيل في غزة، قائلا إن المجلس ملتزم بأمن الطاقة ويجب ألا يستخدم النفط كسلاح.
وأضاف أن مجلس التعاون الخليجي يعمل كشريك واضح وصادق كمصدر للنفط مع المجتمع الدولي ولا يمكن أن يستخدم ذلك كسلاح بأي شكل من الأشكال.
وفي عام 1973، فرض المنتجون العرب بقيادة السعودية حظرا نفطيا على الداعمين الغربيين لإسرائيل في حربها مع مصر، استهدف كندا واليابان وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وارتفعت أسعار النفط جراء ذلك ولكن على المدى الطويل أدت الأزمة إلى تطوير مناطق نفطية جديدة خارج الشرق الأوسط مثل بحر الشمال وأصول المياه العميقة، وشجعت الطاقة البديلة.
وبينما كانت الدول الغربية المشتري الرئيسي للنفط الخام الذي تنتجه الدول العربية في ذلك الوقت، أصبحت آسيا اليوم المشتري الرئيسي لخام أوبك.
وقال مصدر آخر في "أوبك" عن سبب عدم تنفيذ الحظر "الوضع الجيوسياسي مختلف عما كان عليه قبل 50 عاما".
وأعلنت وزراة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء أن حصيلة القصف الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة بلغت "471 قتيلا من بينهم 28 حالة حرجة بالإضافة إلى 314 إصابة بجروح مختلفة".
ولليوم الثاني عشر تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على غزة وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي بالتزامن مع تدهور الأوضاع في قطاع غزة.