Skip to main content

عقود الإعمار والمصالحات تستعجل زيارة رئيسي لدمشق

إيران وسوريا
AvaToday caption
تتمتع إيران بنفوذ واسع في سوريا نتيجة الدور البارز الذي لعبته خلال النزاع وكمكافأة على دعمها منحها النظام السوري امتيازات كبيرة تتمثل في اتفاقيات شملت العديد من المجالات أهمها إعادة الإعمار
posted onApril 28, 2023
nocomment

قال مصدر إقليمي كبير مقرب من الحكومة السورية اليوم الجمعة إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيزور دمشق الأسبوع القادم في وقت تعيش فيه المنطقة على وقع زخم اتفاق إعادة العلاقات بين إيران والسعودية والمساعي المكثفة لإعادة سوريا إلى الحضن العربي.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارة بلاده في ختام زيارة لبيروت استمرت يومين، "التعاون بين طهران ودمشق يشتمل على أبعاد متنوعة وفي هذا الإطار في مستقبل قريب وضعنا برنامجا وخطة من أجل زيارة فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور رئيسي إلى سوريا".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد حمّل وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان خلال زيارته إلى دمشق في يناير/كانون الثاني دعوة إلى نظيره الإيراني من أجل زيارة سوريا.

وسبق للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن كشف في تصريح سابق أنّه "يجري التخطيط لزيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا وتركيا بعد تلقيه دعوتين من البلدين".

وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة أن زيارة رئيسي ستستمر يومين وستشهد توقيع عدة اتفاقات، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي.

وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير/شباط 2019 والثانية في مايو/أيار 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وستكون هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني إلى سوريا، حليفتها الرئيسية في المنطقة، منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011 وتتزامن مع جهود دبلوماسية عربية متسارعة لفكّ عزلة سوريا وفي إطار التطورات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط مع مسار مصالحات وتهدئة التوترات بين الخصوم الإقليميين.

كما تأتي بعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكا، في خطوة تأتي في إطار مساع لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة.

والتقى الرئيس بشار الأسد منذ يومين وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش رئيس الجانب الإيراني في اللجنة الاقتصادية المشتركة والوفد المرافق له وتم التطرق إلى الآفاق الجديدة للتعاون الاقتصادي بين دمشق وطهران وكيفية الاستفادة من الفرص المتاحة لتطوير العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية سواء على المستوى الاستثماري أو التبادل التجاري أو في مجال الطاقة.

وأكد الأسد أن ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سوريا وإيران إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية هي مسألة ضرورية ويجب أن تستمر حكومتا البلدين في العمل عليها لتقويتها وزيادة نموها.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا يزور مسؤولون إيرانيون سياسيون وعسكريون دمشق بشكل دوري وتعتبر طهران أبرز الحلفاء الإقليميين للرئيس السوري بشار الأسد، إذ قدمت دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لسوريا على مدى الأعوام الماضية، كما أنها تستورد الفوسفات من المناجم السورية.

وتتمتع إيران بنفوذ واسع في سوريا نتيجة الدور البارز الذي لعبته خلال النزاع وكمكافأة على دعمها منحها النظام السوري امتيازات كبيرة تتمثل في اتفاقيات شملت العديد من المجالات أهمها إعادة الإعمار، في حين تتنافس مع روسيا على تأمين مصالحهما في البلد الذي دمرته الحرب.

وكشفت مصادر إقليمية الشهر الجاري أن إيران جلبت أسلحة وعتادا عسكريا إلى سوريا سرا تحت ستار جهود الإغاثة في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت سوريا وتركيا في فبراير/شباط.

وأعربت دمشق مؤخرا عن حرصها على "التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع إيران بشكل دائم"، مشيرة إلى "أن الجمهورية الإسلامية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وأن هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تطورات إقليمية ودولية متسارعة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين".

وكان وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان قد أكد في تصريح سابق أن سوريا "بلد مهم ومؤثر ولذلك فإن قوة وتنمية سوريا هي قوة وتنمية للمنطقة عموما ولإيران خصوصا"، لافتا إلى أن "طهران ودمشق تقفان في خندق واحد وتتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخر".

ووقع البلدان في العام 2018 اتفاق تعاون عسكري ينص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية. كما وقعا اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية، تضمن أحدها مطلع عام 2019 تدشين "مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية".

وقامت طهران بفتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، ثم أرسلت مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه مما مكنه من قلب دفة الصراع واستعادة السيطرة على معظم مناطق بلاده.

وتستبق طهران المصالحة التركية السورية بتحركات تهدف من خلالها إلى تأمين نفوذها وحماية مصالحها التجارية وحصتها من إعادة إعمار سوريا والاستثمارات في قطاع الطاقة رغم أنها باركت خطوات التقارب بين البلدين.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون زيارة رئيسي إلى دمشق بسبب القلق الإيراني من مسار العلاقات السياسية بين تركيا والنظام السوري، خاصة في ظل وجود ضغوطات روسية تمارس على دمشق تتعارض مع المصالح الإيرانية.

ويرجح مراقبون أن يكون الدافع لزيارة رئيسي إلى سوريا الهواجس الإيرانية من التحركات الإقليمية والدولية التي قد تحد من النفوذ الإيراني جنوب سوريا خاصة بعد أن وقعت الإدارة الأميركية على مشروع محاربة النظام السوري كمصدّر للمخدرات.

ويوجد تنافس في الكواليس بين طهران وموسكو الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى خلافات حول نصيب كل منهما من الكعكة السورية بعد أن رجح تدخلهما دفة الحرب لصالح الأسد.

وحظيت روسيا التي تدخلت في الصراع في سبتمبر/أيلول 2015 لدعم النظام السوري بالنصيب الأكبر من الاتفاقيات العسكرية التي مكنتها من تواجد دائم في سوريا بالإضافة إلى تمتعها بعقود سخية تشمل مجالات إعادة الاعمار والبنية التحتية والطاقة والكهرباء.