Skip to main content

رصاص الأمن الإيراني يسقط 13 متظاهرا

الاحتجاجات
AvaToday caption
تأتي موجة العنف الأخيرة مع استمرار القلق حيال الوضع في مهاباد، إذ تفيد مجموعات حقوقية بأن قوات الأمن أرسلت تعزيزات في اليوم السابق في إطار حملة أمنية
posted onNovember 21, 2022
nocomment

اتهمت مجموعات حقوقية قوات الأمن الإيرانية، الإثنين 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، باستخدام الرصاص الحي وأسلحة مختلفة لقمع المحتجين في المناطق التي يقطنها الكورد غرب إيران، في تكثيف للحملة الأمنية التي أودت بـ13 شخصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وشهدت المحافظات التي يقطنها الكورد في غرب وشمال غربي إيران احتجاجات واسعة منذ اندلع الحراك الشعبي في أعقاب وفاة الشابة الكوردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بينما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق في طهران.

وسجلت تظاهرات حاشدة ضد النظام في بلدات عدة خلال الأيام الأخيرة، أشعلتها خصوصاً جنازات أشخاص قيل إنهم قتلوا بأيدي عناصر الأمن خلال تظاهرات سابقة.

وذكرت مجموعة "هنكاو" الحقوقية ومقرها النرويج أن القوات الإيرانية قصفت خلال الليل مدن بيرانشهر ومريوان وجوانرود، إذ نشرت تسجيلات مصورة سمع فيها صوت الأسلحة الثقيلة والرصاص الحي.

وأفادت بأن قوات الأمن قتلت 13 شخصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، هم سبعة في جوانرود وأربعة في بيرانشهر واثنان في أماكن أخرى.

وذكرت "هنكاو" أن فتى يبلغ من العمر 16 سنة، يدعى كاروان قادر شكري كان من بين ستة أشخاص قتلوا بنيران قوات الأمن الأحد. وأضافت أن شخصاً آخر قتل عندما أطلقت قوات الأمن النار على الحشود التي كانت تحمل جثمان الفتى إلى مسجد.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من الحصيلة من مصدر مستقل.

وأكد موقع نتبلوكس لمراقبة الإنترنت اليوم الإثنين حدوث تعطل كبير بالخدمة في إيران.

وقال الموقع على "تويتر" إن الإنترنت عبر الهاتف المحمول مقطوع عن عديد من المستخدمين في إيران، حيث أصبحت الاحتجاجات على مستوى البلاد واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حكامها من رجال الدين.

وذكرت "هنكاو" أنه في ظل "مواجهات حادة" بين المتظاهرين وقوات الأمن في جوانرود، بات هناك نقص في مخزون الدم الذي يحتاج إليه المصابون في مستشفياتها.

تأتي موجة العنف الأخيرة مع استمرار القلق حيال الوضع في مهاباد، إذ تفيد مجموعات حقوقية بأن قوات الأمن أرسلت تعزيزات في اليوم السابق في إطار حملة أمنية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على "تويتر"، "أشعر بقلق بالغ حيال التقارير من جهة أن السلطات الإيرانية تصعد العنف ضد المحتجين، خصوصاً في مدينة مهاباد". وأضاف "نواصل السعي لمحاسبة المتورطين وندعم الشعب الإيراني".

بدورها نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران تسجيلات مصورة قالت إنها تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في بيرانشهر.

كما أظهرت التسجيلات والدة كاروان قادر شكري وهي ترمي نفسها باتجاه جثة ابنها بينما كانت تنقل ليتم دفنها.

وهتف المشيعون باللغة الكوردية "أمي لا تبكي سنثأر"، بحسب المنظمة.

ونشر مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم مقطعاً مصوراً لمتظاهرين اثنين مصابين ملقيين أرضاً في شارع في جوانرود على وقع إطلاق النار.

وكتب مقدم على "تويتر"، "يكثفون أعمال العنف ضد المواطنين العزل".

كما خرج أشخاص إلى شوارع كرمانشاه، عاصمة المحافظة التي يقطنها الكورد، حيث هتفوا "الموت لخامئني"، بحسب تسجيل آخر نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران.

وباتت الاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني من بين التحديات الأكبر لنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة عام 1979.

ولفت محللون إلى أن لجوء قوات الأمن إلى العنف أشعل مزيداً من التظاهرات، إذ باتت حشود ضخمة تشارك في الجنازات والأربعينيات.

يشكل الكورد إحدى أهم الأقليات العرقية غير الفارسية في إيران، علماً أنهم سنة بالمجمل ضمن بلد يهيمن عليه الشيعة.

وفي ظل الحملة الأمنية، نفذت إيران ضربات صاروخية وبالمسيرات ليل الأحد الإثنين في العراق المجاور ضد مجموعات كردية معارضة تتهمها بإثارة الاحتجاجات في إقليم كوردستان العراق حيث لجأت منذ عقود، وأسفرت عن مقتل شخص واحد.

يعود وجود المعارضة الكوردية في العراق إلى الثمانينات، غالباً بدعم الرئيس الأسبق صدام حسين ثم في خضم حربه مع الجار الإيراني. لكن الجمهورية الإسلامية تصف هذه الفصائل بأنها "إرهابية" وتتهمها بشن هجمات على أراضيها.

وبعد أن قادت تمرداً مسلحاً لفترة طويلة، أوقفت هذه الجماعات اليسارية اليوم أنشطتها العسكرية تقريباً، كما يؤكد الخبراء.

لكن هذه الأحزاب ما زالت تشجب التمييز الذي تعانيه الأقلية الكوردية في إيران التي تعد نحو 10 ملايين من أصل 83 مليون نسمة، يُحظر علهم تعليم لغتهم الأم في المدارس. كما أنها تساند التظاهرات اليومية التي تشهدها طهران منذ وفاة الكوردية مهسا أميني في سبتمبر.

من جانبه، أكد الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني وتنظيم كومله الاثنين استهداف منشآتهما.

وتأتي الضربات الإيرانية الأخيرة بعد يوم على تنفيذ تركيا غارات جوية ضد مجموعات كوردية في كوردستان العراق وشمال سوريا.