Skip to main content

السلطات الإيرانية تعتقل صحافية

آفا توداي
AvaToday caption
تلعب النساء، اللاتي أحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات وطلبة الجامعات دوراً بارزاً في الاحتجاجات، التي تدعو إلى موت الزعيم الأعلى علي خامنئي، لكن جميع شرائح المجتمع تشارك فيها
posted onNovember 5, 2022
nocomment

ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على صحافية أجرت مقابلة مع والد مهسا أميني التي أثارت وفاتها في سبتمبر (أيلول) الماضي تظاهرات تحولت إلى حركة احتجاجية كبيرة مناهضة للنظام، بحسب ما أعلنت منظمة غير حكومية، الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني).

وقالت منظمة "هينكاو" الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقراً، إنه جرى الأحد إلقاء القبض على نزيلا مروفيان، الصحافية المقيمة في طهران، والتي تتحدر مثل مهسا أميني من سقز في محافظة كردستان الإيرانية.

واعتقلت مروفيان في منزل أقربائها كما نقلت إلى سجن إوين في العاصمة الإيرانية، بحسب ما أكدت المنظمة غير الحكومية، مشيرة إلى مكالمة هاتفية أجريت مع عائلتها.

وكانت الصحافية التي تعمل لصالح موقع "رويداد 24" قد نشرت مقابلة مع أمجد والد مهسا أميني، في 19 أكتوبر (تشرين الأول) على موقع "مستقل" (Mostaghel)  على الإنترنت.

وخلال نشر رابط لمقالها، علقت قائلة "ليس لدي نية الانتحار وليس لدي أي مرض أساسي"، في إشارة مباشرة إلى الأخطار التي تدرك أنها ستتعرض لها عبر نشر المقابلة.

منذ ذلك الحين، سحب موقع "مستقل" المقابلة لكن نسخة منها تفيد بأن الأب ينفي تفسيرات السلطات الإيرانية التي قالت إن ابنته كانت تعاني مشكلات صحية. وكانت المقابلة بعنوان "والد مهسا أميني: إنهم يكذبون".

وتشهد إيران منذ نحو شهرين احتجاجات على أثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.

وتعد هذه التظاهرات، التي تصفها السلطات بأنها أعمال الشغب، غير مسبوقة في إيران من حيث حجمها وطبيعتها منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، جرى احتجاز الصحافيين اللذين أسهما في نشر القضية، في سجن إوين.

فالصحافية نيلوفار حامدي البالغة من العمر ثلاثين سنة والتي تعمل لصالح صحيفة "شرق"، كانت قد توجهت إلى المستشفى حيث كانت مهسا أميني في غيبوبة قبل وفاتها. وقد اعتقلت في 20 سبتمبر، وفق أسرتها.

أما إلاهه محمدي (35 سنة) المراسلة في صحيفة "هام ميهان"، فقد توجهت إلى سقز لتغطية جنازة أميني، حيث جرت أيضاً إحدى أولى التظاهرات، ثم اعتقلت محمدي في 29 سبتمبر.

ووفق لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقراً، فقد اعتقل 54 صحافياً خلال حملة قمع الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين تم الإفراج بكفالة عن نحو 10 منهم فقط.

واتهمت إيران الولايات المتحدة وأعداء آخرين في الخارج بإثارة الاضطرابات قائلة إنهم يريدون زعزعة استقرار البلاد.

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، "بتحرير" إيران. وقال إن المتظاهرين ضد الحكومة الإيرانية سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم.

وذكر بايدن في كلمة بحملته في كاليفورنيا بينما تجمع عشرات المتظاهرين خارج مكان الحملة حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين، "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً جداً". ولم يتوسع بايدن في تصريحاته.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة بثها التلفزيون، الجمعة، رداً على الرئيس الأميركي، "أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاماً"، واصفاً المحتجين "بالخونة المخادعين".

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان كتب بدوره، الجمعة، على "تويتر"، "يا سيد بايدن، توقف عن تصرفاتك المنافقة". وقال "البيت الأبيض شجع بشكل متزايد العنف والإرهاب في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، بينما يحاول في الوقت نفسه التوصل إلى اتفاق نووي".

ودعا محمد حسيني نائب الرئيس الإيراني قوات الأمن إلى "العمل بسرعة لإنهاء أعمال الشغب".

وتعد الاحتجاجات واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القيادة التي كرستها الثورة عام 1979، إذ تغلب عديد من الشباب الإيراني على الخوف الذي خنق المعارضة منذ ذلك الحين.

وتلعب النساء، اللاتي أحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات وطلبة الجامعات دوراً بارزاً في الاحتجاجات، التي تدعو إلى موت الزعيم الأعلى علي خامنئي، لكن جميع شرائح المجتمع تشارك فيها.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، الجمعة، إن 300 محتج لاقوا حتفهم في الاضطرابات حتى الخميس، بينهم 47 قاصراً إضافة إلى 37 من قوات الأمن.

وأضافت أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا، بينهم 385 طالباً، في الاحتجاجات التي خرجت في 134 مدينة وبلدة و132 جامعة.

ومع استمرار الاحتجاجات قالت وكالة "إرنا" الرسمية، إن إمام مسجد لقي حتفه في هجوم بالرصاص في مدينة زاهدان المضطربة. وذكرت الوكالة أن اسم القتيل هو سجاد شهركي إمام وخطيب مسجد مولى المتقين.

وقال قائد قوى الأمن الداخلي في إقليم سيستان-بلوجستان أحمد طاهري "تم تشكيل قوة خاصة بهدف تحديد الجناة والقبض عليهم".

وشهدت زاهدان أحد أكثر الأيام دموية في موجة الاحتجاجات. وقالت منظمة العفو الدولية، إن قوات الأمن قتلت 66 شخصاً على الأقل في حملة أمنية هناك في 30 سبتمبر. وأقالت السلطات في زاهدان قائد الشرطة وقائد مركز للشرطة بعد تلك الواقعة.

ووجه 40 محامياً إيرانياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان الانتقاد علناً لحكام البلاد من رجال الدين وعبروا عن اعتقادهم بأن حملات القمع التي سحقت المعارضة من قبل على مدى عقود لم تعد تفلح وأن المحتجين المطالبين بنظام سياسي جديد سينتصرون.

وفي السنوات الماضية ركزت الاحتجاجات الكبرى التي تم قمعها بعنف على نتائج الانتخابات والصعوبات الاقتصادية، أما الاضطرابات الحالية فتتمحور حول مطلب رئيس واحد وهو سقوط النظام.

ووسعت إيران حملة الإجراءات الصارمة، ونشرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات إضافة إلى اعتقالات واسعة ضمت محامين وأطباء وحتى المغنيين.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع للتواصل الاجتماعي حشداً يضم مئات تجمعوا، الخميس، في ساحة بوسط مدينة كرج في تأبين حديث نجفي التي قتلت برصاص قوات الأمن، وفقاً لما قالته أختها وتقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأظهر فيديو نشر على الإنترنت المحتجين في كرج وهم يمزقون ويحرقون عباءة رجال الدين.

وقالت وكالة أنباء "تسنيم" شبه الرسمية، إن فرداً من ميليشيات الباسيج لقي حتفه في كرج وأصيب خمسة من ضباط الشرطة خلال أعمال شغب.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وهي منظمة معنية بحقوق الإنسان، إن السلطات الإيرانية صعدت اعتداءها على المعارضة والمحتجين عبر توجيه اتهامات مبهمة بتهديد أمن البلاد للنشطاء المعتقلين وإجراء محاكمات ظالمة بشكل صارخ.