وضعت وكالة أنباء الحوزة الدينية بمدينة قم العاصمة الدينية لإيران، وضعت صفة "آية الله" أمام اسم مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، ويرى البعض أن ذلك ياتي ضمن التمهيدات ليخلف مجتبى والده.
في نفس الوقت مع انطلاق العام الدراسي للحوزات الدينية، أعلنت وكالة أنباء "رسا"، الناطقة باسم الحوزة الدينية، أن مجتبى خامنئي سيقوم بتدريس دروس "الخارج للفقه والأصول" في هذه الحوزة، وأطلقت عليه صفة "آية الله"، وزعمت أيضا أن مجتبى خامنئي له خبرة في تدريس دروس الخارج منذ 13 عاما.
يذكر أن لقب "آية الله" يستخدم في المذهب الشيعي "الإثنا عشري" للاطلاق على من بلغ درجة الاجتهاد كما تؤكد تدريس دروس الخارج إيضا أن المدرس اصبح مجتهدا فيمكن تقليده في القضايا الشرعية، وبهذا لن يكون مانع شرعي أمام مجتبى خامنئي ليخلف والده كولي الفقيه، ويستلم أعلى سلطة دستورية في البلاد بعد موافقة مجلس خبراء القيادة.
ويأتي استخدام لقب "آية الله" لابن المرشد بعد مرور أقل من شهر على نشر موقع "كلمة" المنسوب للمقربين من مير حسين موسوي زعيم الحركة الخضراء المعارضة مقالاً له من إقامته الجبرية في منتصف أغسطس حذر فيه من "توريث" الزعامة في إيران.
وفي إشارة إلى احتمال توريث مجتبى نجل علي خامنئي بعد وفاة الأخير، كتب موسوي أن "نسمع خبر هذه المؤامرة منذ 13 عاما، إذا لم يبحثوا عنها حقا، فلماذا لا ينفون ذلك ولو لمرة واحدة؟".
يذكر أن هناك شكوك حول بلوغ مجتبى خامنئي درجة الاجتهاد، كما أن علي خامنئي نفسه لم يبلغ درجة الاجتهاد عندما أصبح مرشدا بعد وفاة المرشد المؤسس روح الله خميني عام 1989.
وفي أكتوبر 2010، أعلن عدد من "مدرسي وطلاب العلوم الدينية في قم والنجف" في رسالة مفتوحة أن سبب زيارة المرشد علي خامنئي إلى قم حينها هو "تأكيد مرجعية مجتبى خامنئي وحصولة على إذن الاجتهاد من كبار المراجع".
مجتبى خامنئي البالغ من العمر 53 عاما، هو الابن الثاني للمرشد الإيراني، علي خامنئي، البالغ من العمر 82 عاما، ويتردد منذ 13 عاما بأن المرشد يحاول توريث ولاية الفقيه إلى نجله.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق في تقرير أنه على الرغم من أن مجتبى خامنئي ليس له موقف سياسية رسمية، إلا أنه "يتعاون بشكل وثيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج" وقد عهد المرشد الأعلى إليه ببعض مسؤولياته.
وفي نوفمبر 2019، بالتزامن مع ذكرى احتلال سفارتها في طهران، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على عدد من المقربين من المرشد الإيراني، بمن فيهم نجله مجتبى خامنئي.
وبحسب بعض التقارير، يلعب مجتبى خامنئي دورا مهما من وراء الستار في إدارة الشؤون السيادية على محتلف المستويات وخاصة الأمنية والسياسية، وهو متهم بالتدخل في انتخابات عامي 2005 و2009 ووصول محمود أحمدي نجاد إلى السلطة التنفيذية بفترتين رئاسيتين، وقاد مجتبى قمع الاحتجاجات الشعبية، خاصة في عام 2009 والتي اطلق عليها الحركة الخضراء.