منذ الهجوم على سفارة أذربيجان بإيران وتصاعد التوتر في علاقات البلدين، تماطل طهران في الإسراع بتحقيقات تكشف المتورطين.
وأسفر الهجوم الذي شنه مسلح إيراني في 27 يناير/كانون الثاني الماضي عن مقتل رئيس الفريق الأمني بالسفارة الأذربيجانية وإصابة اثنين آخرين بجروح.
حادث دفع باكو لإغلاق سفارتها في طهران وإجلاء جميع الموظفين وعوائلهم من إيران، بعد وقوعه بأيام، فيما أبقت أذربيجان قنصليتها مفتوحة في مدينة تبريز الواقعة شمال غرب إيران.
وفي سياق متصل، زعم المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، مسعود ستايشي، الثلاثاء، إن التحقيق في قضية الهجوم على سفارة أذربيجان بطهران يخضع للسرية.
وقال ستايشي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران، إن "قضية الاعتداء على السفارة الأذربيجانية في مرحلة التحقيق الأولي وتخضع للسرية"، مضيفاً أنه "يتم النظر بعناية في أبعاد وزوايا القضية".
ولم يوضح ستايشي القضايا السرية التي تخضع لها عمليات التحقيق من قبل الجهات القضائية المختصة في إيران.
وبرر المسؤولون في إيران بأن الهجوم دوافعه "شخصية وعائلية" وليس عملاً إرهابياً أو أمنياً، فيما اقترحت طهران على باكو تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في أبعاد الهجوم.
وفي مطلع فبراير/شباط الجاري، قالت وكالة أنباء "نور نيوز" الإيرانية إن باكو رفضت مقترح طهران بتشكيل لجنة أمنية مشتركة للتحقيق في الهجوم الذي تعرضت له سفارة جمهورية أذربيجان.
ولإيران تاريخ في استهداف السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في طهران، ولم تكشف طهران حتى الآن عن هوية الأشخاص الذين هاجموا سفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مدينة مشهد شمال شرق البلاد.
وأحرق متشددون في إيران سفارة السعودية في طهران بعد اقتحامها عقب إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر بعد إدانته بالإرهاب، ما دفع المملكة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية في مطلع يناير/كانون الثاني لعام 2016.
كما تكررت الهجمات الإيرانية، حيث اقتحم طلاب متشددون في طهران السفارة الأمريكية بعد الثورة عام 1979 وقاموا باختطاف دبلوماسيين لمدة 444 يوماً.
وتكررت الحادثة مع السفارة البريطانية في طهران، حيث اقتحم إيرانيون السفارة وأحرقوا علم المملكة المتحدة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2011، على خلفية فرض عقوبات على طهران ردت عليها لندن بإقرار تخفيض مستوى العلاقات بين البلدين.