Skip to main content

تصاعد النفوذ الايراني يستعجل زيارة اوستن لبغداد

لويد أوستن
AvaToday caption
تشهد بغداد في الأسابيع الأخيرة حركةً دبلوماسية واسعة مع استقبال المسؤولين العراقيين توالياً وزراء خارجية السعودية وإيران وروسيا، ثمّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطلع آذار/مارس
posted onMarch 7, 2023
nocomment

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن انه يسعى من وراء زيارته غير المعلنة إلى بغداد إلى "إعادة التأكيد على الشراكة الإستراتيجية" بين الولايات المتحدة والعراق على ما جاء في حسابه الرسمي في تويتر بينما يؤدي جولة إلى المنطقة شملت كلا من الأردن وإسرائيل ومصر فيما يرى مراقبون ان الزيارة تاتي لمواجهة الخطر الايراني مع تصاعد المناورات العسكرية والتدريبات التي يجريها الحرس الثوري في مياه الخليج.

وتأتي الزيارة قبيل الذكرى العشرين للغزو الأميركي للعراق الذي أسقط نظام صدام حسين. وفتحت العملية التي أطلقها الجيش الأميركي إلى جانب تحالف دولي في 20 آذار/مارس 2003 الباب أمام واحدة من أكثر الصفحات دمويةً في تاريخ العراق. وكتب أوستن في تغريدة "هبطنا في بغداد"، مضيفاً "أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق فيما نمضي قدماً نحو عراقٍ أكثر أمناً واستقراراً وسيادةً".

وقال أوستن للصحفيين بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "القوات الأميركية مستعدة للبقاء في العراق بدعوة من حكومة العراق". مضيفا "ستواصل الولايات المتحدة توطيد الشراكة وتوسيع نطاقها لدعم أمن العراق واستقراره وسيادته".

واجتمع أوستن مع السوداني وكذلك مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، وسط نزاع طويل الأمد حول تحويلات الميزانية وتقاسم عائدات النفط بين حكومتي بغداد وكردستان.

وجاء وزير الدفاع الأميركي قادما من الأردن حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني فيما أكد سؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "ان اوستن سينقل التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط والتأكيد لشركائنا بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم دفاعهم".

وتشهد بغداد في الأسابيع الأخيرة حركةً دبلوماسية واسعة مع استقبال المسؤولين العراقيين توالياً وزراء خارجية السعودية وإيران وروسيا، ثمّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطلع آذار/مارس.

وتنظر الولايات المتحدة بقلق شديد لتصاعد نفوذ القوى السياسية المرتبطة بإيران إضافة لمحاولات الميليشيات السيطرة على مفاصل الدولة العراقية حيث تريد إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن بايدن من الحكومة العراقية احترام العقوبات المفروضة على إيران بسبب عدم التزامها بتعهداتها النووي وخرقها للقوانين والاعراف الدولية خاصة التهم الموجهة اليها بدعم الجماعات المسلحة ما يهدد امن الدول في منطقة الشرق الاوسط.

وشددت واشنطن وكذلك الاتحاد الأوروبي من العقوبات ضد إيران بسبب الخروقات في الملف النووي وكذلك قمع الاحتجاجات السلمية ودعم طهران للجيش الروسي بطائرات مسيرة في حربه على أوكرانيا.

وللولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي في المنطقة كما أنها تعد طرفا محوريا في المساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني بينما اجرت ايران العديد من المناورات التي شملت خاصة السلاح الجوي والطائرات المسيرة في مواجهة مناورات تجريها دول الخليج لتعزيز قدراتها العسكرية.

وابدت الولايات المتحدة استعدادها الكامل لدعم جيوش دول الخليج في مواجهة اية تهديدات عسكرية ايرانية.

وعلى الرغم من كونها حليفا قويا لطهران، إلا أن بغداد تحتفظ بعلاقات قوية مع واشنطن لا سيما في المجال العسكري. وما زالت قوات أميركية تتمركز في العراق كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من هزيمة التنظيم في العراق في العام 2017، إلا أن الجهاديين لا يزالون يتبنون هجمات دموية متفرقة من وقت لآخر في البلاد.

وأواخر العام 2021، أعلن العراق "انتهاء المهمة القتالية" للتحالف الدولي، والإبقاء فقط على قوات أجنبية تقوم بدور استشاري وتدريبي.

وعزت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قرارها بغزو العراق إلى اعتقادها بأن حكومة صدام حسين كانت تمتلك أسلحة دمار شامل ولها علاقة بالارهاب، لكنها أدركت لاحقا، هي والقوات المتحالفة معها، أن هذه المخزونات لا وجود لها وانه لا وجود لعلاقة بين سلطات صدام وتنظيم القاعدة.

وأفاد مشروع تكاليف الحرب التابع لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون بمقتل ما يتراوح بين 185 ألفا و280 ألف مدني عراقي في الحرب.

وكان أوستن قد أدلى بتصريحات في عام 2011 قال فيها إن الولايات المتحدة حققت أهدافها العسكرية في العراق حين كان يشغل منصب قائد القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لكن بعد ثلاث سنوات أعادت الولايات المتحدة آلاف الجنود إلى العراق وسوريا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بهدف دعم القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية

وتاتي زيارة اوستن الى المنطقة لمواجهة النفوذين الصيني والروسي المتصاعدين وكذلك العمل على وقف العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين والحث على التهدئة.