اتهم الفيلسوف الروسي، ألكسندر دوغين، الذي يُلقب بـ"عقل بوتين"، ما وصفه بـ"النظام النازي الأوكراني" بقتل ابنته داريا دوغين، التي توفيت بعد تفجير سيارتها نهاية الأسبوع الماضي قرب العاصمة الروسية موسكو، وهو أول تعليق من الفيلسوف الروسي على مقتل ابنته.
فقد أصدر ألكسندر دوغين بياناً عبر قناة صديقه كونستانتين مالوفيف على تليغرام، جاء فيه: "نتيجة هجوم إرهابي نفذه النظام النازي الأوكراني، في 20 أغسطس/آب، عند عودتها من المهرجان التقليدي بالقرب من موسكو، قُتلت ابنتي داريا دوغينا بوحشية في انفجار أمام عيني".
كما قال دوغين عن ابنته: "كانت فتاة أرثوذكسية جميلة، ووطنية، ومراسلة عسكرية، وخبيرة في القنوات المركزية، وفيلسوفة. لطالما كانت خطاباتها وتقاريرها عميقة وصلبة ومنضبطة، ولم تطالب أبداً بالعنف والحرب".
أضاف الفيلسوف المقرب من بوتين: "لقد كانت نجمة صاعدة في بداية رحلتها. قتلها أعداء روسيا خلسة.. لكننا، شعبنا، لا يمكن كسرنا حتى بمثل هذه الضربات التي لا تُحتمل. لقد أرادوا سحق إرادتنا بإرهاب دموي ضد الأفضل والأكثر ضعفاً بيننا، لكنهم لن يحققوا ذلك".
تابع ألكسندر دوغين قائلاً: "قلوبنا تتوق إلى أكبر من مجرد الانتقام أو القصاص، إنه أمر صغير وليس الأسلوب الروسي، نحن بحاجة فقط إلى نصرنا. لقد وضعت ابنتي حياتها الأولى على مذبحها؛ لذا فز من فضلك!". وأشار إلى أن مراسم تأبين داريا دوغين ستقام الثلاثاء 23 أغسطس/آب.
كما بعث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برسالة تعزية إلى أسرة الصحفية الروسية داريا دوغين، التي قُتلت في ضواحي موسكو، واصفاً قتلها بـ"الجريمة الدنيئة والقاسية".
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الكرملين (الرئاسة الروسية) نشره على قناته في تليغرام، الإثنين 22 أغسطس/آب.
حيث قال بوتين في رسالة التعزية، إنها جريمة "دنيئة وقاسية" أنهت حياة داريا دوغين، التي وصفها بأنها "ذكية وموهوبة بقلب روسي حقيقي، وطيبة ومُحبة ومتعاطفة ومنفتحة".
بوتين في تعزيته قال كذلك: "إنها صحفية وعالمة وفيلسوفة ومراسلة حربية، خدمت الناس، والوطن الأم بأمانة، لقد برهنت بالفعل ماذا يعني أن تكون وطنياً".
يذكر أنه وفي وقت لاحق، أعلن الكرملين، في بيان على موقعه الرسمي، أن الرئيس فلاديمير بوتين وقّع مرسوماً بمنح "وسام الشجاعة" لدوغين، وقال البيان إن هذا الوسام تكريم لدوغين على شجاعتها وتفانيها في أداء واجبها المهني.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه موسكو، الإثنين، كييف بقتل ابنة المفكر الروسي ألكسندر دوغين، الذي يدعو إلى ضم أوكرانيا إلى روسيا، بعد انفجار سيارتها قرب العاصمة موسكو.
إذ قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن مرتكب جريمة قتل الصحفية داريا دوغين، مواطنة أوكرانية فرَّت بعد الجريمة إلى إستونيا، وفقاً لما نقلته "فرانس برس" عن وسائل إعلام روسية.
الجهاز أضاف أن المواطنة الأوكرانية منفذة الجريمة تُدعى نتاليا فوفك، وصلت إلى روسيا في 23 يوليو/تموز الماضي، مع ابنتها شابان صوفيا من مواليد 2010.
كما أوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه من أجل تنظيم جريمة قتل دوغين والحصول على معلومات حول أسلوب حياتها، استأجرت المواطنة الأوكرانية مع ابنتها شقة في موسكو بالبناية التي تعيش فيها دوغين.